بهرته زرقة السماء وخضرة الأشجار واحمرار أشعة الشمس، للحظة نسي أنه أعمى.
***
وقف منهاراً في زاوية الحلبة، وبعد فاصلٍ من اللكمات المتنوعة هوت خطافية أسرع من البرق على صدغه الأيسر لتسيل ذكرياته على الأرض. ومنذ ذلك الحين نسي كل شيء إلا أنه جاء مشاهداً فقط ليستمتع بالمباراة من مقاعد المتفرجين.
***
بعد فترة وجوم، بدت مظاهر الفرح والسرور على وجوه عائلته لأول مرة، حاول أن يشاركهم الفرح، ثم نظر إلى نفسه فوجد لونه شاحباً، أحس بالبرودة تسري في جسده ثم أيقن أن سبب ابتهاجهم أنه أصبح مجرد جثة... ميت.
***
ولد وعاش طويلاً ومات، ولم يعلم عنه أحد.
***
في داخل كل منا طفل صغير، لكن الطفل الذي بداخلي مزعج جداً، أخذني ذات مرة إلى ذكريات طفولتي، وتركني هناك وحيداً وعاد.
***
وبعد أن ارتجل أبو فراس الحمداني خطبته في جنده لمواجهة جيش الروم، تراجع إلى الوراء قليلاً وانهار من البكاء، ثم تكور في ركن زنزانته.
***
اختبأ القمر مذعوراً بعد أن ضرب الرعد بسوطه ظهر غيمةٍ عارية، فلم يتبتل ليلتها عابد أو يتنهد عاشق، ولما خرج من مخبئه كانت الشمس قد ملأت الكون.
***
من أنت؟
ولماذا تسألين؟
أراك واقفاً في كل مكان، في حديقة الأطفال، وفي بيت جدتي العجوز، حتى في مقاعد حافلة البلدة. لكنني كلما اقتربت منك هربت.
لا أستطيع الاقتراب منك أبداً، وبعد أن ابتعد قليلاً استدار نحوها وقال، بالمناسبة (أنا الحب).
***
سأله ما معنى أن تعيش بلا وطن؟ قطب حاجبيه مستغرباً، وسرح بذاكرته بعيداً ثم قال: وما هو الوطن؟
***
صرخ القائد بصوته الأجش: للأمام سر، ثم أتبعه بأمرٍ آخر: للخلف در، وتوالت أوامره للجند: لليمين در، لليسار در. وغابت شمس ذلك اليوم الحارقة، والجنود لم يبرحوا أماكنهم.
* كاتب يمني
***
وقف منهاراً في زاوية الحلبة، وبعد فاصلٍ من اللكمات المتنوعة هوت خطافية أسرع من البرق على صدغه الأيسر لتسيل ذكرياته على الأرض. ومنذ ذلك الحين نسي كل شيء إلا أنه جاء مشاهداً فقط ليستمتع بالمباراة من مقاعد المتفرجين.
***
بعد فترة وجوم، بدت مظاهر الفرح والسرور على وجوه عائلته لأول مرة، حاول أن يشاركهم الفرح، ثم نظر إلى نفسه فوجد لونه شاحباً، أحس بالبرودة تسري في جسده ثم أيقن أن سبب ابتهاجهم أنه أصبح مجرد جثة... ميت.
***
ولد وعاش طويلاً ومات، ولم يعلم عنه أحد.
***
في داخل كل منا طفل صغير، لكن الطفل الذي بداخلي مزعج جداً، أخذني ذات مرة إلى ذكريات طفولتي، وتركني هناك وحيداً وعاد.
***
وبعد أن ارتجل أبو فراس الحمداني خطبته في جنده لمواجهة جيش الروم، تراجع إلى الوراء قليلاً وانهار من البكاء، ثم تكور في ركن زنزانته.
***
اختبأ القمر مذعوراً بعد أن ضرب الرعد بسوطه ظهر غيمةٍ عارية، فلم يتبتل ليلتها عابد أو يتنهد عاشق، ولما خرج من مخبئه كانت الشمس قد ملأت الكون.
***
من أنت؟
ولماذا تسألين؟
أراك واقفاً في كل مكان، في حديقة الأطفال، وفي بيت جدتي العجوز، حتى في مقاعد حافلة البلدة. لكنني كلما اقتربت منك هربت.
لا أستطيع الاقتراب منك أبداً، وبعد أن ابتعد قليلاً استدار نحوها وقال، بالمناسبة (أنا الحب).
***
سأله ما معنى أن تعيش بلا وطن؟ قطب حاجبيه مستغرباً، وسرح بذاكرته بعيداً ثم قال: وما هو الوطن؟
***
صرخ القائد بصوته الأجش: للأمام سر، ثم أتبعه بأمرٍ آخر: للخلف در، وتوالت أوامره للجند: لليمين در، لليسار در. وغابت شمس ذلك اليوم الحارقة، والجنود لم يبرحوا أماكنهم.
* كاتب يمني