تعد مقاهي باريس في الحي اللاتيني الذي يجمع (الكتاب، الطلاب والمفكرين، وأساتذة السوربون) ملتقى الشخصيات من كتاب التنوير ورموز الثقافة. ولكل مقهى من تلك المقاهي تقاليده وشخصياته من أدباء وفنانين ومنظرين وفلاسفة. وفي مقهى (الدوماغو) ظل يلتقي (سارتر)، و (سيمون دو بوفوار) بالأصدقاء والقراء طيلة عقود من خلال ساعة أسبوعية. أو يومية بحسب ما يتاح لهما من وقت. بل تعارف النقاد والقراء أن الكاتب الوجودي الكبير سطّر الكثير من أعماله في الركن الضيق المقابل لساحة (السان جرمان) فيما عرف عن مقهى (لاديوغي) أنه يحمل اسم الأديب الفرنسي «ارنست لاديوغي». وارتبط (بيكاسو) بمقهى (اغوتوند) ويمنح مقهى (كافيه دو فلوغ) جائزة سنوية في الأدب. ولعل عدداً من مثقفي مدينة جدة آثروا نقل شيء من مآثر مقاهي عاصمة النور إلى جدة. إذ يلتقي مثقفون في مقهى أغراهم اسمه الفرنسي وموقعه باللقاء مساء كل إثنين. ويقع على ركن من أركان مركز تجاري في شارع سلطان، ويجتمع في الهواء الطلق "الدكتور عبدالله مناع. ومحمد المشاط. ومحمد الفايدي. وعبدالله رواس. وقينان الغامدي. وعلي حسون. محمد المنقري. وسعيد فرحة الغامدي. وخالد جاد. وعبدالله رواس) ليتولى الدكتور مناع اختيار مواضيع الحوار. ويتيح لكل حاضر المشاركة على أن يوجز في القول ولا يسهب. كون المقهى لا يتحمل الصخب. وعزا الإعلامي المخرج عبدالله رواس اختيار المكان إلى أنه مكشوف وملائم للقاء الودي بعيداً عن الصالونات والمجالس الثقافية المحكمة الجدران. مشيراً إلى أن مواضيع الحوار تبدأ من مقالة صحفية. أو حدث. أو مناسبة ثقافية. يذكر أن العالم العربي اشتهر بمقاهٍ تجمع المثقفين منها (ريش) و(الفيشاوي) المصريان. و(هافانا) السوري. و(الروشة) اللبناني. و(عزاوي) العراقي.