تباينت الآراء حول ما أتى به القاص والروائي عبدالحفيظ الشمري قبل أيام في ندوة له في أدبي الرياض في سياق حديثه عن قصيدة النثر وكيف أنها تحمل في أبعادها شرا لا يمكن أن يوصف بغير وصمة العار، كونها ليست سوى مشروع فاشل، وعقب القاص والباحث علي زعلة بقوله «لست متخصصا في نقد الشعر كما هو الصديق عبدالحفيظ غير متخصص كذلك، والرأي الذي تفضل به قد سبقه إليه بعض النقاد منذ عقود، وهو حق مكفول للجميع في التعبير عن آرائهم، لكن الإلغاء التام لنوع إبداعي أو آخر غير مقبول، وسواء اتفقنا أم اختلفنا حول قصيدة النثر فهي قد فرضت حضورها من خلال وفرة النصوص واشتغالات النقاد والدارسين».
فيما يرى الشاعر أحمد اللهيب أن قصيدة النثر أصبحت جزءا من واقع إبداعنا الشعري المعاصر لا يمكن إنكاره، برغم قِصَر العمر الزمني مقارنة بالقصيدة التناظرية ذات الشطرين، مؤكدا أن قصيدة النثر لم تعد اختيارا حتى لو عارضنا وجودها، إلا أنها شقت الطريق وأثبتت حضورها، الموقف السلبي تجاه قصيدة النثر لم يعد ممكنا، ينبغي أن ندرك أنها تحولت لتكون جنسا أدبيا حاضرا، بل إن حضورها الإبداعي يفوق مستوى النظرية، لافتاً إلى أن البدايات التي رسمت طريق قصيدة النثر صمدت أمام كلّ الهجمات التي وجهت لها من قبل النقاد المحافظين، بل إنها أصبحت واقعا، وبرغم كل ذلك يجب علينا، على حد وصفه، أن ندرك أن هذه التحولات تشترك حضورا ولا تتنازع المكان والسيادة.
من جهته، أوضح الشاعر محمد خضر أن قصيدة النثر تجاوزت هذه الأسئلة منذ زمن ولعل مثل هذه الآراء قادمة من ذهنية محددة ترى أن الشعر مجموعة من الدروس التي يحرم الخروج عليها، ويضيف: «لعل الشاعر العربي الأول كان أشد وعياً من بعض الآراء اليوم، إذ يتماهى مع واقعه ومتغيرات الحياة، بينما لاتزال هذه الآراء رهينة للدرس في ذهنيات تعتقد أن قصيدة النثر -مثلا- إلغاء للآخر، وهذا المعتقد لن تجده لدى أي من شعرائها». وقال «إطلاق عبارات مثل «وصمة عار» و «كتابة شريرة» لا علاقة لها بالرؤية النقدية الحديثة ولا بالرأي، فهي أقرب ما تكون شتائم».
كما اتهم الروائي والقاص عبدالحفيظ الشمري، في نفس المحاضرة، الكاتبات السعوديات بأنهن لم ينضجن بعد لا في المجال القصصي ولا في المجال الروائي، وجاء في خضم حديثه أنهن «لم يصلن لمرحلة إضعاف حركة الأدب السعودي وبذات الوقت لم يبلغن مرحلة النضوج موازاة بالرجل»، وردت الروائية زينب البحراني عبر «عكاظ» بقولها: «ما أتى به عبدالحفيظ الشمري يعتبر حالة من حالات التمييز العنصري غير العادل ضد المرأة عموما في مجتمعنا، ومهما حاول البعض التمويه على تلك الظاهرة لا بد أن تطفو على السطح معلنة وجودها بصراحة، ومن المؤسف أن يتسلل هذا التمييز إلى المجالات الثقافية والإبداعية ليتمخض عن أحكام تنظر إلى إبداع المرأة بفوقية مقارنة بما يقدمه الرجل»، فيما ترى الروائية أميرة المضحي أن نظرة الكاتب السعودي للكاتبة والأديبة السعودية لا تختلف عن نظرة رجل الشارع السعودي في الغالب، فنخبويته لم تحصنه بعد ومازال ينظر للمرأة بنظرة انتقاصيه وإلغائية، وتقول «هذه النظرة الذكورية ستجدين لها نظيراً في كل مجالات الحياة، في الطب والإدارة والإعلام، وخطيئة الكاتبة السعودية التي لا تغتفر -في نظر السادة المثقفين- أنها أشعت بوهج أزعج بعض الكُتاب وجعلهم يغمضون عيونهم عما حققته من إنجازات في ظل حالة الحصار المطبق عليها من قبل الرجل، عندما خرجت من عزلتها وحطمت الحواجز والخطوط الحمراء ونالت حصتها من الحضور على الساحة الأدبية»، لافتة إلى أنها ليست من باب النسوية لتدافع عن المرأة ظالمة كانت أو مظلومة، لكن الوسط الأدبي النسائي به تجارب أدبية جديرة بالاهتمام، مثل الدكتورة بدرية البشر، والروائية زينب حفني، والروائية رجاء عالم، وهي الروائية العربية الوحيدة التي فازت بجائزة البوكر العربية منذ تأسيسها.
أما الكاتبة رحاب أبوزيد فاكتفت بتعليقها مستفهمة «ماذا عن كتابات الرجل!، التعميم خطيئة لا يجب أن يقع فيها مثقف».
فيما علقت الكاتبة نداء أبوعلي بقولها «وصف الروائية أو القاصة السعودية بأنها لم تنضج بعد مقارنة بالرجل، يعد وصفاً غير دقيق وقائما على تمييز حسب الجنس. ويعتمد هنا على معنى كلمة نضج، فإن كان المقصود منها عبارة عن الافتقار للنضج في الكتابة الروائية فإن هناك تجارب عدة لروائيات سعوديات حملت ثقلاً أدبياً، إذ هناك رجاء عالم الحائزة على جائزة البوكر عن روايتها «طوق الحمام»، وليلى الجهني التي حازت جائزة نادي المدينة المنورة للقصة القصيرة، وجائزة الشارقة لروايتها «الفردوس اليباب»، ونورة الغامدي صاحبة رواية «وجهة البوصلة» التي فازت بجائزة نادي أبها الثقافي، وأميمة الخميس التي ترشحت روايتها «الوارفة» لجائزة الرواية العربية إضافة إلى فوزها بجائزة أبها للقصة القصيرة، وغيرهن العديد من الشابات اللاتي نجحن في تخطي الصورة النمطية للمرأة والغوص في أعمال ذات عمق اجتماعي وقالب أدبي بديع.
فيما يرى الشاعر أحمد اللهيب أن قصيدة النثر أصبحت جزءا من واقع إبداعنا الشعري المعاصر لا يمكن إنكاره، برغم قِصَر العمر الزمني مقارنة بالقصيدة التناظرية ذات الشطرين، مؤكدا أن قصيدة النثر لم تعد اختيارا حتى لو عارضنا وجودها، إلا أنها شقت الطريق وأثبتت حضورها، الموقف السلبي تجاه قصيدة النثر لم يعد ممكنا، ينبغي أن ندرك أنها تحولت لتكون جنسا أدبيا حاضرا، بل إن حضورها الإبداعي يفوق مستوى النظرية، لافتاً إلى أن البدايات التي رسمت طريق قصيدة النثر صمدت أمام كلّ الهجمات التي وجهت لها من قبل النقاد المحافظين، بل إنها أصبحت واقعا، وبرغم كل ذلك يجب علينا، على حد وصفه، أن ندرك أن هذه التحولات تشترك حضورا ولا تتنازع المكان والسيادة.
من جهته، أوضح الشاعر محمد خضر أن قصيدة النثر تجاوزت هذه الأسئلة منذ زمن ولعل مثل هذه الآراء قادمة من ذهنية محددة ترى أن الشعر مجموعة من الدروس التي يحرم الخروج عليها، ويضيف: «لعل الشاعر العربي الأول كان أشد وعياً من بعض الآراء اليوم، إذ يتماهى مع واقعه ومتغيرات الحياة، بينما لاتزال هذه الآراء رهينة للدرس في ذهنيات تعتقد أن قصيدة النثر -مثلا- إلغاء للآخر، وهذا المعتقد لن تجده لدى أي من شعرائها». وقال «إطلاق عبارات مثل «وصمة عار» و «كتابة شريرة» لا علاقة لها بالرؤية النقدية الحديثة ولا بالرأي، فهي أقرب ما تكون شتائم».
كما اتهم الروائي والقاص عبدالحفيظ الشمري، في نفس المحاضرة، الكاتبات السعوديات بأنهن لم ينضجن بعد لا في المجال القصصي ولا في المجال الروائي، وجاء في خضم حديثه أنهن «لم يصلن لمرحلة إضعاف حركة الأدب السعودي وبذات الوقت لم يبلغن مرحلة النضوج موازاة بالرجل»، وردت الروائية زينب البحراني عبر «عكاظ» بقولها: «ما أتى به عبدالحفيظ الشمري يعتبر حالة من حالات التمييز العنصري غير العادل ضد المرأة عموما في مجتمعنا، ومهما حاول البعض التمويه على تلك الظاهرة لا بد أن تطفو على السطح معلنة وجودها بصراحة، ومن المؤسف أن يتسلل هذا التمييز إلى المجالات الثقافية والإبداعية ليتمخض عن أحكام تنظر إلى إبداع المرأة بفوقية مقارنة بما يقدمه الرجل»، فيما ترى الروائية أميرة المضحي أن نظرة الكاتب السعودي للكاتبة والأديبة السعودية لا تختلف عن نظرة رجل الشارع السعودي في الغالب، فنخبويته لم تحصنه بعد ومازال ينظر للمرأة بنظرة انتقاصيه وإلغائية، وتقول «هذه النظرة الذكورية ستجدين لها نظيراً في كل مجالات الحياة، في الطب والإدارة والإعلام، وخطيئة الكاتبة السعودية التي لا تغتفر -في نظر السادة المثقفين- أنها أشعت بوهج أزعج بعض الكُتاب وجعلهم يغمضون عيونهم عما حققته من إنجازات في ظل حالة الحصار المطبق عليها من قبل الرجل، عندما خرجت من عزلتها وحطمت الحواجز والخطوط الحمراء ونالت حصتها من الحضور على الساحة الأدبية»، لافتة إلى أنها ليست من باب النسوية لتدافع عن المرأة ظالمة كانت أو مظلومة، لكن الوسط الأدبي النسائي به تجارب أدبية جديرة بالاهتمام، مثل الدكتورة بدرية البشر، والروائية زينب حفني، والروائية رجاء عالم، وهي الروائية العربية الوحيدة التي فازت بجائزة البوكر العربية منذ تأسيسها.
أما الكاتبة رحاب أبوزيد فاكتفت بتعليقها مستفهمة «ماذا عن كتابات الرجل!، التعميم خطيئة لا يجب أن يقع فيها مثقف».
فيما علقت الكاتبة نداء أبوعلي بقولها «وصف الروائية أو القاصة السعودية بأنها لم تنضج بعد مقارنة بالرجل، يعد وصفاً غير دقيق وقائما على تمييز حسب الجنس. ويعتمد هنا على معنى كلمة نضج، فإن كان المقصود منها عبارة عن الافتقار للنضج في الكتابة الروائية فإن هناك تجارب عدة لروائيات سعوديات حملت ثقلاً أدبياً، إذ هناك رجاء عالم الحائزة على جائزة البوكر عن روايتها «طوق الحمام»، وليلى الجهني التي حازت جائزة نادي المدينة المنورة للقصة القصيرة، وجائزة الشارقة لروايتها «الفردوس اليباب»، ونورة الغامدي صاحبة رواية «وجهة البوصلة» التي فازت بجائزة نادي أبها الثقافي، وأميمة الخميس التي ترشحت روايتها «الوارفة» لجائزة الرواية العربية إضافة إلى فوزها بجائزة أبها للقصة القصيرة، وغيرهن العديد من الشابات اللاتي نجحن في تخطي الصورة النمطية للمرأة والغوص في أعمال ذات عمق اجتماعي وقالب أدبي بديع.