-A +A
د. فيصل بن سعد الماجد *
يطل علينا اليوم الوطني في ذكرى شامخة ونحن نستهدي برؤية جديدة تُكسب اقتصادنا القوة والمنعة، وتضعه على المسار الصحيح الذي يحقق الأمن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمواطنين، وصولاً إلى مجتمع الاستقرار والطمأنينة والرفاهية، وهذه الذكرى المجيدة عزيزة على قلوبنا جميعًا، وهي محطة تربطنا بتاريخ حافل ببطولات وتضحيات المؤسس والموحِّد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ورجاله الأشاوس، وتشكل وقفة لجيلنا الحاضر لاستلهام الدروس والعبر منها؛ لتعزيز انتمائهم الوطني ووفائهم وولائهم لقيادته في ظل متغيرات ومخاطر إقليمية تستهدف ترابنا واستقرارنا وأمننا.

فمنذ نشأة المملكة العربية السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- ثم في عهد ملوكها الكرام، والمواطن يحظى بأولوية قصوى لدى قيادتها، وذلك لقناعتها بأنه يشكل ركيزة البناء في الدولة الوليدة، فالخطط التنموية المتسارعة في جميع القطاعات أحدثت نقلة نوعية في حياة الفرد والمجتمع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، اهتمت الدولة بقطاعي التعليم والصحة، وذلك عن طريق إنشاء العديد من مدارس التعليم العام ومؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي المتخصص، كما قامت الدولة بتوسيع مظلة القطاع الصحي بتقديم دعم سخي لتطوير مخرجات وخدمات هذا القطاع المهم، كما أن هذا القطاع دُعمَ بأحدث المعدات والأجهزة الطبية وبكوادر وطنية المؤهلة تحمل إنجازات دقيقة في مختلف التخصصات الصحية والطبية ضمانًا لتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية للمواطن باعتباره محور التنمية.


ومع تركيز بِنية التعليم النوعي، ونمو القطاع الصحي العام والخاص، استحدثت قيادتنا الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- رؤية المملكة 2030 التي تستنهض مختلف قطاعات الدولة الإنتاجية والخدمية للإسهام في تقوية اقتصادنا وتنويع مجالاته اعتمادًا على قدراتها الذاتية، وعلى تمكين بنات وأبناء الوطن في قيادة حركة البناء والتطور، بما يحفظ مكانة المملكة وتأثيرها في حركة الاقتصاد العالمي والمنافسة في أسواق التجارة الدولية المحكومة بمصالح الدول وأطماع الشركات الكبرى.

ومن ناحية أخرى لم تكتف المملكة العربية السعودية بتنمية الوطن والمواطن فحسب، بل كرست جهودها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- لخدمة أطهر بقاع الأرض، الحرمين الشريفين، وزوارها وذللت جميع الصعاب أمامهم حجاجا ومعتمرين، كما دخلت بثقلها السياسي للدفاع والذب عن قضايا الأمة الإسلامية، استشعارا منها بدورها الأساسي لقيادة هذه الأمة والحفاظ على كرامتها.

وتمضي مسيرة البناء والتطور حفاظًا على هوية هذا الوطن الحضارية والثقافية، وعلى ثقله الاقتصادي والسياسي، وتعزيزًا لدوره في الحفاظ على تماسك الأمتين العربية والإسلامية، وحمايتها من الاستهداف الخارجي، وفي يوم الوطن وبهذه المناسبة الغالية نرفع أسمى عبارات التهاني لقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، سائلين الله عز وجل أن يحفظ بلادنا ويصون ترابها، ويقيها من شرور المتربصين والكائدين، ونسأله سبحانه وتعالى أن يربط على قلوب أبنائنا وجنودنا البواسل الذي ينافحون عن وطننا في حدودنا الجنوبية وفي كل مكان في هذا الوطن الغالي.

* المشرف العام على العلاقات الجامعية وشؤون الإعلام بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية