هوساوي
هوساوي
-A +A
عدنان هوساوي hosawy1@gmail.com
في غضون أيام قليلة فقط لم يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، تداولت أخيراً مقاطع فيديو على نطاق واسع، حول عمليات النصب والاحتيال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت (الجرائم المعلوماتية)، وتعدد الرواة في هذه القضية، لكن متن الحديث المروي واحد، يسرد صاحب أحد تلك المقاطع بشرح وافٍ وبحرقة ظاهرة على تعابير وجه، كيف استطاع مجموعة من اللصوص انتحال صفة موظفي إحدى الشركات الكبرى بعد أن أوهموا والده بأنهم شخصيات مسؤولة فيها، فأولاهم والده تبعاً لذلك كامل الأمان والثقة وأحسن الظن فيهم، والتعاملات التي جرت بينهم جميعها كانت عبر الاتصالات الهاتفية والمراسلات النصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغماً عن ذلك فقد نتج عنها وقوعه في فخ عملية نصب مؤسفة ومستنقع احتيال مؤلم عبر تطبيقات مشبوهة أُمر بتثبيتها في جهازه بعد أن أُرسلت إليه، وما أن ثبت هذه التطبيقات في جهازه، حتى أمسى في لحظة خاطفة من المعدمين مادياً، تبخرت تحويشة العمر في طرفة عين. وأصبح ضحية جديدة، تضاف إلى ضحايا الثقة المفرطة والنوايا الحسنة، هناك ضحايا كثر للأسف الشديد لم يظهروا في العلن ولم يفصحوا عن أنفسهم لسبب أو لآخر، ولا عن المبالغ التي استطاع متعهدو الجرائم الإلكترونية الحصول عليها، تبخر المبلغ وطارت تحويشة العمر في ثوانٍ معدودة، ذكر الراوي في معرض حديثه توصيفاً دقيقاً لعدد من حالات أخرى ممن اكتووا بنار هذا الأسلوب في النصب، سقطوا ضحايا بسهولة، تحت تخدير الكلام العاطفي الناعم الذي تنتهجه هذه العصابات المصحوب بلكنة يطفو عليها التغنج.

وبلغ مقدار الأموال التي نصبت من إحدى الضحايا وهي سيدة أعمال ما يفوق المليون ريال وفقاً لحديث راوي هذه القصة، في مقابلة تلفزيونية لسيدة أعمال أيضاً أوجزت هذا المصاب الذي ألمَّ بها قائلة «نمت الليل وأنا مليونيرة وأصبحت وأنا مديونة»، إشارة إلى كمية المبالغ الضخمة التي حولت من حسابها بطريقة أو بأخرى إلى حساب آخر مجهول خارج المملكة في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز 24 ساعة، إذا ما أردنا ربط تلك الأحداث مع بعضهما البعض فلا بد من ذكر دواعي تلك العمليات وأسبابها فهذه القضية لا يمكن فصلها عن باقي القضايا الإجرامية لمنتحلي صفة موظفي شركات الاتصال والشركات الربحية الأخرى الوهمية، والعامل المشترك في معظم تلك القضايا هي النوايا الحسنة والحلم الوردي بالربح السريع بالتوازي مع التساهل بالتطبيقات المشبوهة والبرامج الإلكترونية الخبيثة.