مع استمرار التحضر السريع (نحو مليون شخص حول العالم يهاجر أسبوعيا إلى المدن) أو وجود البنية التحتية الهرمة والنمو السكاني العالمي والتغيرات المناخية، واستمرار الاعتماد البشري على السيارة للتنقل في المدن للسنوات الثلاثين القادمة (بما فيها الكهربائية)، جميع هذه المعطيات تزيد من التحديات في مدن العالم. لذلك فإن المدن التي تختار القيام بخطوات جريئة في تطوير وتنويع أنظمة النقل الحضرية الخاصة هي التي ستكتسب ميزة تنافسية. واستثمار المدن في مستقبلها في تحسين التنقل المستدام يعزز الإنتاجية، والجاذبية والجودة الشاملة للحياة. الجرأة والرؤية هي صفات مهمة لصناع القرار الحضري لتحسين نوعية الحياة في المدن. تعد أنظمة التنقل هي مفتاح التشغيل اليومي لمؤشر التنقل في المدن المستدامة، الذي تم إعداده لتتبع الأداء العام لأنظمة التنقل في 100 مدينة حول العالم، حيث تم بناء الـمؤشر من 23 مؤشراً فرعياً يعكس عناصر التنقل الحضري. ثم تم تجميع هذه المؤشرات في ثلاثة محاور: الناس، الكوكب والربح (الاقتصاد). جميعها تعطي صورة إرشادية للحالة الحالية لبيئة التنقل الحضري.
أول المؤشرات الفرعية للتنقل، هي تلك التي لها أثر على الإنسان. وأهم مؤشراتها النماذج المقسمة حسب رحلة التنقل، وذلك تشجيعا لاستخدام وسائل النقل العام وهذا هو المقياس الأكثر مباشرة. أيضا مؤشر الوفيات والحوادث، حيث إن السلامة هي سمة أساسية لنظام التنقل الجيد. ومؤشر لسهولة الوصول إلى خدمات التنقل، لأن الوصول الأفضل يشجع الناس على الاستخدام. إضافة الى مؤشر آخر لتطبيقات التنقل (Apps) والقدرات الرقمية. ثانيا: مؤشرات فرعية للتنقل صديقة للبيئة، التي تهتم بالتأثيرات البيئية «الخضراء» مثل الطاقة والتلوث والانبعاثات. وأهم مؤشراتها قياس انبعاثات الغازات الدفيئة (GHGs)، وهو تدبير بيئي رئيسي. أيضا مؤشر الازدحام والتأخير، وهو مساهم رئيس في التلوث. وكذلك مؤشر البنية التحتية للدراجات، بالرغم أنه ليست له أولوية لبعض الـمدن. ثالثا: مؤشرات فرعية للتنقل حسب الأثر الاقتصادي، وهو يقيّم كفاءة وموثوقية نظام التنقل لتسهيل النمو الاقتصادي. وأهم مؤشراتها الاستفادة من نظام النقل. ومؤشر التمويل العام، الذي يقوم بقياس الالتزام المالي للمدينة وأهميته عند النظر في خطط التمويل البديلة. ومؤشر تكلفة النقل العام، التي تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية واستخدام النظام ورواجه. أخيرا، يجب أن يصبح نقل الأشخاص والبضائع أكثر فاعلية، وإنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) سيلعبان أيضاً دوراً كبيراً في تمكين هذه الفعالية، حيث إنه في مدينة الغد الذكية سيكون النقل الذاتي التوجيه ضرورياً.