ينظر كثيرون للفسحة كوقت لعب ضائع مستقطع من الدوام المدرسي. وبالرغم من أن اللعب الجماعي به الكثير من المرح، إلا أنه يشكل تحدياً كبيراً لبعض الأطفال. ذلك لأن اللعب الجماعي يرتكز على مهارات اجتماعية معقدة، ويتطلب الأمر أن يتعلم الأطفال هذه المهارات ويمارسوها من خلال اللعب ليتمكنوا منها.
فأمر بسيط مثل اختيار اللعبة، نجد فيه الأطفال يتناقشون ويتحاورون من أجل الاتفاق على اللعبة، ثم قوانينها وتوزيع الأدوار فيما بينهم. كما أنهم يتعلمون كيفية إقناع الآخرين بوجهة نظرهم مع التحاور والتشاور والاتفاق، من أجل الاستمرار ضمن المجموعة. بذلك يمكنهم اللعب من تعزيز سلوكياتهم في ضبط النفس وتعلم تقدير واحترام مشاعر الآخرين. ومن أهداف رؤية 2030 ترسيخ الأخلاقيات الإيجابية في شخصية الأطفال، وتنميتها لإكسابهم التعاطف والمرونة والاستقلالية. وإن أفضل طريقة لتعليم وتنمية الأطفال اجتماعياً، تكون بتشجيعهم على اللعب في الخارج، مع الحرص على مراقبتهم بطريقة فعالة لضمان سلامتهم عند حدوث خلافات بينهم. إن المشاجرات بين الأطفال هي أمر طبيعي في مرحلة الطفولة وهي مجرد اختلافات في وجهات النظر، نلاحظ أنهم عند اختلافهم يتناقشون وإن كان النقاش بحدة، ويحاول كل منهم إقناع الآخر بوجهة نظره، وهذا الأمر في ظاهره سلبي، لكنه يدعم مهاراتهم الاجتماعية بأن يحسن قدرتهم على تبادل الأدوار بين القيادة والانصياع بالإضافة للتعبير عن الرأي. لكن المشكلة تكمن في خروج الشجار عن حده الطبيعي ليصل للتعدي على الآخرين لفظياً أو جسدياً.
إن أخطر المواقف تحدث عند انشغال المعلمين عن الأطفال، لذا لا بد من إيجاد سياسة واضحة لكيفية متابعة لعب الأطفال وقت الفسحة، لضمان جودة تجاوب المعلم مع أي موقف يطرأ عليه. ومراقبة الأطفال وقت الفسحة، فيها فرصة كبيرة للتوسع في العملية التعليمية لتدعم لعبهم وملاحظة سلوكهم وتصحيحه مع إيقاف أي تصرف (غير لائق). هناك أساسيات مهمة لمراقبة الأطفال وقت الفسحة ومنها: تحسين جودة اللعب بمشاركة الأطفال والتفاعل معهم، مع مراقبة الأطفال بحذر للتأكد من أن اللعب مناسب وآمن لهم. ومن الضروري تحديد دور كل مراقب أثناء الفسحة والمنطقة التي سيشرف عليها، مع مراعاة أن يكون المعلم مراقباً فعالاً لا ينشغل عن الأطفال، ولديه القدرة على التصرف عند حدوث أمر طارئ. إضافةً لأن يعمل المعلمون المناوبون كفريق متكامل يضمن سلامة الأطفال ومشاركتهم لأقرانهم. وأخص بالأهمية مراعاة النسبة والتناسب بين عدد المعلمين والطلاب. وهناك معايير مختلفة لحساب نسبة المعلمين للأطفال في ساحات المدرسة، تختلف باختلاف عدة عوامل منها أعمار الطلبة ومساحة المدرسة. إن أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية WHO تؤكد على ضرورة توفير بيئة آمنة للأطفال، تتم حمايتهم فيها من العنف، الإصابات والحوادث، على أن تتم الحماية بالوقاية قبل وقوع الخطر.
إن الاستثمار في تنمية مهارات المعلمين في مراقبة ومتابعة لعب الأطفال بالخارج مع تطوير وتفعيل سياسة مراقبة محددة هو أمر ضروري لا بد منه لحماية وسلامة أبنائنا.
* أخصائية تنمية وعلاج الأطفال باللعب
ayan.e.masoud@gmail.com
فأمر بسيط مثل اختيار اللعبة، نجد فيه الأطفال يتناقشون ويتحاورون من أجل الاتفاق على اللعبة، ثم قوانينها وتوزيع الأدوار فيما بينهم. كما أنهم يتعلمون كيفية إقناع الآخرين بوجهة نظرهم مع التحاور والتشاور والاتفاق، من أجل الاستمرار ضمن المجموعة. بذلك يمكنهم اللعب من تعزيز سلوكياتهم في ضبط النفس وتعلم تقدير واحترام مشاعر الآخرين. ومن أهداف رؤية 2030 ترسيخ الأخلاقيات الإيجابية في شخصية الأطفال، وتنميتها لإكسابهم التعاطف والمرونة والاستقلالية. وإن أفضل طريقة لتعليم وتنمية الأطفال اجتماعياً، تكون بتشجيعهم على اللعب في الخارج، مع الحرص على مراقبتهم بطريقة فعالة لضمان سلامتهم عند حدوث خلافات بينهم. إن المشاجرات بين الأطفال هي أمر طبيعي في مرحلة الطفولة وهي مجرد اختلافات في وجهات النظر، نلاحظ أنهم عند اختلافهم يتناقشون وإن كان النقاش بحدة، ويحاول كل منهم إقناع الآخر بوجهة نظره، وهذا الأمر في ظاهره سلبي، لكنه يدعم مهاراتهم الاجتماعية بأن يحسن قدرتهم على تبادل الأدوار بين القيادة والانصياع بالإضافة للتعبير عن الرأي. لكن المشكلة تكمن في خروج الشجار عن حده الطبيعي ليصل للتعدي على الآخرين لفظياً أو جسدياً.
إن أخطر المواقف تحدث عند انشغال المعلمين عن الأطفال، لذا لا بد من إيجاد سياسة واضحة لكيفية متابعة لعب الأطفال وقت الفسحة، لضمان جودة تجاوب المعلم مع أي موقف يطرأ عليه. ومراقبة الأطفال وقت الفسحة، فيها فرصة كبيرة للتوسع في العملية التعليمية لتدعم لعبهم وملاحظة سلوكهم وتصحيحه مع إيقاف أي تصرف (غير لائق). هناك أساسيات مهمة لمراقبة الأطفال وقت الفسحة ومنها: تحسين جودة اللعب بمشاركة الأطفال والتفاعل معهم، مع مراقبة الأطفال بحذر للتأكد من أن اللعب مناسب وآمن لهم. ومن الضروري تحديد دور كل مراقب أثناء الفسحة والمنطقة التي سيشرف عليها، مع مراعاة أن يكون المعلم مراقباً فعالاً لا ينشغل عن الأطفال، ولديه القدرة على التصرف عند حدوث أمر طارئ. إضافةً لأن يعمل المعلمون المناوبون كفريق متكامل يضمن سلامة الأطفال ومشاركتهم لأقرانهم. وأخص بالأهمية مراعاة النسبة والتناسب بين عدد المعلمين والطلاب. وهناك معايير مختلفة لحساب نسبة المعلمين للأطفال في ساحات المدرسة، تختلف باختلاف عدة عوامل منها أعمار الطلبة ومساحة المدرسة. إن أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية WHO تؤكد على ضرورة توفير بيئة آمنة للأطفال، تتم حمايتهم فيها من العنف، الإصابات والحوادث، على أن تتم الحماية بالوقاية قبل وقوع الخطر.
إن الاستثمار في تنمية مهارات المعلمين في مراقبة ومتابعة لعب الأطفال بالخارج مع تطوير وتفعيل سياسة مراقبة محددة هو أمر ضروري لا بد منه لحماية وسلامة أبنائنا.
* أخصائية تنمية وعلاج الأطفال باللعب
ayan.e.masoud@gmail.com