الغذامي
الغذامي
1470975109a18
1470975109a18
-A +A
علي فايع (أبها)
تحوّلت تغريدة على موقع التواصل «تويتر» عن «الظرف الثقافي» للكاتب محمد المحمود إلى ما يشبه الجدل بين مُثقَفَيْن سعوديين، إذ بات المثقف السعودي يختصر أزماتنا الثقافية في (140) حرفاً لا تغني ولا تسمن.

شبكات التواصل الاجتماعي أو منصات المثقفين السعوديين الأكثر حضوراً -إن أردنا التوصيف الجيّد لها، أصبحت حالة نقاشية عابرة، تختزل المعنى في تغريدة ويبقى المتابع يسأل بشكل مستمر عن تعريف الثقافة، وأمثلة الإبداع، والاحتذاء والجحود. كلّ هذه الأسئلة انطلقت بين متابعين، لحظة تغريدة المحمود عن الظرف الثقافي الذي ينمو فيه المثقف، إذ كتب: «الظرف الثقافي شرط ـ المثقف لا ينمو في فراغ ـ واستشهد بقول العقاد: الفرق بيني وبين برنارد شو أنه يقف على ستة أجيال ثقافية». الأمر الذي دفع بالدكتور عبدالله الغذامي إلى الرد عليه بقوله: لو بس كملها عن الفرق بينه وبين سقراط.. وهو ما ردّ عليه المحمود بقوله: «.. حتى سقراط هو شرط لأرسطو بدرجة ما. وقيمة سقراط ـ فضلا عن كونه مسبوقا بالطبيعيين والسوفسطائيين ـ أنه يعكس وهج البدايات». الغذامي عقّب على كلام المحمود بقوله: «ليس لي أن أقول هذا، وإلاّ أسقطت كل نظريات الإبداع، وجعلت الاحتذاء شرطا» وهو ما اعترض عليه المحمود بقوله: «ليس احتذاء بل نموا»، ليرد الغذامي بقوله: «إن شئت تزيينه». المحمود قال إنّ الإبداع لا يتخلّق من فراغ، هو إنتاج متطور من إبداعات أخرى، وهو إذ يجاوزها، يشترط وجودها سلفا. فيما الغذامي في تغريدة سابقة تعود إلى 2015 قال عن الظرف الثقافي: «التركيز على مفهوم الظرف الثقافي يشرح لنا حالة اندفاع الناس دون أسئلة ودون تردد ولا يلاحظون ما هم عليه إلاّ بعد خفوت وقع الظرف».