-A +A
مشاعل باطرفي *
أغلقت حاسبي المحمول في تمام الساعة 12 صباحا بتوقيت لندن ودرجة الحرارة الخارجية تجاوزت 11 درجة مئوية. تصفحت حسابي في تويتر فوجدت شعار اليوم الوطني لهذا العام «همة حتى القمة». رددت العبارة لثوان ووجدت نفسي أغوص في أعماق معانيها، بل ووجدت نفسي أعيشها في كل ساعة وفي كل لحظة في يومي.

نعم همة حتى القمة.. فأنا أعمل متطوعة ومحاضرة وباحثة وطالبة وأمّاً في نفس الوقت. نعم همة حتى القمة.. فقد ربيت ونشأت في هذا الوطن، ونشأت على أن لا أرضى ألا بالقمة، لأن وطني رباني على تسلق القمم مهما كانت صعوبتها. سافرت بعدها بعيدا بمخيلتي وأبحرت في بحور العلوم الاقتصادية الذي هو مجال دراستي وبحثي في الدكتوراه، فكيف كان وطني وكيف أصبح، ففي عام 1990 كانت قيمة الناتج المحلي لا تتجاوز 117.63 بليون، والآن في 2018 تبلغ قيمة الناتج المحلي 782.48 بليون، فكيف قفز الناتج المحلي نحو القمة؟ فخورة بك يا وطني فهو يحتل المرتبة 18 على أكثر من 200 دولة في إجمالي الناتج المحلي. نعم بالفعل نحن في القمة. نعم همة حتى القمة.. في عام 1990 كان رائد الأعمال يحتاج إلى 81 يوما تقريبا لبدء مشروعه الخاص، والآن في عام 2018 يحتاج إلى 18 يوما لإنهاء الإجراءات.


نعم همة حتى القمة.. ففي عام 2008 انضم وطني إلى مجموعة العشرين (G20)، وهي أعلى سلطة اقتصادية في العالم، وفي شهر نوفمبر عام 2020 ستستضيف الرياض المؤتمر للعام القادم.

نعم همة حتى القمة يا وطن، وبغير القمة لن نرضى. نعم همة حتى القمة. امض يا وطن ونحن نمضي وراءك، ودمت شامخا في القمم.

* طالبة دكتوراه في الدراسات الاقتصادية - جامعة ريدينغ ـ بريطانيا

Meshael.phd@yahoo.com