عبدالله بيلا
عبدالله بيلا
-A +A
عبدالله بيلا
كان حلماً..؟

ربما


أو مشهداً مُختلَساً

من مسرحِ العمرِ الذي فاتَ

وأنت الآن تكرارٌ مملٌ للحكاية.

والعيونُ الشاخصاتُ الآن كالموتِ إليكْ

بعضُ هاتيك الجراحاتِ التي تنزفُ

من خاصرة العمرِ المدمّى

في يديكْ

ألفَ لا بأسَ

ولا يأسَ عليكْ.

وحدكَ الآن

تهشُّ الصحوَ من عينكَ

تنفي الحلمَ النائمَ في حلمكَ

مشدوداً إلى عروةِ أوهامكَ

هذا زمنُ الغفوةِ والغفلةِ

نامي يا بناتَ الفكرِ

يا ذا القمرَ النابتَ في مخلب هذا الليلِ

أحزاناً

كوابيسَ مضيئة.

جسدٌ منفى

وحيداً يتحراكَ

أعرني روحكَ التائهةَ الخطوِ

أعدني لنهاياتِ البداياتِ

وفاوض ذلك الماردَ عني

ضاق منفايَ بهذا الشبحِ الليلِ

بهذا الزمن السائلِ كالحبر على البحرِ

أُسمِّيهِ فأنسى

وأرى الأسماءَ تنحلُّ وتعرى

كصباحٍ عارمِ الصحوِ

خِلاسيِّ الملامح.

فزّت الرابعةُ الآنَ

أعارت لبقايا الحلُمِ الراجفِ

هذا المعطفَ الوقتَ

وها أنتَ تراها

في التفاصيل التي أنهكها الوصفُ

كوشمٍ باهتٍ

في عَجُزِ الليلِ

وها خيطٌ من الشكِ هنا امتدّ

صراطاً بين أحلامكَ/‏أوهامكَ

فاعبر...

وتهيّأ لصباحٍ هاربٍ من صخبِ البرزخِ

مأخوذٍ بموسيقى

من الصمتِ الغريزي المباح.

كلما شفَّ غمامُ الغيبِ في عينك

خفّ الزمنُ السادرُ

وانماعت مسافاتُ الخطى فيه

تناءت للنهايات التباشيرُ

وما زال صباحُ الحلمِ

يستجدي الصباحْ.