فتح أستاذ الفلسفة الدكتور عبدالله المطيري حواراً افتراضياً مع الأديب الراحل حمزة شحاتة عبر ورقة عمل بعنوان «الحياء.. الإرادة الأخلاقية للجسد: حوار مع حمزة شحاتة» وقدمها ضمن برنامج جمعية الفلسفة «قراءات فلسفية في الفكر السعودي»، برعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة. وتتبع المطيري ما طرحه الراحل حمزة شحاتة في محاضرته «الرجولة عماد الخلق الفاضل» التي قدمها في جمعية الإسعاف الخيرية بمكة عام ١٩٤٠.
وذهب المطيري إلى إمكانية قراءة المحاضرة من جوانب عدة، إلا أنه تعاطى معها باعتبارها أطروحة في فلسفة الأخلاق. وقسّم الورقة إلى قراءة وتحليل لأطروحة الأخلاق عند شحاتة، منطلقا من (الخجل)، باعتباره الإرادة الأخلاقية للجسد من خلال إدماج أطروحة شحاتة في الفكر المعاصر الذي يدرس الحياء من منظور أخلاقي، مشيراً إلى وعي شحاتة بأهمية الأطروحة التي قدّمها، والآثار التي نشأت عنها، باعتبار أن ما يقوم به مغامرة محفوفة بالمخاطر، إلا أنه يطلب من الحضور التعامل معه باعتباره باحثاً مجتهداً لا واعظاً اجتماعيا، مستعيداً ما ورد على لسان شحاتة «انظروا، نحن هنا أمام مهمة جذرية وخطيرة. سأقوم بإعادة التفكير في الأخلاق بشكل جذري، وأعلم أنها مهمة خطيرة ولكنني لا أرى لي وجودا كريما دون أن أقوم بها، فتعاملوا معي كباحث صادق ربما أصاب أو أخطأ ولكنه لن يكذب عليكم».
ورصد المطيري تفكيك شحاتة العميق للفضائل الأخلاقية ليخلصها من الحمولة التي تعيق النظر إليها كما هي، وعدّ أطروحته تتبعاً للأطوار التي مرّت بها الفضائل مع الجماعة الإنسانية ليصرّح إثرها بعبارته الشهيرة (أن الفضائل أنانية مهذبة وأن الرذائل أنانية عارية)، مؤكداً أن شحاتة عوّل لاحقاً على الإرادة الذاتية عند الإنسان التي يسميها بـ«الرجولة» انخراطا في منطق القوّة التي تحكم الطبيعة. ليعود مجدداً للمفارق، ليس باعتباره أساسا للأخلاق ولكن باعتباره شرطا ضروريا لتحقق الإرادة بالالتزام بالأخلاق. وكشف المطيري أن العلاقة بين الإنسان ومعرفته الداخلية عن الفضائل هي القضية الأساسية في مبحث شحاتة في الأخلاق، ويرى أن المشكلة الأساسية مشكلة إرادة لا مشكلة معرفة، ومن هنا تأتي القوّة التي يتحدث عنها كثيرا باعتبارها الرجولة. فالرجولة لن تكون قوّة تجاه الآخر بقدر ما أنها قوّة في التعامل مع الذات. من أجل تحقيق الهدف أعلاه أي مركزية الإرادة بدلا من مركزية التعاليم، وقال: «لا بد أن يفكك شحاتة التعاليم الأخلاقية التي يسميها الفضائل. ولن يحتاج هنا إلى أكثر من أن يحكي حكايتها ويجعلها ضمن التاريخ. أي أن يحيلها من عالم المفارق إلى عالم المحايث».
وعدّ المفارق عند شحاتة سبباً لإحياء الضمير الإنساني بشكل دائم من خلال الرقابة التي لا تنام والمحرك الوجودي الأعمق الذي يعكس اتصال الإنسان بتلك الرقابة متمثلةً في الحياء. إلا أن الحياء الذي يقصده شحاتة ليس الإخجال الاجتماعي الذي يجعل الإنسان في صراع مع طبيعته بل «ثورة الجسد على عطالة الضمير». كون الحياء يحقق غاية شحاتة بضمير لا ينام لأنه كما يقول «فالخجل يحيل العالم إلى مساحة أخلاقية لا يمكن الهروب منها»، و«يملأ الوجود بالمسؤولية».
ويشكل المطيري علاقة القوّة بالحياء من خلال الحديث عن «هشاشة الوجه»، باعتبار الوجه مركز الحياء، فيما تؤثر هشاشة الوجه، وتعكس الاستقبال الأول للآخر والإنصات السابق على كل حديث، لافتاً إلى غياب تحليل الأمومة عن نظرية الأخلاق عند شحاتة، ما أدى إلى غياب شكل من أشكال الاتصال بالآخر لا تعبّر عنه الرجولة والقوّة التي اعتمد عليها شحاتة، وذهب إلى أن الحياء نبؤة المستقبل وهو ما عوّل عليه شحاتة لتحقيق الإصلاح الاجتماعي.
وذهب المطيري إلى إمكانية قراءة المحاضرة من جوانب عدة، إلا أنه تعاطى معها باعتبارها أطروحة في فلسفة الأخلاق. وقسّم الورقة إلى قراءة وتحليل لأطروحة الأخلاق عند شحاتة، منطلقا من (الخجل)، باعتباره الإرادة الأخلاقية للجسد من خلال إدماج أطروحة شحاتة في الفكر المعاصر الذي يدرس الحياء من منظور أخلاقي، مشيراً إلى وعي شحاتة بأهمية الأطروحة التي قدّمها، والآثار التي نشأت عنها، باعتبار أن ما يقوم به مغامرة محفوفة بالمخاطر، إلا أنه يطلب من الحضور التعامل معه باعتباره باحثاً مجتهداً لا واعظاً اجتماعيا، مستعيداً ما ورد على لسان شحاتة «انظروا، نحن هنا أمام مهمة جذرية وخطيرة. سأقوم بإعادة التفكير في الأخلاق بشكل جذري، وأعلم أنها مهمة خطيرة ولكنني لا أرى لي وجودا كريما دون أن أقوم بها، فتعاملوا معي كباحث صادق ربما أصاب أو أخطأ ولكنه لن يكذب عليكم».
ورصد المطيري تفكيك شحاتة العميق للفضائل الأخلاقية ليخلصها من الحمولة التي تعيق النظر إليها كما هي، وعدّ أطروحته تتبعاً للأطوار التي مرّت بها الفضائل مع الجماعة الإنسانية ليصرّح إثرها بعبارته الشهيرة (أن الفضائل أنانية مهذبة وأن الرذائل أنانية عارية)، مؤكداً أن شحاتة عوّل لاحقاً على الإرادة الذاتية عند الإنسان التي يسميها بـ«الرجولة» انخراطا في منطق القوّة التي تحكم الطبيعة. ليعود مجدداً للمفارق، ليس باعتباره أساسا للأخلاق ولكن باعتباره شرطا ضروريا لتحقق الإرادة بالالتزام بالأخلاق. وكشف المطيري أن العلاقة بين الإنسان ومعرفته الداخلية عن الفضائل هي القضية الأساسية في مبحث شحاتة في الأخلاق، ويرى أن المشكلة الأساسية مشكلة إرادة لا مشكلة معرفة، ومن هنا تأتي القوّة التي يتحدث عنها كثيرا باعتبارها الرجولة. فالرجولة لن تكون قوّة تجاه الآخر بقدر ما أنها قوّة في التعامل مع الذات. من أجل تحقيق الهدف أعلاه أي مركزية الإرادة بدلا من مركزية التعاليم، وقال: «لا بد أن يفكك شحاتة التعاليم الأخلاقية التي يسميها الفضائل. ولن يحتاج هنا إلى أكثر من أن يحكي حكايتها ويجعلها ضمن التاريخ. أي أن يحيلها من عالم المفارق إلى عالم المحايث».
وعدّ المفارق عند شحاتة سبباً لإحياء الضمير الإنساني بشكل دائم من خلال الرقابة التي لا تنام والمحرك الوجودي الأعمق الذي يعكس اتصال الإنسان بتلك الرقابة متمثلةً في الحياء. إلا أن الحياء الذي يقصده شحاتة ليس الإخجال الاجتماعي الذي يجعل الإنسان في صراع مع طبيعته بل «ثورة الجسد على عطالة الضمير». كون الحياء يحقق غاية شحاتة بضمير لا ينام لأنه كما يقول «فالخجل يحيل العالم إلى مساحة أخلاقية لا يمكن الهروب منها»، و«يملأ الوجود بالمسؤولية».
ويشكل المطيري علاقة القوّة بالحياء من خلال الحديث عن «هشاشة الوجه»، باعتبار الوجه مركز الحياء، فيما تؤثر هشاشة الوجه، وتعكس الاستقبال الأول للآخر والإنصات السابق على كل حديث، لافتاً إلى غياب تحليل الأمومة عن نظرية الأخلاق عند شحاتة، ما أدى إلى غياب شكل من أشكال الاتصال بالآخر لا تعبّر عنه الرجولة والقوّة التي اعتمد عليها شحاتة، وذهب إلى أن الحياء نبؤة المستقبل وهو ما عوّل عليه شحاتة لتحقيق الإصلاح الاجتماعي.