-A +A
أ.د. محمد بن مصطفى بياري* albeyari@
إعلان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة الأمير خالد الفيصل أخيراً، إنشاء مطار خاص بالحجاج والمعتمرين والزوّار، وتخصيص أرض له في مشروع «الفيصلية» بشرى خير، إذ ستحقق قيادتنا الرشيدة بهذا المشروع تطلعاتنا وأحلامنا في أن يصبح هذا المطار الجديد محوراً عالمياً نموذجياً، ليعزّز نهضة محافظة جدة الاقتصادية ويدعم قدراتها كبوابة «جوية» رئيسة للحرمين الشريفين والمنطقة بأسرها، وأن يكون ذا قدرة استيعابية «آنية ومستقبلية» عالية؛ بهدف تحقيق أهداف «رؤية المملكة»، بالوصول إلى (15) مليون معتمر في عام 2020، و(30) مليوناً في عام 2030، وتحقيق هدف وزارة الحج والعمرة، بالوصول إلى عدد (6) ملايين حاجّ في عامّ 2030.

في رأيي، سيحدث هذا المشروع الحيوي نقلة كبرى في حركة نقل الحجاج والمعتمرين، كما سيتيح المزيد من الفرص لاستثمارات القطاع الخاص، وسيسهم في وضع لبنة أخرى من لبنات بناء وتأسيس تعاون مثمر وشراكة تكاملية فاعلة معه، وذلك من خلال المساهمة في تشييد بعض المرافق الخاصّة به، لتجعل منه قرية مصغرة متكاملة الخدمات، تشكل بيئة جاذبة للاستثمارات مستقطبة للكفاءات، تتنوّع فيها النشاطات الاقتصادية والتجارية المختلفة، ممّا سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وأعمال وأنشطة تجارية متنوعة، تغري المستثمرين لاغتنام هذه الفرص المتاحة في مجال الخدمات والصناعات المساندة، لإنشاء ضاحية حديثة حوله، تستقطب شرائح متنوعة من السكان، وتعمل على جذب رواد هذه الضاحية، وذلك لرفد حركة النمو الاقتصادي في المنطقة، وتعزيز مكانة هذا المطار الجديد. ويا حبذا لو ضم هذا المعلم بين ثناياه مكاتب ومرافق دائمة لممثلي شركات مقدمي خدمة الحج والعمرة؛ لضمان توفر كل احتياجات الحجاج ضمن حرم المطار وتحت سقف واحد على مدار العام.


ويتطلع كل مختص ومهتم ومتابع إلى أن يمثّل هذا المطار المقترح، «أيقونة» معمارية حديثة وذكية، وذلك بتوفير العديد من المرافق والخدمات المميزة والفريدة للمسافرين، والتي منها بانورامات تراثية «دائمة وموسمية» يخوض مرتادو المطار من خلالها عوالم أخاذة وخلابة من تراث «السعودية» العريق والتعرف على عادات سكانها وتقاليدهم، على أن تبرز هذه الـ«Galleries» جوانب متنوعة من ثقافة «السعودية» وتجسّد عمقها الحضاري المتأصل والممتد، كما يستحسن استضافته لمعارض ومحلات تجارية محلية وعالمية تعرض مختلف السلع والبضائع، وشاشات لعرض الأفلام ثنائية وثلاثية الأبعاد التي تعمل على توعية الحاجّ وتُعرِّفه بمناسكه، و«شاشات ذكية تفاعلية تعمل باللمس»، تتيح المعلومات المطلوبة لمرتادي صرح بهذا الحجم ناهيك عن تدريب كوادر عاملة ومرشدين سياحيين مختصين يجيدون التحدث بلغات عدة، ويعملون بشعار: «كيف استطيع أن أخدمك»، واستحداث جولات تفاعلية للكبار والصغار على حدٍّ سواء، والاعتناء الجاذب بـ«التقنية»، وتزويده بأحدث الأنظمة التكنولوجية الذكية، وبكافة البرامج والأنظمة الخاصة بالتعامل الإلكتروني، ليغدو المطار «تحفة مستقبلية»، يمكن مرتاديه من إنهاء جميع إجراءاتهم والإجابة عن كل استفساراتهم، إضافة لما يتبع ذلك من تسوق وتجول واستمتاع واستفادة بما يتوافر من معلومات وخدمات تثري تجربة الحجاج والمسافرين وتخفف عنهم مشقة البعد و السفر.

ويجدر الاهتمام برفع كفاءة العنصر البشرى العامل فيه من خلال عقد وتنظيم دورات تدريبية وتأهيلية مكثفة لتبادل الخبرات، وعدم إغفال أدوار: «المسؤولية الاجتماعية»، وذلك بإعداد برامج تدريبية صيفية لطلاب الجامعات والمراحل الثانوية تؤهلهم ليكونوا «أصدقاء المطار»، وتكسبهم خبرات من خلال إتاحة الفرصة لمشاركة زملائهم من منسوبي المطار في استقبال وخدمة ضيوف الرحمن.

*الأستاذ والاستشاري بكلية طب الأسنان بجامعة أم القرى