-A +A
محمد المرحبي (جدة) almarhapi@
ثريا قابل علم من أعلام الأدب والفن السعودي، فهي أول شاعرة سعودية تطرح ديواناً بالفصحى، وكانت صوت المرأة في القصيدة العاطفية المغناة، ولها عدد من الروائع التي يحفظها ويرددها محبو الطرب عبر الأجيال، وكان لها حضور في الصحافة لا يخلو من المواقف، وتملك مخزونا معرفيا يثير الاهتمام. وكشفت الشاعرة الشاهدة على أهم الفترات التي صعد بها نجما الأغنية السعودية طلال مداح ومحمد عبده، قصصاً ومواقف لها عبر «عكاظ».

عراقي نصحني


بعدم التغييروصفت الشاعرة ثريا قابل بدايتها الشعرية بالصدفة، مشيرة إلى أن قصتها مع الشعر جاءت عن طريق مادة التعبير، «بعد أن اكتشف الأستاذ أن أسلوبي فيه روح الشعر وبدأ يلفت انتباهي له، وطلب مني أن أركز عليه، وعندما أصبح يظهر اسمي كشاعرة في المدرسة، قامت مديرة المدرسة وعرفتني على شاعر العراق الكبير أحمد الصافي النجفي، وقدمتني له وقال خليك على ما أنتِ عليه، تكتبين الشعر بطريقة مختلفة فانتبهي ألا تتغير طريقتك، فأنتِ تصنعين جديداً، والمجددون لهم المستقبل».

«الأوزان الباكية» أوصلني إلى الصحافة

أضافت ثريا قابل أن وصولها إلى الكتابة في الصحافة كان عن طريق أول ديوان شعري صدر لها ويحمل اسم «الأوزان الباكية» في تلك الفترة قبل أن يغني لها أي فنان.

وقالت: بعد صدور ديواني الأول عرضت علي إحدى الصحف أن أكتب لديها، وبالفعل تقبلت الفكرة وكتبت صفحة كانت تحمل اسم «النصف الحلو»، وهذه الصفحة عملت ضجة كبيرة، وكانت تتحدث عن سيدات المجتمع، واستمرت 6 أشهر وكانت الصفحة متألقة ولها تفاعل كبير من المحبين والقراء، ولكن بعدها بدأت مضايقات من بعض الأشخاص، ودارت المضايقة حول الاسم وحولناه إلى «العطوف» وبعدها إلى «النصف الآخر» وكانت هذه أسماء الصفحات التي كنت أكتبها.

«لا وربي» طُلبت من عبدالله الفيصل لمحمد عبده

أوضحت ثريا قابل قصة أول تعاون جمعها بفنان العرب محمد عبده في الأغنية الشهيرة (لا وربي)، وقالت: «هذه الأغنية سمعها محمد عبده من فوزي محسون وكانت له، وطلب فنان العرب من الأمير عبدالله الفيصل التوسط له عن طريق عبدالله بن زقر، وقالوا لي الأغنية يريدها محمد عبده، وقلت خلاص يا فوزي اتركها له فغناها». وأضافت: «تعاوني مع محمد عبده قليل، الفنان الذي يطلب مني ويتابعني لا أبخل عليه، وأي شاعر يتمنى أن يغني له محمد عبده».

ابن عمي كان السبب

تقول ثريا قابل: «بعض القصائد لها مواقف، والمواقف الخاصة لا يستطيع أحد أن يحكيها، فديوان الأوزان الباكية قصائده كانت جميعها خيالية، بمعنى أنه الحب الذي ليس له حبيب، ونحن كنا نحلم بحب وهو في الأساس ليس موجوداً وأنا منهم، ولكن بعدها أحببت ابن عمي وأصبح الخيال يأتي إلى الواقع، والحمد لله تزوجنا أنا وابن عمي وكل القصائد كتبت فيه، من ضمنها (تمنيت من الله تبقى معي يا حبيبي)، و(لا وربي) وقصتها أنه كان بيننا خلاف كما يحصل في جميع العائلات، وطبعاً كان هذا بعد الزواج، وبالمناسبة تزوجت هذا الرجل 3 مرات، بمعنى كل مرة أتزوجه نختلف أنا وهو ونترك بعضنا ونعود مرة أخرى بعقد جديد».

«من بعد مزح ولعب»

أقرب القصائد إلى أذنيعن أقرب قصائدها إلى قلبها خلال مشوارها الطويل قالت: «كلما سمعت واحدة منها أحس إن توّي قلتها، ولكن من أكثر القصائد التي أسمعها في كل حفلة تقريباً وكل جلسة وفي كل مكان (من بعد مزح ولعب)، و(جاني الأسمر) كونها أخذت حظوة كبيرة بين الناس».

«سبحانه» أكملها هذا الشاعر

أشارت ثريا قابل إلى كتابتها مطلع أغنية (سبحانه وقدروا عليك) ليتولى بعد ذلك الشاعر صالح جلال كتابة بقية القصيدة. وزادت: «مطلع القصيدة قمت بكتابته خلال إقامتي في مصر، لأن زوجي كان يعمل هناك في السفارة وأسافر وأعود إلى جدة، وبعد تواصلي مع فوزي محسون أعطيته المطلع، وأنا عادة لا أعطي نصوصي لأحد إلا وهي مكتملة، خاصة أنني أكتب المطلع وأتركه فترة وأكمله بعد طلب الأغنية من أي فنان، ليتولى صالح جلال إكمالها بداية من (نسيتنا في جدة ونسيت أيامنا الحلوة)».

أول تعاون مع طلال

عن قصة أول تعاون فني لها قالت: «كان أول تعاون مع طلال مداح والملحن محمد شفيق رحمهما الله في أغنية (بشويش عاتبني بشويش)، وجاء هذا التعاون بعد أن وصلت قصيدتي إليهما عن طريق الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز.. كانوا جيراننا في تلك الفترة، أخذوا النص مني وأعطوه لهما وغُنيت».