يختال به حزنه على مقام «صباوي» رفيع، هو محمد عبده لا يشبهه في شجنه أحد، في تنهيدته وغصته وآهاته جُملٌ فنية دافئة تُصغي لصوته جيداً..
منذ الثمانينات وحتى اليوم، ولمعة الحزن التي تبرق في محاجره ثابتة لم تتزحزح عن عينيه..
في جدة، تنهد فنان العرب على غير عادته، بكى وتوقف، في مشهد لم يكن بطبيعة الحال للاستهلاك الجماهيري، لقيمة محمد عبده الطاغية، وانتفاء حاجته لأي أضواء بعد هذا التاريخ العريض..
هل بكى لأنه تذكر الكدرس وبداياته الأولى، أم تذكر رفيقه الراحل فايق عبدالجليل، أم تداعى حنين الماضي إليه في ذكريات أمه أو بعض أفراد عائلته وأصحابه، أم حالة فنية تلبسته للانغماس في عمق الأغنية، أم أمر آخر أشجى قلب عملاق الطرب وأتعبه؟
دمعة «الأماكن»، وغصة «ما عاد بدري» مواقف تثير الأسئلة دائماً حول الواثق محمد عبده.