إصلاحيات السجون أنشئت لعلاج الموقوفين والمودعين فيها، وهي منتشرة في أغلب مدن المملكة لتغطي بمظلتها هذه التحديات، وقد كان لي شرف العمل في لجنة «أصحاب السوابق لمدة ست سنوات» منذ أكثر من 20 سنة كمندوب عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت وهذه اللجنة يشترك فيها مندوب من وزارة العدل، ومندوب من وزارة الصحة، ومن إدارة المخدرات ومن الداخلية، وقد وضعت ورسمت هذه اللجنة الخطوط العريضة لعملية الإصلاح (لأصحاب السوابق) وعدم تكرار حالة العود والمخالفات الشرعية وعملية الإصلاح، والعلاج امتد أيضاً للموقوفين الذين يدخلون الإصلاحية لأول مرة وأول بداية هذا الإصلاح للجميع قوة التركيز على البحث الاجتماعي الشامل، بحيث يشمل الحالة وأسرته من حيث التنشئة الاجتماعية والأسرية والمهنية ورفاقه وذلك بالتنسيق بين الباحث الاجتماعي والباحثات الاجتماعيات فيما يخص الوالدين من النساء، كذلك تم طرح فكرة (التدريب المهني والتقني) بحيث تشرف عليه (المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني) وتقوم بتجهيز ما يلزم لعدد من المهن داخل الإصلاحيات، أما التعليم فكان تشرف عليه وزارة المعارف في ذلك الوقت وكان موجوداً، إضافة إلى طرح فكرة أن يقوم الموقوفون في هذه الإصلاحيات بخدمة أنفسهم بأنفسهم، مما يحتاجونه من خدمات داخل الاصلاحية للاعتماد على أنفسهم بعد الله بإشراف مسؤولي الإصلاحيات رجالا ونساء، وقد آتت هذه المبادرات والجهود في الوقت الحاضر أكلها، وأصبحت نواة لما نلمسه من جهود كبيرة تذكر فيشكر العاملون عليها، هذه الإصلاحيات تطورت في علاج هؤلاء الموقوفين رجالاً ونساءً، وقد زاد على هذه المبادرات مبادرات كثيرة في الوقت الحاضر من علاج وتأهيل ولم شمل الأسرة في البيت العائلي داخل الإصلاحيات وأصبح الموقوف ينظر إليه أنه ارتكب محذوراً شرعياً، قد يكون خارجاً عن إرادته وأنه يحتاج مع هذا التوقيف والسجن الشرعي في بعض القضايا إلى علاج أكثر من أنه عقاب وأصبحت الإصلاحيات منفتحة على المجتمع وأفراده وعلى مؤسساته، ولا ننسى الدور الكبير في تخفيف مدة العقوبة لمن يحفظ القرآن الكريم كاملاً أو أجزاءً منه لأن القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب التوبة والغفران وتحد من حالة العود للمحذورات الشرعية لأن التوبة تجب ما قبلها والله من وراء القصد.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
Mandal9935@hotmail.com
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
Mandal9935@hotmail.com