على أنغام موسيقى الجاز ستبدأ الدخول إلى صلب حكاية فيلم soul (روح) للمخرج بيت دوكتير، أحدث إنتاج لرواد سينما التحريك ديزني وبيكسار، وأول فيلم لبيكسار بطله من أصول أفريقية اسمه جو غاردنر، أستاذ الموسيقى في مدرسة في نييورك حصل أخيراً على عقد دائم، هذا من شأنه أن يبعث في نفسه الاطمئنان خصوصاً في حواره مع أمه، التي فرحت لهذا الخبر ووضعته بخانة الأمان الذي ينتج عنه الراتب المستمر والتأمين الصحي. وهنا يبدأ الفيلم بالدخول إلى تحريك عقلك، فتتساءل، هل سيعي الأطفال الذين يجلسون إلى جانبك المعنى؟ خصوصاً أن ذلك الحوار يأخذك إلى معنى الصدفة التي تأتي عبر مكالمة هاتفية، تقارن فيها معنى فرحة القلب ولمعان العين، لغاردنر الذي بات قريباً من تحقيق حلمه بعيدا عن وظيفة ثابتة، بأن يعزف إلى جانب فرقة دورثيا، صدفة يطير إليها، لكن القدر يخطفه منه بموت مؤقت، ينتقل من خلاله غاردنر إلى البحث عن ماهيته في عالم بين السماء والأرض.
نعم غاردنر هو بطل الفيلم، لكن شخصية 22 هي الحكاية، هي روح معلقة، مشاكسة، غاضبة، لم تستطع أي أرواح تهذيبها في عملية تدعى البحث عن الشرارة، حتى الأم تريزا أخفقت مثلها مثل محمد علي كلاي. فالروح رقم 22 سعيدة بأنها عالقة وبالأصح هي تدعي ذلك، فلم تجد الشرارة التي من شأنها قبول عودتها للأرض أي للحياة. وفي مشهد عبقري فعلا يتم اختيار غاردنر ليكون مشرفاً لروح 22، فمن المفترض أن يكملا بعضهما البعض، كي يستطيعا العودة إلى الحياة، في الوقت الذي يظهر فيه شخصية محاسب هذا العالم الذي يكتشف أن ثمة رقماً زائداً بين البشر الصاعدين إلى السماء. هنا تشعر وكأنك بدأت إدراك معنى أن يحمل الفيلم قيمة، وتتلخص بكلمة واحدة هي الحكمة.
غاردنر يريد العودة للأرض ليحقق حلمه الوحيد بالعزف إلى جانب الفرقة، فقد أشار إلى ذلك وهو على قيد الحياة، فلو مات بعد هذا الحلم سيكون سعيدا، لكن بوجود روح 22 وبرحلتهما معاً بعد تهور استعجالي من قبله فتصبح روحه بجسم قطة وروح 22 بجسده، سيدرك الفرق بين حلم تربى عليه ودخل في عقله بسبب التلقين المستمر، وبين معنى الشغف الحقيقي الذي قد يكون ليس أكثر من استطعام مذاق بيتزا، أو البحث عن ضوء شمس يداعب بشرتك. الشغف هنا هو رحلة البحث والانتباه لكل تفصيل يدور من حولك، قد يمر وأنت غير مكترث، الشغف الذي تبحث عنه ليس من الضرورة أن يكون هواية تنقلك من مستوى إلى آخر، الشغف هنا هو كيف تشعر بالسعادة لأبسط الأمور. روح 22 محيرة كل الشخصيات التي حاولت أن تقنعها أن الحياة أمامها، لم تكن محتاجة إلى أن تتنبه لتفاصيل الحياة من حولها، كي تدعم ما يبعث الفرح إلى قلبها، الشغف هو ما لم تقله بعد، بصوت عال وتمارسه بعلن يرضيك أولاً.
هذا الفيلم الذي ترافقك فيه موسيقى الجاز والمرسوم بطريقة مبهرة للشخصيات، لا شك أنه مؤهل بامتياز لاستحقاق جوائز عدة في الأوسكار، إذ تم إنتاجه بأصعب وقت يمر بالبشرية في حضرة كوفيد 19، كي يوصل المعنى الدقيق للحياة، ومعنى الحلم، ومعنى الشغف، ما يجعله يستحق أن تسير وأطفالك إليه، أو بمفردك وتشاهده، وتتمعن في تفاصيل حواره كما صورته.
الحكمة فيه ممكن اختصارها بحوار بين دورثيا وغاردنر عندما ردت عليه وهو يقول لها علاقته بالموسيقى وحلمه «سمعت قصة عن سمكة، هذه السمكة كانت تسبح برفقة سمكة كبيرة وقالت لها: أحاول العثور على ذلك الشيء الذي يدعى المحيط، ردت السمكة الكبيرة: المحيط؟ إنه ما أنتِ فيه الآن. فردت السمكة الصغيرة هذا ماء أنا أريد المحيط».
نعم غاردنر هو بطل الفيلم، لكن شخصية 22 هي الحكاية، هي روح معلقة، مشاكسة، غاضبة، لم تستطع أي أرواح تهذيبها في عملية تدعى البحث عن الشرارة، حتى الأم تريزا أخفقت مثلها مثل محمد علي كلاي. فالروح رقم 22 سعيدة بأنها عالقة وبالأصح هي تدعي ذلك، فلم تجد الشرارة التي من شأنها قبول عودتها للأرض أي للحياة. وفي مشهد عبقري فعلا يتم اختيار غاردنر ليكون مشرفاً لروح 22، فمن المفترض أن يكملا بعضهما البعض، كي يستطيعا العودة إلى الحياة، في الوقت الذي يظهر فيه شخصية محاسب هذا العالم الذي يكتشف أن ثمة رقماً زائداً بين البشر الصاعدين إلى السماء. هنا تشعر وكأنك بدأت إدراك معنى أن يحمل الفيلم قيمة، وتتلخص بكلمة واحدة هي الحكمة.
غاردنر يريد العودة للأرض ليحقق حلمه الوحيد بالعزف إلى جانب الفرقة، فقد أشار إلى ذلك وهو على قيد الحياة، فلو مات بعد هذا الحلم سيكون سعيدا، لكن بوجود روح 22 وبرحلتهما معاً بعد تهور استعجالي من قبله فتصبح روحه بجسم قطة وروح 22 بجسده، سيدرك الفرق بين حلم تربى عليه ودخل في عقله بسبب التلقين المستمر، وبين معنى الشغف الحقيقي الذي قد يكون ليس أكثر من استطعام مذاق بيتزا، أو البحث عن ضوء شمس يداعب بشرتك. الشغف هنا هو رحلة البحث والانتباه لكل تفصيل يدور من حولك، قد يمر وأنت غير مكترث، الشغف الذي تبحث عنه ليس من الضرورة أن يكون هواية تنقلك من مستوى إلى آخر، الشغف هنا هو كيف تشعر بالسعادة لأبسط الأمور. روح 22 محيرة كل الشخصيات التي حاولت أن تقنعها أن الحياة أمامها، لم تكن محتاجة إلى أن تتنبه لتفاصيل الحياة من حولها، كي تدعم ما يبعث الفرح إلى قلبها، الشغف هو ما لم تقله بعد، بصوت عال وتمارسه بعلن يرضيك أولاً.
هذا الفيلم الذي ترافقك فيه موسيقى الجاز والمرسوم بطريقة مبهرة للشخصيات، لا شك أنه مؤهل بامتياز لاستحقاق جوائز عدة في الأوسكار، إذ تم إنتاجه بأصعب وقت يمر بالبشرية في حضرة كوفيد 19، كي يوصل المعنى الدقيق للحياة، ومعنى الحلم، ومعنى الشغف، ما يجعله يستحق أن تسير وأطفالك إليه، أو بمفردك وتشاهده، وتتمعن في تفاصيل حواره كما صورته.
الحكمة فيه ممكن اختصارها بحوار بين دورثيا وغاردنر عندما ردت عليه وهو يقول لها علاقته بالموسيقى وحلمه «سمعت قصة عن سمكة، هذه السمكة كانت تسبح برفقة سمكة كبيرة وقالت لها: أحاول العثور على ذلك الشيء الذي يدعى المحيط، ردت السمكة الكبيرة: المحيط؟ إنه ما أنتِ فيه الآن. فردت السمكة الصغيرة هذا ماء أنا أريد المحيط».