تعرض هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع افتتاح «مدرج خورفكان»، الفيلم السينمائي التاريخي «خورفكان» المقتبس عن المؤلّفْ التاريخي لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي (مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي)، الذي يسلّط الضوء على سلسلة الأحداث البطولية التي سطّرها أهل المدينة في صدّ الغزو البرتغالي الذي اجتاح المنطقة في العام 1507 ضمن الحملة التي قادها الجنرال البحري البرتغالي «أفونسو دي البوكيرك»، كما يروي سيرة المدينة خلال 27 عاماً.
وكانت هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون الجهة المشرفة على إنتاج العمل أعلنت عن نفاد جميع تذاكر الفيلم المجانية الخاصة للعروض التي يستضيفها المدرج من 15 حتى 17 ديسمبر الجاري، الساعة 7:30 حتى 9:30 مساءً، فيما سيتواجد في دور السينما المحلية بداية من 17 ديسمبر الجاري.
ويروي الفيلم تفاصيل الأحداث التي ترافقت مع صبيحة يوم21 سبتمبر 1507، بعد ظهور الأسطول البرتغالي الذي ضمّ آنذاك ست سفن يقودها الجنرال البحري «دي البوكيرك» يرافقه مجموعة من النبلاء، يطاردون قارباً محلياً (سنبوك) يحاول الهرب شمالاً ناحية هرمز، لتترافق الأحداث ويخبر الأهالي بوصول البرتغاليين وتبدأ معارك الدفاع التي جسّدها أبناء المدينة وسطّروا خلالها مشهداً في الإباء سجّل في تاريخ المنطقة.
عقدين والمدينة عصيّة على الأعداء
وتستكمل الملحمة السينمائية التاريخية التي جرى العمل عليها على مدار عامين قصة المدينة بعد مرور 27 عاماً من إحراقها، حيث كانت قد استمرت الحياة وأعاد أهلها بناء ما تهدّم منها من جديد، ونهضت أسواق التجارة والمحاصيل وازدهرت العمارة وتحررت من سيطرة «هرمز» التي كانت خاضعة آنذاك لحكم البرتغاليين، وسرعان ما تغيّرت الأحداث في 13 فبراير 1534 إذ شن القائد البرتغالي «دون جورج دي كاسترو» حملة عسكرية لإخضاع المدينة، ولكن هذه المرة عاودت خورفكان سرد التاريخ من جديد وأثبتت جدارتها في صدّ العدوان.
مشاركون من العيار الثقيلوشارك في الفيلم الذي أشرفت على إنتاجه الهيئة كوكبة من ألمع نجوم الفنّ أبرزهم الفنان السوري رشيد عسّاف الذي جسّد دول القائد البرتغالي دي البوكيرك، والنجم السوري قيس الشيخ نجيب، والفنانون الإماراتيون أحمد الجسمي ومحمد العامري والدكتور حبيب غلوم، إلى جانب نخبة من أبرز الأسماء.
وتولى مهمة إخراج العمل مخرجان عالميان وهما الإيرلندي موريس سويني والبريطاني بين مول، كما شارك في الملحمة السينمائية أكثر من 300 شخص ما بين طاقم التمثيل وعمليات الإنتاج الذي تمت جميع مراحل تصويره على شواطئ خورفكان ومزارعها وجبالها ومدينتها القديمة، وقد تولى عملية التصوير مدير التصوير العالمي الأيرلندي «ريتشارد كيندريك»، كما تم اختيار الأماكن بعناية فائقة لما تتميز به من شبه كبير بالمواقع التي حصلت فيها الأحداث الحقيقية.
وحول هذا العرض قال مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون محمد حسن خلف:«يأتي عرض الفيلم احتفاءً بسلسلة المشاريع التنموية التي تنطلق في المدينة، بتوجيهات وإشراف شخصي من قبل عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إذ يجسد الفيلم المكانة المهمّة والتاريخيّة التي تمتلكها المدينة».
وتابع مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: «ظل موقع المدينة الاستراتيجي المطلّ على بحر العرب والمنافذ المائية المهمّة في الإمارة والدولة مطمعاً لحملات السيطرة والاحتلال، لكنها كلها اندحرت على مشارف هذه المدينة وسطّر أبناؤها مشاهد أصيلة في الدفاع عن الوطن، لهذا حرصنا على إنتاج هذا العمل الذي أراد من خلاله حاكم الشارقة أن يرسّخ فكرة المقاومة التي أبدتها المدينة، ويعرض مشاهد التضحية والفداء التي قدّمها أهالي المدينة في صدّ العدوان».
وسيتم افتتاح المدرج ضمن حفل ضخم يشهد عروضاً كبيرة، إذ كان حاكم الشارقة قد وجّه بإنشاء عدد من المشاريع التنموية والحيوية في المدينة في إطار حرصه الدائم على متابعة مشروعات الإمارة وتدعيمها بكل ما يلزم من مرافق وخدمات تعكس مكانتها التاريخية والسياحية في الدولة والمنطقة.