د.نايف الجهني
د.نايف الجهني
-A +A
د. نايف الجهني
معناكَ يُورِقُ في الضياءِ ويُخْطَفُ

فلمنْ جهاتُكَ.. إن كَبُرْتَ تُرَفرِفُ؟


أخَذَتْك درباً... يُشْتَهى لسرابِها

ترتيلةَ.. فيها تُضافُ... وتُحْذَفُ

من صوتِها.. نَسَجت خيال ردائِهِ

وبحزنِهِ..... غيماتُها تتلَحَّفُ

وعرفتَ أنك عارفٌ بعناقِها

وهي التي في غيِّها لا تُعْرَفُ

يمضي بها ليلٌ تَعُجُّ نجومُهُ

برفيفِ أغنيةٍ ضُحاها مُتْرَفُ

كالشمسِِ تُوْقدُ في السرابِ رقيقةً

لكنَّها في الحُسْنِ ... لا تَتَلَطَّفُ

وندى البهاءِ على مواسمِ روحِها

متوثبٌ... متماوجٌ... ومُؤَلفُ

يُغويك فيهِ العطرُ يُغريك الشذا

حتى وأنتَ عن الشذا متعفِفُ

فتصيرُ عمراً لا تُهَدُ حصونُهُ

وحكايةً فيها تُشَدُّ... وتُعْزَفُ

صماءُ كالغصنِِ العصيِّ نديةٌ

لكنَّها... للريحِ... نايٌ أجوفُ!

ما ملتُ نحو عبيرِها في دهشةٍ

إلا... لأنَّ عبيرَها... مُتَطَرِفُ

صحراؤُها.. أبديةٌ في زهدِها

وسماؤُها فيها تذوبُ الأسقفُ

حتى تُضاءُ برغوةِ الصبحِ التي

من ثغرهِ روحُ المدى تتزخْرَفُ

أحببتها قلقًا.. يُراوِدُ شكَّها

بحقيقةٍ فيها الحقائقُ تُنْصَفُ

أحببتها قوساً تحِنُّ سهامُهُ

لجرَاحِها...من طعنةٍ لا تَنْزِفُ

أحببتها ركضَ الزمانِ بخيلِهِ

لوصيةٍ عنها الوصيُّ مُحَلَّفُ

أحببتها.. وبكي الكلامُ لصمتِها

ولحرفِها رفعتْ سماها الأحْرُفُ

وبنشوةِ الظمأ الكثيفِ نهلتها

نبعُ الرؤى عن مائِها مُتَخَلِفُ!