تفتح الروايات أعيننا على ما كان يمكن أن يبقى سرّا إلى الأبد. السرد سيرورات متوالية. وفي عوالم بعض الروائيين تفجير للطاقات المكانية. ومحاولات إمساك بالروح التي تسكن الأشياء. كما يقول إمبرتو ايكو. عبّر إبراهيم الكوني عن عالم الصحراء تعبير من خبر المكان وسبر أغواره وتقاطع مع حكاياته وأساطيره. وعشق إنسانه وجنه. وتعلّق برموزه. ويرى أن الحرية في الصحراء، إذ لا إعلانات للحرية ولا أبواب للمطلق. ولعل آخر أعماله المطبوعة (عدوس السرى) يحكي جانبا من طفولته المؤسسة لما بعدها من فضاءات ومنجزات وعوالم بدأت من غدامس. ولم تنته في إسبانيا. مرورا بروسيا. وبولندا. وسويسرا. ودون ريب أن تحويل عالم الصحراء إلى ثراء سردي برغم ما يعانيه في الواقع من ندرة وقسوة وعوالم محكومة بالحتمية والقدر يعد منجزا إضافيا لقدرات الكوني السردية. ومن يتتبع حوارات ومقابلات الكوني المتلفزة يتيقن أن هذا الروائي عاشق كبير للوطن. كيف لا وهو القائل ( الأنبل أن نحمل أوطاننا معنا، بدل أن نستجير بأوطان نضيعها ونحن فيها). روائي غزيرالإنتاج أنجز ما يزيد عن 50 عملا روائيا. يرفض أن تكون الرواية تقريرية أو حرفية. يرى أن الرواية إن لم تحتوعلى طاقة شعرية فلا حاجة لنا بها. بدأ قاصا ونشر مجموعته الأولى ( الصلاة خارج الأوقات الخمسة) عام 1974. وكاد يحاكمه عليها النظام. ومن أعماله (يوسف بلا إخوته). (لحون في مديح مولانا الماء). و(فرسان الأحلام القتيلة). و(ناقة الله) وآخرها (أهل السُّرى) 2016. بينما يتميزعالم الروائي اللبناني إلياس خوري بالانتماء للعروبة والقضية. حتى قال أحد النقاد. عالم إلياس خوري يعزز فينا حب فلسطين. كتب خوري ما يزيد عن 12 رواية منها الجبل الصغير، والوجوه البيضاء، وباب الشمس، وتُرجمت مؤلفاته إلى أكثر من 10 لغات منها العبرية. وشغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي لصحيفة «النهار» من عام 1992 إلى عام 2009، يشغل حاليا منصب رئيس تحرير «مجلة الدراسات الفلسطينية». حاز في العام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، وهو أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريما لمساره الأدبي؛ وفاز بجائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديرا للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية وتعريف العالم بها.