الأمير حسام بن سعود مدشنا موسوعة الأدب الشفاهي والطب الشعبي.
الأمير حسام بن سعود مدشنا موسوعة الأدب الشفاهي والطب الشعبي.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
دشن أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمس، في حضور أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، أول موسوعة لجمعية الثقافة والفنون في الباحة لأدب المنطقة الشفاهي وطبها الشعبي، من خلال اعتماد موقعها الإلكتروني وتوقيع كتابها الورقي.

وعدّ الأمير حسام مشروع حفظ الأدب الشفاهي والطب الشعبي لمنطقة الباحة عملاً أنثروبولوجياً محكّماً، وصورة مشرفة للكفاح الوطني وثيق العرى بأرض وحياة البشر، والنضال اليومي للرجال والنساء المتفاعلين مع القيم الإيجابية، والتفاعل الخلاق مع البيئة، مشيراً إلى أن مشروعاً بهذا الحجم يؤكد قدرات الباحثين والمثقفين والمؤرخين في منطقة الباحة على تقديم الوجه المشرق لمنطقتهم، مؤكداً أن المشروع همزة وصل مع الجذور ومفخرة للقائمين عليه نظراً لعنايتهم الكبرى بتفاصيل حياة وثقافة إنسان المنطقة وتقديم ما يعزز ذاكرة الزمان والمكان بمهارات صانع التنمية ومنتج القيم في جهة من جهات جغرافيا الوطن السعودي المتنوع والثر. وأبدى أمير الباحة سعادته الغامرة برفد المكتبات الجامعية ومراكز البحث بسِفر خالد يمد جسور اتصال وحوار بين الأجيال والثقافات والقارات بالثقافة الصلبة الموروثة عن أسلاف كرام أرست معرفتهم ثقافة ومبادئ الاعتماد على الذات، مثمنا لدارة الملك عبدالعزيز ولفرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة تبنيهما للمشروع، وتفعيل دور مثقف المنطقة في جمع موروث الأجداد والآباء وأدبهم وآثارهم لتأصيل مفهوم مجتمع الإنتاج. وأشاد الأمير حسام بالجهود التكاملية بين الأفكار ومؤسسات المجتمع والقطاع الأهلي لتتسامى المعطيات بالقدرات وتبذر روح التنافسية وتحدي المعوقات لإبراز مكنون الباحة عبر عقود كان إنسانها معتداً بربه ومنتمياً لوطنه، ومؤمّنا احتياجاته وضرورات حياته بكدح المنتجين ومهارات المبدعين. وعبّر الأمير حسام عن امتنانه لدارة الملك عبدالعزيز بإسهامها وشراكتها في المشروع وتقديمه للباحثين والمثقفين مطبوعاً، وقدم شكره لأسرة الفقاس على تمويلها للمشروع كاملاً وإسهامها بالتكلفة المادية.


فيما أكد أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور فهد بن عبدالله السماري، أن تدشين مشروع الأدب الشفاهي والطب الشعبي نموذج فريد لتقديم منتج ثقافي وأدبي وتراثي نوعي، مثمناً عزيمة فريق العمل واللجنة الاستشارية والرجال والنساء المسهمين فيه.

وعبر السماري عن سعادة الدارة بأن تكون جزءا منه وتكمل المشروع بتقديمه مطبوعاً بجهود أدباء الباحة. وعده مشروعاً عملاقاً وأنموذجاً تتطلع الدارة لمشاريع مماثلة له في المناطق السعودية كافة، خصوصاً أنه تضمن قاعدة بيانات تعين الباحثين والدارسين في أطروحاتهم المتخصصة، مشيراً إلى أن التراث والموروث نماذج حياة دائمة لا تموت ولا تفنى ما يوجب توثيق الماضي كونه نواة الانطلاق للمستقبل.

فيما قدم مدير فرع جمعية الثقافة والفنون علي بن خميس البيضاني شكره وتقديره لأمير منطقة الباحة، وللأمير مشاري بن سعود، ولدارة الملك عبدالعزيز، وللداعم المالي محمد الفقاس وإخوانه، ولكل من أسهم في المشروع. وعدّ البيضاني المشروع ذروة سنام عمل الجمعية باعتباره الإصدار العلمي الأول على مستوى المملكة المحكّم من خلال فريق أكاديمي متخصص والمدقق والمراجع من دارة الملك عبدالعزيز ومركز التاريخ الشفهي. وأوضح البيضاني لـ«عكاظ»، أن العمل جارٍ على استلام 3 آلاف نسخة من الموسوعة والتبرع بـ50% من ريعها لجمعية الأطفال المعاقين في الباحة، مؤكداً أن المشروع بصدد العمل على ترجمة الموسوعة إلى عدة لغات وتزويد الملحقيات الثقافية السعودية بالنسخ اللازمة لتعريف المجتمعات الإنسانية بإرث منطقتنا ومنجز إنسانها. يذكر أن جمعية الثقافة والفنون في الباحة عملت على إنجاز موسوعة الأدب الشفاهي والطب الشعبي طوال 8 أعوام ليخرج المشروع في 3 مجلدات، تتضمن 1200 صفحة، أسهم في جمع مادتها فريق عمل من المختصين والتربويين ضم 80 متعاوناً من مختلف محافظات المنطقة، وانطلق المشروع عام ١٤٣١هـ، بفكرة أسهم بها أعضاء المنتدى الثقافي بالجمعية.