زياد الدريس
زياد الدريس
-A +A
علي الرباعي (جدة)
نفى مندوب المملكة الدائم لدى منظمة اليونسكو الدكتور زياد الدريس أن يكون تكليفه بالعمل مندوباً دائماً للمملكة في المنظمة شرفياً. وأوضح لـ «عكاظ» «أن معظم المناصب يمكن أن نحوّلها إلى شرفية. باسترخائنا. وتكاسلنا عن القيام بالمهمات الموكلة إلينا». وقال «عدا عن ذلك ليس هناك وظيفة شرفية». مؤكداً أن العمل في منظمة اليونسكو، كما خبر ذلك، إذا كان لديك هدف للعمل على إعلاء حضور بلدك في هذه المنظمة بما يتلاءم مع مكانتها فلن تجعل من منصبك شرفياً. وعن سبب عنونة محاضرته في أدبي جدة هذا المساء بسؤال (في اليونسكو تنتهي الحروب أم تبتدئ) أجاب «العالم الذي نعيشه اليوم عالم أسئلة أكثر مما هو عالم إجابات حاسمة. ولا أحد يستطيع الجزم بإجابة. إلا أنه من السهولة بمكان طرح حزمة من أسئلة وسط هذا الغموض الذي يلف العالم من جديد». وعن إمكان تأثير مدير اليونسكو على سياسات المنظمة كشف أن هذا شرف لا يمكن لأي مدير لليونسكو أن يدّعيه. إذ إن تغيير الموقف من الآخر أو تغيير موقف الآخر منك يحتاج إلى جهود مركزة وحثيثة وقوى ضاغطة. مشيراً إلى أن العمل في اليونسكو قائم على ركيزة توسيع منظور العلاقة للآخر ونظرة الآخر لنا وكلاهما خطان متبادلان ولابد أن يتعاضدا لتقديم صورة صحيحة كما يرى. وعن تسنم مدير عربي للمنظمة وانعكاس ذلك على أدائها، قال «لا يمكن الجزم بأن رئيس منظمة ما سيقلب المنظمة رأساً على عقب. وإلا لكانت تغيرت من عربي إلى أوروبي. إلى أفريقي». وأضاف «لدى المنظمة سياسات عامة وخطوط عريضة لتسيير العمل فيها بناء على أهدافها المرسومة سلفاً». لافتاً إلى أن السر يكمن في الخطوط الدقيقة لا الخطوط العريضة. موضحاً أن المدير العام يستطيع التحرك واستثمار ما في الخطوط الدقيقة لخدمة الخطوط العريضة التي لا تقل تأثيراً عنها. واستعاد الدريس فترة إدارة السنغالي أحمد مختار أمبو لليونسكو وإعادة انتخابه لفترة ثانية بحكم ما لقيه من شعبية كبيرة جناها بحسن الأداء. وكورت فولت هايم أمين عام الأمم المتحدة الأشهر. مشيراً إلى أن رئاسات أمريكا وبريطانيا لا تسطيع الزعامات فيها تغيير السياسة المرسومة إلا أنه يمكن أن تتحرك في إطار الممكن بحسب قدرات كل رئيس أو مدير. وأضاف «لو تسنم اليونسكو مدير عربي فيفترض أن يكون له دور إيجابي في تسهيل وتيسير السياسات تخدم أهداف المنطقة العربية ولا يعيبه هذا أبداً كون منصب اليونسكو ليس شرفياً». وأكد على حرص وفد المملكة لدى منظمة اليونسكو على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة. ووضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة وفق الأهداف الشاملة والغايات الملموسة للمجتمع الدولي - كما وردت في الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، والتي تشكل منطلقات لإستراتيجيات اليونسكو وأنشطتها. في مجالات اختصاصها، وهي التربية، والعلوم، والثقافة، والاتصال والمعلومات، وتسهم في تحقيق رسالة اليونسكو في الإسهام في بناء السلام، والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة حوار بين الثقافات، من خلال التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات. يذكر أن محاضرة الدريس مساء اليوم في أدبي جدة ستتناول قصة الراحل غازي القصبي مع اليونسكو وما تعلمه من التجربة وما صرح به من دروس الفشل. إضافة إلى تناوله التنافس الحالي على منصب المدير العام لليونسكو وأبرز المرشحين العرب في المحاولة الرابعة. وسيقدم نماذج مما يجري في اليونسكو من حروب خشنة وناعمة حول القدس.