بعيداً عن تخصصه الدراسي، بدأ عاشق الفن وطبيب المستقبل رئاب قاسم (21 عاما) حياته العملية بمحل لبيع وصيانة الآلات الموسيقية، إضافة إلى تعليم العزف على «العود».
رئاب، الذي جمع بين «الطب» و«الفن»، أفاد في حديثه إلى «عكاظ» بأنهما «رسالتا سلام»، مضيفا: «جمعت بين دراسة الطب وهواية عزف العود، فقد كنت أحب الاستماع للجيل الذهبي من العازفين، مثل الفنان محمد عبدالوهاب والملحن بليغ حمدي، والفنان طلال مداح، فقررت تطوير هذه الهواية ومساعدة الآخرين على اقتناء العود والآلات الموسيقية التي كان من الصعب بيعها في فترة سابقة، بخلاف الوقت الحالية، ما حرم كثيرين من محبي الفن ممارسة هذه الهواية بحجة»العيب«و»الحرام".
ويتابع في حديثه: المحل نشأ بفكرة تبلورت في ذهني مع صديق يمني يجيد صيانة العود والآلات الموسيقية ونوفر أنواعاً من «العود» و«الدربكة» و«الربابة» و«الغيتار» و«الناي» وغيرها من الآلات الموسيقية، واختيار محافظة صبيا لفتح أول محل يعودي إلى أنني أسكن فيها ولارتباطها بالفن والكل سمع أغنية الفنان محمد عبده مثل صبيا في الغواني ما تشوف.
وتابع: رغم افتتاح المحل منذ خمسة أشهر فقط، إلا أنه حقق مكاسب وجلب عملاء من أنحاء منطقة جازان، إذ تراوح أسعار آلة العود بين 300 ريال و3000 ريال، ويعود الاختلاف في السعر لنوع الخشب وجودته، ونوع الأوتار، إضافة إلى صانع العود، فالصانع الشهير يكون سعر العود لديه أغلى وبعد وفاته تتضاعف قيمة آلة العود إذ تصبح الصناعة محدودة بإنتاجه أثناء فترة حياته فقط.
وعن الإقبال من قبل المتسوقين في المنطقة، قال رئاب: أغلب المشترين من محبي وهواة العزف يشترون «آلة العود»، أما الربابة فيشتريها أصحاب بيوت الشعر كنوع من الديكور، في حين يقبل الشباب والفتيات على آلة الغيتار بشكل كبير، وأفضل المتسوقين لآلة العود من المحافظات الجبلية والسياح الأجانب الذين قدموا أخيرا إلى المنطقة.
وسرد رئاب أغرب وأطرف المواقف منذ افتتاح المحل، إذ قدم إليه زبون من عمال النظافة طالباً منه آلة «ناي» ليفاجأ بتمكنه من العزف، وتأديته مقطوعة موسيقية داخل المحل، فأهداه آلة «الناي»، قائلا «الفن ليس مقتصرا على فئة أو جنسية معينة، فهو والطب رسالتا سلام للعالم».