استغلال الجوانب الإنسانية والأخلاقية والشرعية وتحويلها لخدمة مصالح تجار الصلح وزيادة ثرواتهم، هو ما تسلّط عليه الضوء الدراما الاجتماعية السعودية «سوق الدماء» على MBC1. ويتناول المسلسل تدخل بعض ممتهني تجارة الدم في القضايا الجنائية بهدف إبرام صفقات بين عائلتَي الجاني والمجني عليه، ليس حباً بعمل الخير بل طمعاً بالمال.
ويذهب الكاتب علاء حمزة في التعريف عن عمله إلى أبعد من موضوع الديّة ليؤكد أن «المسلسل ينتمي إلى دراما الشخصية، حيث يعتمد على تقديم شخصية مركزية، ونتحدث هنا عن سعدون الرجل الاستغلالي الذي لا يتوانى عن فعل أي شيء من أجل المال، ويقوم بهذا الأمر في إطار ممنهج، إذ شكل مؤسسة لهذا الغرض. كما يرصد العمل نموذج من الناس الاستغلاليين، وصلوا إلى أقصى حدود الانتهازية، ويتاجرون في كل شيء حتى بالدماء، وكانت هذه النقطة الأساسية»، لافتاً إلى أن «الدية مباحة شرعاً، لكننا اخترعنا شخصية يصعب وجودها في الواقع بهذا الكم من الشر المطلق والانتهازية اللامتناهية، ويتوغّل العمل في نفس الإنسان ليبين ما بداخله من طمع وخبث».
من جانبه يشير النجم تركي اليوسف إلى أن «شخصية سعدون تحطم كل المقاييس في الاستغلالية، فهو محامٍ امتهن تجارة الدم وسمسرة أرواح الناس، وقرّر أن يكون وسيطاً بين أهل القتيل وعائلة القاتل، لتتحول الدية بمعناها الشرعي الجميل التي تظهر فيه معاني التسامح، إلى متاجرة برقاب هؤلاء الناس».
تشير النجمة إلهام علي إلى «أننا نتناول قضايا نراها في المجتمع نغرد فيها خارج سرب قصص الحب والغرام والانتقام والقصص المتعارف عليها في الدراما الخليجية». وتعتبر أن «قصة «سوق الدماء» تحكي عن قضية اجتماعية موجودة في بعض المجتمعات العربية والخليجيّة، وهي في غاية الأهمية». وتضيف «أن هذا العمل يصوّب بشكل خاص على من لديهم العنصرية والتشدد القبلي».
الجدير بالذكر أن مسلسل «سوق الدماء» هو من بطولة تركي اليوسف، إلهام علي، محمد الحجي، شيماء الفضل، نرمين محسن، العنود السامر، ماجد مطرب، جبران الجبران، عيد سعد، إسراء عبدالعزيز، نجود وسواهم، وهو من تأليف علاء حمزة، ويحمل توقيع المخرج الليث حجو.