وطنٌ تَعَتَّقَ بالمعالي في الدَّمِ
فَــانْسَابَ مسكُ الكبرياءِ من الفَمِ
هو فطنةُ التَّاريخِ بعد خمولِهِ
وكسوفِهِ.. في الهامشِ المُتَشَرْذِمِ
من أَرْمَضِ الأخطارِ شَيَّدَ سؤددًا
بــفضائلٍ وثَّابةٍ كــالضَّيغمِ
في كلِّ أنحاءِ السُّمُوِّ تأنَّقتْ
أمجادُهُ، بأصالةٍ وتقدُّمِ
وطنٌ عريقُ الطُّهْرِ.. في محرابِهِ
عِزٌّ، تَجَذَّرَ بالكفاحِ الملهمِ
وصدى مهابتِهِ نذيرٌ حارقٌ
يُخزي مساقي السُّوءِ في المُتَأَزِّمِ
إرثُ البطولةِ يحتفي بشموخِهِ
فَيَغُصُّ بالخذلانِ مكرُ المجرمِ
فَمِنَ الصَّحاري يستعيرُ غرورَها
عزمًا ملوكيًّا.. جريءَ الأنجمِ
ومن الجبالِ يصوغُ زَهْوَ إبائِهِ
فتخافُ غاياتُ الأذى المُتَكَتِّمِ
ومن البحارِ توهَّجتْ أفضالُهُ
إنَّ التَّباخلَ لا يليقُ بِمُكْرِمِ
بين المحامدِ والسَّخاءِ صداقةٌ
أزليَّةٌ.. بوفائها المستحكمِ
وطنٌ تَعَمْلَقَ نورُهُ.. بكرامةٍ
لا تنحني للعاصفِ المتضرِّمِ
فيه اغْتناءُ العقلِ يرفلُ حكمةً
ولباقةً برَّاقةً كـالبلسمِ
وبه الذَّكاءُ اليعربيُّ مُمَلَّحٌ
بوقارهِ الرَّاسي السَّديدِ المُحْكَمِ
وطنٌ تتوِّجهُ المفاخرُ والعلى
والحاسدونَ تساقطوا في المأثمِ!