-A +A
«عكاظ» (جدة)

يأتي حفل روائع محمد الموجي امتدادًا للاحتفاء بإبداعات الفنانين في مختلف أنحاء الوطن العربي، التي بدأت بفناني الصف الأول في المملكة، مثل طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد ورابح صقر، وكذلك الاحتفاء بالمبدعين في الخليج، وفي الوطن العربي الكبير مثل عبدالوهاب الدوكالي في المغرب، والرحابنة، والعديد من الفنانين.

وحرصت المملكة على تقدير الفنانين، وبدأت بالفنانين السعوديين على مختلف مجالاتهم، فأقامت مسارح بأسمائهم، مثل مسرح محمد عبده ومسرح أبو بكر سالم ومسرح بكر الشدي ومسرح محمد العلي ومسرح عبادي الجوهر، وهذ يدل على القيمة العالية التي تضعها المملكة للفنانين الذين تركوا بصمة كبيرة.

وتعمل المملكة جاهدة من خلال هيئة الترفيه، على تعريف الأجيال الجديدة بالفنون والفنانين الذين أرسوا قواعد الفن في وطننا العربي، وإعادة إنتاج أعمالهم وبثها من خلال المسارح، لتنقل الحفلات لجمهور ضخم يعيد أسماءهم للذاكرة، ويؤكد قيمة الفنان العربي وأصالته، ويُذكِّر بالبدايات.

وتحرص المملكة على أن تكون عاصمة الفنانين والمبدعين ومنارة للفن، من خلال دعم أعمالهم ونشاطاتهم، التي تؤكد مكانة المملكة الكبيرة كداعمة للإبداع العربي وراعية له، ونقطة جذب للفن والفنانين، في ظل الدعم الذي تحظى به من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.

وينبع اهتمام المملكة بالفن العربي من سعيها لتعزيز الهوية العربية، وحماية التراث العربي وإبرازه للأجيال الجديدة، إذ تدرك المملكة من خلال رعايتها الفن ودعمه، أهمية المشترك الثقافي في تكوين الشخصية العربية، وأن التجانس بين الشعوب العربية لا يأتي من فراغ، ولكنه يتشكّل نتيجة الهُوية الواحدة والشخصية التي تستمد روحها من تجليات الفن والإبداع الذي يعكس ثراء التاريخ، وعراقته وميزات الجغرافيا وتنوعها.

وتقود المملكة احتضان الفن العربي بهدف تعزيز قيم الجمال والإبداع، والحفاظ على الأصالة وتشجيع الحداثة والتواصل الوجداني بين الماضي والحاضر والمستقبل، من خلال الاستمتاع بالأعمال الفنية الذي يخلق لدى أفراد المجتمع نوعًا من التقدير لقيم الجمال والإبداع، ويُنمّي لديهم إحساسًا فنيًا مرهفًا وذواقًا لكلّ ما هو جميل، وهو ما ينعكس على تعميق مشاعر الالتزام بالمحافظة على مصادر الجمال.

وتهدف المملكة من خلال احتضانها الفن العربي إلى تعميق مشاعر الاعتزاز والفخر بين الأجيال العربية بتاريخ أمّتهم، وغنى ثقافتهم، وسموّ مكانة ما تركوه من إرث حضاريّ يُعبّر عنهم، ويمدهم بالرؤية الواضحة ويجعلهم أكثر استشعارًا لعظمة ثقافتهم العربية وأكثر اتصالاً بماضيهم، وأشد قوة وتماسكًا، لا يهتزون بسهولة أمام الشدائد والمحن، ولا تضعف لُحمتهم أمام أي محاولة لإضعافهم وتفكيكهم.