بعدم أن بدأت المرأة تعبث في المشهد الثقافي على حد وصف الروائية أميمة الخميس وإيمانا منها بأن ممارسة العمل الثقافي لا يبتعد كثيراً عن مفهوم العمل النضالي، جاءت فكرة نشر ديوان ألف صباح وصباح في رحلة عالجت بها نوافذ الصباح، ومن ثم هذه المكاشفة في مساء جمعها مع أستاذتها أيام جامعة الملك سعود الشاعرة فوزية أبو خالد، إذ وقفت معها على مشترك من منصة الفن والشّعر والجمال في الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالرياض (الأربعاء) الماضي، وترجع هذه المكاشفات إلى رسائل عمرها بعمر ربع قرن شكلت لديهما فضاء آخر كحلم مزمن كان حاضراً كل خميس عن طريق الفاكس بين الروائية والطالبة آنذاك أميمة الخميس والشاعرة والأستاذة الجامعية في وقتها فوزية أبو خالد، التي شكلت لها أميمة برسائلها على ورق المحاضرات شكاً، يقول لسان حاله «هل كانت أميمة الخميس تلميذتي؟، وهل كنت أختها.. معلمتها.. أم كنا شقيقتين في الروح؟»، وصفت أبو خالد هذه الرسائل وكأنها بحث في رهجة المجهول والخوض في غواية الغموض فيما وصفتها الخميس بأن المشهد الثقافي أيام مقعد الدراسة، وخصوصاً في ما يتعلق بالشّعر، كان من نصيب الرجل وغير مسموح للمرأة أن تشاركه هذا المجلس، تقول «نحن اليوم في تحد كبير أمام الأطر النمطية بحكم أننا تسلمنا المنبر أنا وفوزية ومن اصطف كمستمع هم الرجال»، وبين نغم مقطوعات موسيقية قدمتها الفنانة سارة بدأت شقيقات الروح في قراءة المكاشفات، إذ قرأت الروائية أميمة الخميس رسالة يعود تاريخها لأواخر الثمانينات أطلقت عليها عنوان «ربيع آخر»، وفي رسالة أخرى كتبتها أميمة أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى والتي تزامنت مع وفاة والدتها الفلسطينية الأصل، انتقلت المكاشفة بعدها لفوزية أبو خالد في رسالة الشعائر والمشاعر، وفي رد على نص باذخ كتبته أميمة أطلقت عليه مكاشفة «عاصفة الصحراء» ختمت المكاشفات في رسالة تعود لعام 2011 أيام ثورة الياسمين في تونس.