-A +A
عبدالسلام المسيان aalmosaian@
تويتر نافذة تطل من خلالها على العالم، ترى من جهة حدائق غناء تعلوها أصوات العصافير، ومن الجهة الأخرى خرائب تنعق فيها الغربان، وفي ذاك الركن يجلس مشعوذ لديه مهارة في العرض فاجتمع حوله الناس يصدقون دجله، وآخر مُصلح ينشر الخير بأسلوب لايواكب العصر، لذلك لا يقف عنده إلا القليل، وهناك من امتهن الشتم لكل شيء، ملبساً شتمه ثوب النقد البناء. وتويتر عموماً سوقٌ عامرة بكل أنواع البضائع، منها الجيد ومنها الرديء ومنها ما بين هذا وذاك.

والشخص العادي الذي لا يصنف من المشاهير ولا المؤثرين ويمتلك حسابا في تويتر، عندما يحصل على رتويت أو إعجاب من متابعين أغلبهم إخوة وأصدقاء، ربما دافعهم في المقام الأول حبهم له، وليس جودة ما يقدم، وربما اجتمع الاثنان معاً، المهم أن ليس للمصلحة أي دور في تفاعلهم معه.


وأحياناً يأتيه رتويت أو إعجاب من شخص لا تربطه به صلة سوى أنه رأى شيئا يستحق التفاعل.

وهناك «بعض» أصحاب الكراسي الذي ما إن يطلق تغريدته الذهبية «الله يعز النسخ واللصق» إلا وأصابع المتزلفين وأصحاب المصلحة تهوي مسرعة نحو الرتويت أو الإعجاب كأضعف الإيمان، وهناك من جمع بينهما «ويا بخت من وفق ريتويت وإعجاب في الحساب»، وهناك من يعلق بشيء من المدح والثناء المعلب.

وفئة ربما لم تقرأ التغريدة ولا تدري ما محتواها إلا إنها تعتبر أي تغريدة له -قدس الله سره- مهمة ومفيدة، وتنم عن فكر وقاد وذكاء حاد وحنكة وفطنة، وفيها استشراف للمستقبل وقراءة للواقع وتحليل دقيق للأحداث التي يمر بها العالم!

هناك بعض أصحاب الكراسي يعرف أن بعض هؤلاء المتابعين أصحاب مصلحة ومتملقون، فلا يتأثر كثيراً بتفاعلهم، والصنف الآخر من أصحاب الكراسي يتأثر بجيش المعززين من المتابعين ويعيش الدور وبالتالي «يصدق نفسه» وكل يوم يُصبِح العالم بتغريداته الرنانة، حتى أن الطائر الأزرق أُصيب بالتهاب حاد في الحبال الصوتية لكثرة تغريداته «حفظه الله».