الدكتور محمد الشحات، كاتب وناقد وأكاديمي مصري، يعتبر من الأسماء النشطة في حقل النقد الأدبي، من إصداراته الأخيرة، كتاب «هوامش ثقافية» (2015). في هذا الحوار، يتحدث الشحات عن عضويته في لجنة تحكيم «جائزة كتارا للرواية العربية»، وعن تفاؤله بأن تصير الجائزة نفسها من كبريات الجوائز العالمية، وعن إمكانات تطويره، وأشياء أخرى..
• كنت ضمن لجنة التحكيم في جائزة كتارا للرواية العربية، في طبعتها الثانية 2016، كيف جرت التصفيات؟
•• لجنة التّحكيم كانت تضم أسماء كثيرة من مختلف دول العالم العربي. ومر عمل لجنة التحكيم بمراحل، اتسم عملها بسرية تامة، بدءًا من الفرز الأوّلي، ثم فرز ثانٍ، ثم ثالث. بالنسبة لي مثلاً، كانت قد وصلتني حوالى 30 رواية، من دول مختلفة، 15 رواية في فرع الرواية المنشورة، ومثلها في فرع الرواية غير المنشورة.
• إذن، قرأت 30 رواية كاملة. على أي أساس تم الانتقاء؟
•• كرست لها وقتي لمدة أكثر من شهرين ونصف. في الانتقاء، نعتمد على معايير نقدية وجمالية. في المقام الأوّل، نحكّم الشّرط الفنّي، أي النصّ الذي له قدرة على طرح نفسه كنصّ روائي: يقدّم فكرة جديدة، طريقة مُعالجة الثّيمة بشكل جيّد. والمحكّم في جائزة له – في العادة – من الخبرة ما يكفي للحكم على النصّ وعلى جودته أو العكس. إذن، هناك معايير مختلفة، خاصة ببناء النصّ، شخصيات النصّ، الفكرة، الأفكار العامّة، قدرة النصّ على طرح شيء جديد، بحيث لا يكرّر نصوصا روائية سابقة. هي شروط فنيّة في مجملها.
• على مواقع التّواصل الاجتماعي، تساءل البعض عن أسباب غياب الرّواية الخليجية في جدول المتوّجين.. لماذا؟
•• بحسب ما شاهدته، كانت هناك مشاركة روائية خليجية، أكثر من 100 رواية خليجية.
• لكنّهم لم يصلوا إلى النّهائي؟
•• هذا لا يعني أن في الأمر إقصاء، بل يخضع لذّائقة المحكّم، فهو ينظر للنصوص من منظور تكافؤي، من دون التميّز بينها، بحسب بلدها. يتعامل معها كلّها بموضوعية، احتراما لضميره الفنّي، فهو يحافظ على نزاهته. في النهاية، المحكّم يُخضِع النص لمعيارين جمالي ونقدي في المقام الأوّل.
• هل هذا يعني أن الخليج لا يملك كتّاباً يستحقون التّكريم؟
•• نحن نعرف أن الإنتاج الرّوائي الخليجي ليس قليلا، بل كبير، ويمتلك إصدارات كثيرة. لكن، بالمقابل، سنجد أن جائزة البوكر مثلاً تغطي حيزاً كبيراً من الكتّاب، هناك جائزة الشّيخ زايد أيضاً. بالتالي، مجالات التّنافس كثيرة.
• بالنّظر إلى الإمكانات المتاحة لجائزة كتارا للرّواية العربية، هل حقّقت أهدافها، لتصير جائزة تضاهي كبريات الجوائز العالمية؟
•• الجائزة الآن في دورتها الثّانية. هناك جوائز أدبية أخرى أسبق منها بمراحل. لهذا أتصوّر أن الأمر سابق لأوانه.
• 1004 مشاركات في جائزة كتارا للرّواية، هذا رقم قياسي مقارنة بجائزة البوكر.
•• هذا صحيح. أنا أقصد فكرة تحقّق الجائزة، برأيي أن هناك أشياء يجب تجاوزها في المرحلة القادمة. ليس كل ما يُقدّم للجائزة يكون على مستوى فنّي عالٍ. ففي العدد الكبير من الرّوايات التي تصل، هناك ربما 50 رواية تصل للتّصنيف الأخير. أتصوّر أن جائزة كتارا للرّواية العربية دخلت في مسار طويل، وستدخل في منافسات قوية، مع جائزة البوكر العربية، في المقام الأوّل. أتوقّع أن الإقبال سيزيد على جائزة كتارا، في السّنوات القادمة.
• هل على جائزة كتارا للرّواية العربية أن تغيّر من آليات التّحكيم في مسعى أن تكون في مصاف الجوائز العالمية الكبرى؟
•• لنكن واقعيين، لا توجد لجنة تحكيم في جائزة أدبية دولية لا تتعرّض لتعليقات. لنا نموذج في جائزة البوكر العربية، في طبعتها الأخيرة، التي ذهبت للرّوائي ربعي المدهون! حتى الآن ما تزال تصلنا أصداء حول الموضوع! لماذا؟ هل هي إشكالية الذّائقة؟ صحيح أن رواية ربعي المدهون جيّدة، لكنها ليست أفضل ما قُدّم! هذه مسألة إشكالية.
• كيف يحكّم عضو في لجنة التّحكيم النصّ الرّوائي؟ كيف يقرّر ترشيحه للنهائيات من عدمه؟
•• أتصوّر أن غالبية أعضاء لجنة التّحكيم يشتغلون في النّقد، أساتذة جامعة.
• برأيك، هل كانت لجان التّحكيم في المستوى؟
•• كما أخبرتك، هي جائزة في مرحلة التّشكّل. الجائزة في عامها الثّاني، بالتّأكيد تريد تحقيق قفزة على مستوى التّكوين. يمكن أن نحسّ بأن بعض المحكّمين ليسوا على درجة عليا من الخبرة ومن الكفاءة النّقدية. برأيي، أن كبر عدد أعضاء لجان التّحكيم يعتبر ضمانا لمصداقية الجائزة. كلّ رواية كنّا نحكّمها نعطيها تنقيطاً، نقاطا من 100.
• سؤالي، كيف يمكن أن نطوّر آليات التّحكيم لتعطي للجائزة قيمتها الحقيقية؟
•• أعتقد أن لجنة الفرز الأوّلي يجب أن تكون ذات طبيعة مختلفة، لأنها أصعب مرحلة. من المهم أن تكون لجنة الفرز الأوّلي أعرض – من ناحية العدد –، ومن ناحية الحرفيّة والمهنيّة، بحيث لا يستطيع نصّ أن يتجاوز هذه اللجنة إلا إذا كان ينطوي على قيمة جمالية، وألا يستبعد أي نصّ جيّد. أظنّ أن الجائزة تستهدف النّجاح، وللنّجاح معايير، فأي ثغرة صغيرة قد تؤثّر في مصداقية الجائزة.
• الأسماء التي فازت في الطّبعة الثّانية، في فرع الرّواية المنشور، يعلّق البعض على أنها من كتّاب مكرّسين، كبار في السنّ!
•• أنا راضٍ عنها. أنا مع فكرة النصّ الجيّد، بغض النّظر عن سنّ المؤلف. أرى أن نتائج هذا العام تحمل قدراً من المصداقية.
• وفي فرع الرّواية غير المنشورة، كانت مشاركات كثيرة من كتّاب شباب؟
•• الشّباب ممكن تأخذهم غواية المال، قيمة الجائزة وسمعتها. كثير مما يصلنا من روايات مخطوطة، روايات ضعيفة للغاية!
• هناك كتّاب شباب يقولون إن الإصرار على منح جائزة كتارا للرواية العربية لكتّاب متقدّمين في السنّ، يغلق الطّريق أمامهم؟
•• هناك مساحة من الحرية ومساحة من التّنافس. ثم هل نضع سلماً عمرياً لمن يتقدّم للجائزة؟ هذه ليست وظيفة تحكيمية. بأي حقّ نمنع كاتبا من التقدّم لجائزة! هناك معيار ثابت: جودة النصّ، والكاتب الذي يتقدّم للجائزة. القضية هي قضية تنافس حقيقي، والجيّد سينال حقّه لا محالة.
• كنت ضمن لجنة التحكيم في جائزة كتارا للرواية العربية، في طبعتها الثانية 2016، كيف جرت التصفيات؟
•• لجنة التّحكيم كانت تضم أسماء كثيرة من مختلف دول العالم العربي. ومر عمل لجنة التحكيم بمراحل، اتسم عملها بسرية تامة، بدءًا من الفرز الأوّلي، ثم فرز ثانٍ، ثم ثالث. بالنسبة لي مثلاً، كانت قد وصلتني حوالى 30 رواية، من دول مختلفة، 15 رواية في فرع الرواية المنشورة، ومثلها في فرع الرواية غير المنشورة.
• إذن، قرأت 30 رواية كاملة. على أي أساس تم الانتقاء؟
•• كرست لها وقتي لمدة أكثر من شهرين ونصف. في الانتقاء، نعتمد على معايير نقدية وجمالية. في المقام الأوّل، نحكّم الشّرط الفنّي، أي النصّ الذي له قدرة على طرح نفسه كنصّ روائي: يقدّم فكرة جديدة، طريقة مُعالجة الثّيمة بشكل جيّد. والمحكّم في جائزة له – في العادة – من الخبرة ما يكفي للحكم على النصّ وعلى جودته أو العكس. إذن، هناك معايير مختلفة، خاصة ببناء النصّ، شخصيات النصّ، الفكرة، الأفكار العامّة، قدرة النصّ على طرح شيء جديد، بحيث لا يكرّر نصوصا روائية سابقة. هي شروط فنيّة في مجملها.
• على مواقع التّواصل الاجتماعي، تساءل البعض عن أسباب غياب الرّواية الخليجية في جدول المتوّجين.. لماذا؟
•• بحسب ما شاهدته، كانت هناك مشاركة روائية خليجية، أكثر من 100 رواية خليجية.
• لكنّهم لم يصلوا إلى النّهائي؟
•• هذا لا يعني أن في الأمر إقصاء، بل يخضع لذّائقة المحكّم، فهو ينظر للنصوص من منظور تكافؤي، من دون التميّز بينها، بحسب بلدها. يتعامل معها كلّها بموضوعية، احتراما لضميره الفنّي، فهو يحافظ على نزاهته. في النهاية، المحكّم يُخضِع النص لمعيارين جمالي ونقدي في المقام الأوّل.
• هل هذا يعني أن الخليج لا يملك كتّاباً يستحقون التّكريم؟
•• نحن نعرف أن الإنتاج الرّوائي الخليجي ليس قليلا، بل كبير، ويمتلك إصدارات كثيرة. لكن، بالمقابل، سنجد أن جائزة البوكر مثلاً تغطي حيزاً كبيراً من الكتّاب، هناك جائزة الشّيخ زايد أيضاً. بالتالي، مجالات التّنافس كثيرة.
• بالنّظر إلى الإمكانات المتاحة لجائزة كتارا للرّواية العربية، هل حقّقت أهدافها، لتصير جائزة تضاهي كبريات الجوائز العالمية؟
•• الجائزة الآن في دورتها الثّانية. هناك جوائز أدبية أخرى أسبق منها بمراحل. لهذا أتصوّر أن الأمر سابق لأوانه.
• 1004 مشاركات في جائزة كتارا للرّواية، هذا رقم قياسي مقارنة بجائزة البوكر.
•• هذا صحيح. أنا أقصد فكرة تحقّق الجائزة، برأيي أن هناك أشياء يجب تجاوزها في المرحلة القادمة. ليس كل ما يُقدّم للجائزة يكون على مستوى فنّي عالٍ. ففي العدد الكبير من الرّوايات التي تصل، هناك ربما 50 رواية تصل للتّصنيف الأخير. أتصوّر أن جائزة كتارا للرّواية العربية دخلت في مسار طويل، وستدخل في منافسات قوية، مع جائزة البوكر العربية، في المقام الأوّل. أتوقّع أن الإقبال سيزيد على جائزة كتارا، في السّنوات القادمة.
• هل على جائزة كتارا للرّواية العربية أن تغيّر من آليات التّحكيم في مسعى أن تكون في مصاف الجوائز العالمية الكبرى؟
•• لنكن واقعيين، لا توجد لجنة تحكيم في جائزة أدبية دولية لا تتعرّض لتعليقات. لنا نموذج في جائزة البوكر العربية، في طبعتها الأخيرة، التي ذهبت للرّوائي ربعي المدهون! حتى الآن ما تزال تصلنا أصداء حول الموضوع! لماذا؟ هل هي إشكالية الذّائقة؟ صحيح أن رواية ربعي المدهون جيّدة، لكنها ليست أفضل ما قُدّم! هذه مسألة إشكالية.
• كيف يحكّم عضو في لجنة التّحكيم النصّ الرّوائي؟ كيف يقرّر ترشيحه للنهائيات من عدمه؟
•• أتصوّر أن غالبية أعضاء لجنة التّحكيم يشتغلون في النّقد، أساتذة جامعة.
• برأيك، هل كانت لجان التّحكيم في المستوى؟
•• كما أخبرتك، هي جائزة في مرحلة التّشكّل. الجائزة في عامها الثّاني، بالتّأكيد تريد تحقيق قفزة على مستوى التّكوين. يمكن أن نحسّ بأن بعض المحكّمين ليسوا على درجة عليا من الخبرة ومن الكفاءة النّقدية. برأيي، أن كبر عدد أعضاء لجان التّحكيم يعتبر ضمانا لمصداقية الجائزة. كلّ رواية كنّا نحكّمها نعطيها تنقيطاً، نقاطا من 100.
• سؤالي، كيف يمكن أن نطوّر آليات التّحكيم لتعطي للجائزة قيمتها الحقيقية؟
•• أعتقد أن لجنة الفرز الأوّلي يجب أن تكون ذات طبيعة مختلفة، لأنها أصعب مرحلة. من المهم أن تكون لجنة الفرز الأوّلي أعرض – من ناحية العدد –، ومن ناحية الحرفيّة والمهنيّة، بحيث لا يستطيع نصّ أن يتجاوز هذه اللجنة إلا إذا كان ينطوي على قيمة جمالية، وألا يستبعد أي نصّ جيّد. أظنّ أن الجائزة تستهدف النّجاح، وللنّجاح معايير، فأي ثغرة صغيرة قد تؤثّر في مصداقية الجائزة.
• الأسماء التي فازت في الطّبعة الثّانية، في فرع الرّواية المنشور، يعلّق البعض على أنها من كتّاب مكرّسين، كبار في السنّ!
•• أنا راضٍ عنها. أنا مع فكرة النصّ الجيّد، بغض النّظر عن سنّ المؤلف. أرى أن نتائج هذا العام تحمل قدراً من المصداقية.
• وفي فرع الرّواية غير المنشورة، كانت مشاركات كثيرة من كتّاب شباب؟
•• الشّباب ممكن تأخذهم غواية المال، قيمة الجائزة وسمعتها. كثير مما يصلنا من روايات مخطوطة، روايات ضعيفة للغاية!
• هناك كتّاب شباب يقولون إن الإصرار على منح جائزة كتارا للرواية العربية لكتّاب متقدّمين في السنّ، يغلق الطّريق أمامهم؟
•• هناك مساحة من الحرية ومساحة من التّنافس. ثم هل نضع سلماً عمرياً لمن يتقدّم للجائزة؟ هذه ليست وظيفة تحكيمية. بأي حقّ نمنع كاتبا من التقدّم لجائزة! هناك معيار ثابت: جودة النصّ، والكاتب الذي يتقدّم للجائزة. القضية هي قضية تنافس حقيقي، والجيّد سينال حقّه لا محالة.