لم تقصر الدولة مشكورة في رعاية ذوي الشهداء بمختلف قطاعاتها العسكرية والمدنية، وقد أولتهم كل الاهتمام ووفرت لهم كل ما يريدونه من دعم مادي ومعنوي، ولم تشعرهم بأي نقص، إلا أن مسؤولية رعايتهم ليست قاصرة على الدولة فقط، بل هي مسؤولية المواطن، فأقل ما نقدمه لشهداء الواجب الذين ضحوا بدمائهم من أجل وطننا الغالي هو رعاية أسرهم وتقديم كافة الخدمات إليهم وتوفير احتياجاتهم، وسبقني الكثير في الكتابة عن إنشاء مؤسسة متخصصة في تقديم الرعاية لتلك الفئة الغالية على قلوبنا وقد بحثت مليا فلم أجد وجودا لجهة محددة متخصصة في تقديم رعاية شاملة لأسر شهدائنا. لذلك أنادي من منبر «عكاظ» بالبدء في إجراءات تأسيس جمعية خيرية لرعاية أسر الشهداء وأتطلع من المهتمين والمختصين إلى تقديم أفكارهم واقتراحاتهم لتأسيس الجمعية على مستوى المملكة، وأقترح أن تعقد هذه الجمعية عددا من الشراكات لتقديم الرعاية والخدمات لأسر الشهداء وأن تنشئ قاعدة بيانات لتلك الأسر على مستوى المملكة، وأن يكون دورها التنسيق بينهم وبين الجهات ذات العلاقة وإيصال احتياجهم لتلك الجهات للحصول على المساعدات النقدية والعينية والمعنوية لهم وتوظيف أبنائهم وتكريمهم ودعوتهم لفعاليات خاصة بهم أثناء الاحتفالات بالأعياد والرد على استفساراتهم وتقديم المشورة لهم وغير ذلك. وأقترح ألا تقتصر فئة أسر الشهداء على العسكريين -يرحمهم الله- بل تشمل أسر الشهداء من المدنيين أيضا، أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لتقديم خدمة متميزة لتلك الفئة.