IMG-20190915-WA0169
IMG-20190915-WA0169
-A +A
عبدالله سعيد العرياني azffa5@gmail.com
بعد سبع سنينٍ عجاف، لا تزال ابتدائية نمرة بالعرضية الشمالية التابعة لتعليم القنفذة تنتظر العام الذي يغاث فيه طالباتها ويستقين من ينابيع العلم في بيئة تعليمية تناسب أعمارهن البريئة مثلهن مثل بقية المدارس الأخرى في المحافظة، فهن يعشن عدم الاستقرار والتنقل من مدرسة لأخرى بحثاً عن مكان مناسب يلبي احتياجاتهن.

قبل سبع سنين ونصف تقريباً خرجن من مدرستهن الحكومية المتهالكة إلى مبنى مستأجر، ريثما يخضع المبنى الحكومي للترميم، إلا أنهن خرجن ولم يتمكن من العودة.


ولم تكن هناك مشكلة فقط في عدم العودة، ولكن كان هناك ما هو أدهى وأمر، فقد كان المبنى الذي تم استئجاره غير صالح للبيئة التعليمية وبعد عدة شكاوى تم نقل المدرسة بمنسوباتها إلى مدرسة أخرى وهي «متوسطة وثانوية نمرة للبنات» ولأن العدد أصبح كبيراً والفصول لا تتسع قرَّر أصحاب الشأن فصل المدرستين إلى صباحي ومسائي وكان المسائي من نصيب الطالبات البريئات الصغار اللاتي لا يحتملن حر الظهيرة وقاعات الفصول المستنزفة مكيفاتها في الدوام الصباحي ليجدن فصلاً أشبه بالساونا.

حضر مدير تعليم القنفذة ليتدارك الوضع وليضع الحلول وتأمل الجميع خيراً ولكن إلى الآن وما زال الحال أشبه بالمحال، والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، ألم تفكر إدارة تعليم القنفذة أو الوزارة الموقَّرة في أوضاع أولياء الأمور والموظفين ومعاناتهم في إيصال بناتهم خاصة من لديه طالبات في الثانوية والمتوسطة ومن لديه طالبات في الابتدائية كيف سيتم إيصالهم وكيف سيكون وضعهم في المنزل؟

وألم تفكر إدارة تعليم القنفذة أو الوزارة الموقَّرة في وضع طالبات صغيرات يداومن في حر الظهيرة وفي غرف تم استنزافها؟ وألم تفكر في وضع المدرسة ككل عندما تدخل معلماتها وطالباتها على مخلَّفات المدرسة السابقة؟ كيف ستكون البيئة التعليمية فيها؟ وكيف ستكون نظافتها؟

وألم تفكر إدارة تعليم القنفذة والوزارة الموقَّرة في وضع الأسر في رمضان وصعوبة الدوامين فيه ووضع المعلمات اللاتي يَعُلْنَ الأسر حين يخرجن قبيل الغروب وكأنهن غير مسؤولات عن أولادهن أو أزواجهن؟

ومضة:

إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها، فافعل الخير مهما استصغرته فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة.