تشهد ساحة المشهد الثقافي السعودي محافل ومناسبات أدبية وثقافية من شعر وقصة ورواية وخط عربي، إضافة إلى كتابة المقالة الثقافية، إلا أن الساحة لم تشهد اهتماماً حقيقياً بعوالم الفلسفة، وفي ظل غياب دعوات رسمية تقيمها الأندية الأدبية والجمعيات تبقى حتى اليوم ممارسة هكذا نوع من النقاشات ممارسة خفية.
يعتقد القاص والناقد محمد الراشدي أن غياب الفلسفة عن المحافل والمناشط الثقافية المحلية يأتي امتدادا لغياب الفلسفة في المنهج الدراسي والقاعة اﻷكاديمية وكل طرح ذي طابع علمي في حياتنا عموما، ويقول «لا يعرف للفلسفة في أي مؤسسة ذات طابع علمي حضور يمكن أن يسهم في تأسيس الوعي بها وبأهميتها ويسهم في تقريبها بما يفتح آفاقها الرحبة للعقول، انطلاقا من رؤى تحصرها في مفاهيم ضيقة وتقيمها مقام الناقض أو المصادم لبعض ما ينبني عليه وعي المجتمع في جوانب بعينها، أنشأ الخوف عليها وﻷجلها ما يمكن تسميته فوبيا الفلسفة التي وصلت حد الإلغاء التام ﻷي حضور لها ليس في قاعات الدرس فحسب، إنما حتى في مناشط الثقافة وفعالياتها التي يفترض فيها الانفتاح على سائر معطيات العقل، ومنجزات الوعي الإنساني، ولذلك يكون من الواضح أن الجهل بكنه الفلسفة أولا وضعف الوعي الثقافي تجاهها وإيثار الابتعاد عن دائرة المشتبه أو ما يتوهم كذلك، والريبة التي لا تزال تكتنف مصطلح الفلسفة لدينا؛ كل ذلك أفضى إلى تغييبها قصدا عن سائر الفعل الثقافي»، ويشير الراشدي إلى أنه وبالرغم من هذا التغييب هناك أسماء وبجهود فردية محضة استطاعت أن تحقق إسهامات لافتة في هذا المجال.
فيما يشير الكاتب والشاعر سعد الغريبي إلى لزوم معرفة التاريخ الفلسفي قبل كل شيء وكيف أنه ينقسم إلى قسمي الشرق والغرب، ويقول «الفلسفة الشرقية التي مصدرها الشرق الأقصى (الصين واليابان) والهند اشتهرت بسمتها الدينية، إذ اعتمدت على الروحانية أكثر من العقل، في حين ينقسم تاريخ الفلسفة الغربية إلى: فلسفة قديمة وإغريقية، وفلسفة حديثة» ويضيف: «تركّزت مواضيع الفلسفة في البداية على مجموعة من التّساؤلات مثل ما أصل الكون، ووجود الخالق وصفاته وعلاقته بالمخلوق، وكيفيّة التّفكير، وما الهدف من الحياة. وقام أرسطو بتغير هذا المنظور ليصبح حول جوهر الإنسان، والإيمان بالخالق بدلاً من التشكيك فيه، وإيجاد الأدلّة العقلانيّة التي تؤكد وجوده، كما عمل أرسطو -واتّبعه أفلاطون- على نشر مفهوم الأخلاق والفضائل مثل الصدق والإخلاص، وقد حاول فلاسفة العرب أمثال ابن سينا وابن رشد أن يكون لهم منهجهم المستقل في هذا العلم لكنهم مع الأسف حوربوا واتهموا من أبناء جلدتهم بالإلحاد والزندقة.
يلفت القاص والناقد محمد البشير إلى أن خلو المشهد الثقافي السعودي من الحديث عن الفلسفة أمر طبيعي وذلك لخلو مراحل تعليمنا كاملة (الدنيا والعليا) من دراسة الفلسفة، ويقول «عجيب أن نقصي تلك المادة من مناهجنا، والفلسفة هي الحكمة، فبها ومن خلالها نصل إلى تفكير منطقي يؤهلنا لعرض بضاعتنا في أبهى حللها، ولذلك لا أظن الأمر فوبيا من الفلسفة في ذاتها بقدر ما يكون نتيجةً متوقعة لتغييب أجيال عن معرفة أصل من أصول التفكير، ومُخرجاً مرتقباً لمدرسة التلقين والترديد دون خروج عن النص أو السماح بذلك، فالمعلم في مدارسنا لا يقبل الحيدة عن ما يمليه (إلا من رحم ربك)»، ويرى البشير أن الطالب «مجبول على تكرار أقوال معلمه الذي أملى عليه (ما أريكم إلا ما أرى) وهذا ما يكرس فوبيا أعظم من إلجام التفكير والنقاش»، ويضيف «ورغم ذلك يظل في الأفق خيط أمل ببرنامج (فطن) القائم على النقاش والتفكير وإبداء الرأي وتقبل الآخر، ولعله يرقى إلى فتح برامج في مراحل عليا لدراسة الفلسفة كتلك التي استبشرنا بها في بداية برنامجنا لمرحلة الدكتوراه «الفلسفة في البلاغة والنقد» بجامعة الملك فيصل، وظل على مستوى الطموح في البلاغة والنقد دون الفلسفة».
يعتقد القاص والناقد محمد الراشدي أن غياب الفلسفة عن المحافل والمناشط الثقافية المحلية يأتي امتدادا لغياب الفلسفة في المنهج الدراسي والقاعة اﻷكاديمية وكل طرح ذي طابع علمي في حياتنا عموما، ويقول «لا يعرف للفلسفة في أي مؤسسة ذات طابع علمي حضور يمكن أن يسهم في تأسيس الوعي بها وبأهميتها ويسهم في تقريبها بما يفتح آفاقها الرحبة للعقول، انطلاقا من رؤى تحصرها في مفاهيم ضيقة وتقيمها مقام الناقض أو المصادم لبعض ما ينبني عليه وعي المجتمع في جوانب بعينها، أنشأ الخوف عليها وﻷجلها ما يمكن تسميته فوبيا الفلسفة التي وصلت حد الإلغاء التام ﻷي حضور لها ليس في قاعات الدرس فحسب، إنما حتى في مناشط الثقافة وفعالياتها التي يفترض فيها الانفتاح على سائر معطيات العقل، ومنجزات الوعي الإنساني، ولذلك يكون من الواضح أن الجهل بكنه الفلسفة أولا وضعف الوعي الثقافي تجاهها وإيثار الابتعاد عن دائرة المشتبه أو ما يتوهم كذلك، والريبة التي لا تزال تكتنف مصطلح الفلسفة لدينا؛ كل ذلك أفضى إلى تغييبها قصدا عن سائر الفعل الثقافي»، ويشير الراشدي إلى أنه وبالرغم من هذا التغييب هناك أسماء وبجهود فردية محضة استطاعت أن تحقق إسهامات لافتة في هذا المجال.
فيما يشير الكاتب والشاعر سعد الغريبي إلى لزوم معرفة التاريخ الفلسفي قبل كل شيء وكيف أنه ينقسم إلى قسمي الشرق والغرب، ويقول «الفلسفة الشرقية التي مصدرها الشرق الأقصى (الصين واليابان) والهند اشتهرت بسمتها الدينية، إذ اعتمدت على الروحانية أكثر من العقل، في حين ينقسم تاريخ الفلسفة الغربية إلى: فلسفة قديمة وإغريقية، وفلسفة حديثة» ويضيف: «تركّزت مواضيع الفلسفة في البداية على مجموعة من التّساؤلات مثل ما أصل الكون، ووجود الخالق وصفاته وعلاقته بالمخلوق، وكيفيّة التّفكير، وما الهدف من الحياة. وقام أرسطو بتغير هذا المنظور ليصبح حول جوهر الإنسان، والإيمان بالخالق بدلاً من التشكيك فيه، وإيجاد الأدلّة العقلانيّة التي تؤكد وجوده، كما عمل أرسطو -واتّبعه أفلاطون- على نشر مفهوم الأخلاق والفضائل مثل الصدق والإخلاص، وقد حاول فلاسفة العرب أمثال ابن سينا وابن رشد أن يكون لهم منهجهم المستقل في هذا العلم لكنهم مع الأسف حوربوا واتهموا من أبناء جلدتهم بالإلحاد والزندقة.
يلفت القاص والناقد محمد البشير إلى أن خلو المشهد الثقافي السعودي من الحديث عن الفلسفة أمر طبيعي وذلك لخلو مراحل تعليمنا كاملة (الدنيا والعليا) من دراسة الفلسفة، ويقول «عجيب أن نقصي تلك المادة من مناهجنا، والفلسفة هي الحكمة، فبها ومن خلالها نصل إلى تفكير منطقي يؤهلنا لعرض بضاعتنا في أبهى حللها، ولذلك لا أظن الأمر فوبيا من الفلسفة في ذاتها بقدر ما يكون نتيجةً متوقعة لتغييب أجيال عن معرفة أصل من أصول التفكير، ومُخرجاً مرتقباً لمدرسة التلقين والترديد دون خروج عن النص أو السماح بذلك، فالمعلم في مدارسنا لا يقبل الحيدة عن ما يمليه (إلا من رحم ربك)»، ويرى البشير أن الطالب «مجبول على تكرار أقوال معلمه الذي أملى عليه (ما أريكم إلا ما أرى) وهذا ما يكرس فوبيا أعظم من إلجام التفكير والنقاش»، ويضيف «ورغم ذلك يظل في الأفق خيط أمل ببرنامج (فطن) القائم على النقاش والتفكير وإبداء الرأي وتقبل الآخر، ولعله يرقى إلى فتح برامج في مراحل عليا لدراسة الفلسفة كتلك التي استبشرنا بها في بداية برنامجنا لمرحلة الدكتوراه «الفلسفة في البلاغة والنقد» بجامعة الملك فيصل، وظل على مستوى الطموح في البلاغة والنقد دون الفلسفة».