أحبطتني عبارة «القيادة فن وليست علماً» وأنا طالبة بمرحلة الماجستير بقسم الإدارة العامة، فاسترجعت ذاكرتي صور «القائدات» مديرات المدارس، اللاتي تعاملت معهن خلال 11 عاماً تنوعت أساليب قيادتهن بين الدكتاتورية المطلقة والترسلية «الفوضوية» المفعمة، وتوحدت في الإصغاء لتوجيهات الإشراف التربوي والذي يتدخل حتى في قضايا الموارد البشرية، نتيجة لذلك أرى أن يعود لهن مسمى مديرة تنفيذية بدلاً من قائدة لأن السلطة هنا تستمد من خارج الجماعة من تعاميم أو إشراف ويقبل بها المرؤوسون نتيجة الخوف من العقوبة المادية أو المعنوية، ولأن القيادة تنبثق من قدرة الشخص القائد على التأثير والتنسيق وتكامل الأدوار بين الأفراد لتحقيق هدف معين.وبغض النظر عن تجربتي الشخصية، إلا أني أرى أن القيادة أخلاق وسلوك وعلم وفن وخبرة وتضامن واتصال وتأثير وروح معنوية عالية تقود الجماعة لتحقيق أهداف المنظمة، وإذا فقد القائد القدرة على الاتصال مع المرؤوسين والتأثير عليهم، فقد تحقيق الرضا النفسي بينهم والاحترام وبالتالي القدرة على قيادة الفريق.ومن أنماط القيادة النسائية التي لم أدرسها وصادفتها كثيراً نمط «القيادة الفهلوية» أو المرأة المنقادة حتى وهي في منصب القيادة، فإما تنقاد نتيجة الخوف من فقدان المنصب، أو تنقاد نتيجة التحيز لموظفة أقل منها علماً وخبرة وأكثر مكراً، ظناً منها أنها تحقق لها «الفهلوة القيادية»، والتي يغيب فيها التخطيط والتنظيم والتنسيق والاتصال والتأثير والابتكار والاحتواء وتعلو فيها السلطوية الماكرة. وأرجع أسباب ظهور القيادة الفهلوية، إلى ضعف الكفاءة المهنية والتربوية والعلمية والإدارية معاً في القائدات والاستناد إلى معايير بائدة في اختيارهن تتمثل في الأقدمية والقدرة على استخدام الحاسوب وفي الطليعة المحسوبية، وأرى أن التطوير القيادي وإخضاعهن لقياس رضا المستفيد «طالب، ولي أمر، كادر تعلمي، كادر إداري» ضرورة حتمية ومطلب فالقيادة مسؤولية وتكليف قبل أن تكون تشريفاً، بالإضافة للتدوير كل 4 سنوات على الأقل حتى نخرج من فكرة الملكية الإرثية للمنشأة التعليمية.