أكد الببلوغرافي خالد اليوسف لـ«عكاظ» أن العمل التوثيقي للأدباء والمثقفين يحتاج إلى حسٍّ احترافي وخبرة طويلة بالمشهد المعرفي والثقافي والفكري والاجتماعي لتكتمل صورة الشخصية المراد توثيقها. وأبدى ليلة تكريمه في أدبي الباحة مساء أمس الأول (الإثنين) أسفه أن يشتغل موظفون على موسوعات أدب وهم ليسوا من أهل الاختصاص ما تسبب في إسقاط بعض الأسماء الفاعلة في فضائنا الأدبي، مشيراً إلى أنه لا يعلم لماذا أغفل الموثقون أعلاماً لا يمكن تجاهلهم، مضيفاً لا أدري هل كان التجاهل عمداً أو سهواً أو خطأً أو استعجالاً، لافتاً إلى أن فرق العمل على الموسوعات تقاضوا ملايين الريالات على جهود بسيطة لم تستغرق وقتاً ولا جهداً استقصائياً. وكشف اليوسف مشروعه الذي يعمل عليه منذ 5 أعوام ليوثّق به سيرة ومسيرة 2500 أديب طيلة 110 أعوام، موضحاً أنه تتبع الإصدارات وتواصل مع الكتاب، ومع الأندية الأدبية ودور النشر العربية لكي لا يهمل أحداً، وقال: «هناك جهات تصدر مجاميع ببلوغرافية لكنها لا توثّق إلا ما تم إيداعه في مكتبة الملك فهد». مؤكداً أنه يسافر لمعارض الكتب منذ ربع قرن، ويحتفي بحبّ وبدافع ثقافي بأي إصدار سعودي بصرف النظر عن حداثة سن كاتبه أو تلادة خبرته ومنجزه، وعزا اهتمامه بالتوثيق إلى العشق والتخصصية بحكم دراسته للمكتبات والمعلومات والشؤون القانونية ولطبيعة عمله في شعبة الخبراء بمجلس الوزراء إذ كان مسؤولاً عن المكتبة. وعدّ اليوسف حركة الطباعة والنشر (إنسانية) تخضع لما تمر به المجتمعات من متغيرات، فتزيد وتنقص، وتقوى وتضعف، لافتاً إلى أن الميدان الثقافي المحلي استقبل أول كتاب قبل 100 عام، وتطورت حركة النشر بتطور المجتمع، ما يفرض عليه أن يعتني بكل من أسهم في حركة التأليف والحراك الثقافي، مثمناً لأدبي الباحة تكريمه في حضور نخبة من المسؤولين والمثقفين.