وقفنا هنا بين الرصـــافة والجسر
فلا أنا من يدري ولا صاحبي يدري
نسائل بعضينا أهذي التي بها
تغنوا وقالوا إنّها موطن السحر
وهل هذه أرض الرصافة يا ترى
وهل هو ذا نهر الدّجيل الذي يجري
وقفنا بها لا شادن في خميـــلة
بعينيه فينا زاد جمرا على جمر
ولا هو من ردّ الفؤاد لِلَهوه
وصبّ له كأسا من العشق والخمر
على إنني في حالة لا أخالها
سوى حالة السكران يُنذر بالفجر
أقلّب كفّي حائرا ويسوقني
إلى الشعر ما لا يستطاب من الشعر
وحقاًّ لبغداد الجريحة أن ترى
خطيباً يواسيها وقافية تسري
إليكِ دموعاً لا تكفكفها يدٌ
تترجم عنّي ما يفيض به صدري
يعزّ علينا أن نرى دجلة الهوى
على شاطئيها يُطمس الحق بالكفر
ويهدِم فيها الظلم من كل جانب
وحين تنادي يَفزعُ الغدر للغدر
ألا إنّ بغداد العروبة جاءها
من الأهل والأعداء قاصمة الظهر
إليها يفرّ الجاهلون بجهلهم
ويخرج منها صاحب العلم والفكر
ألست ترى أمسى الحكيم زعيمها
وأمسى ومفتيه بها مقتدى الصدر
عصائب كفر قادها الجهل والهوى
وحشدٌ تنادى لا يطيع أولي الأمر
غدت منه أرض الرافدين كطفلة
تقاد ولمّا تبلغ الحلم للعهر
وكم من فتى هز اليراع فَكُبّلت
يداه وقادوه إلى الذل والأسر
وكم من غنيّ بيته بيت حاتم
يؤمّن فيه من يُلاحَق بالفقر
عليه أتوا من قبل يأتون ماله
فما عاد في بغداد من ماجدٍ يقري
تغير وجه الرافدين فلا ترى
به غير ما يدمي الفؤاد وما يزري
ألا إنّ خيل الظالمين وحشدهم
تسير ولكن لا تسير إلى نصر
وفي موصل الإسلام آخر معقل
لأهل النهى جاءت إليها مع الفجر
كتائبهم من كلّ حدب تناسلوا
وتلك وأيم الله خاتمة الأمر
ينادون خامنْئي وينسون أحمداً
يرون به فخرا وما فيه من فخر
وما دينهم دين النبيّ وآله
ولم يقتدوا في حربهم بأبي بكر
فبشر جنود المعتدين وزحفهم
ببيض بأيدي الضاربين من النحر
قلائدها فعل الألى قد تقدموا
(بذي قار) من آبائهم من بني بكر
* شاعر سعودي
فلا أنا من يدري ولا صاحبي يدري
نسائل بعضينا أهذي التي بها
تغنوا وقالوا إنّها موطن السحر
وهل هذه أرض الرصافة يا ترى
وهل هو ذا نهر الدّجيل الذي يجري
وقفنا بها لا شادن في خميـــلة
بعينيه فينا زاد جمرا على جمر
ولا هو من ردّ الفؤاد لِلَهوه
وصبّ له كأسا من العشق والخمر
على إنني في حالة لا أخالها
سوى حالة السكران يُنذر بالفجر
أقلّب كفّي حائرا ويسوقني
إلى الشعر ما لا يستطاب من الشعر
وحقاًّ لبغداد الجريحة أن ترى
خطيباً يواسيها وقافية تسري
إليكِ دموعاً لا تكفكفها يدٌ
تترجم عنّي ما يفيض به صدري
يعزّ علينا أن نرى دجلة الهوى
على شاطئيها يُطمس الحق بالكفر
ويهدِم فيها الظلم من كل جانب
وحين تنادي يَفزعُ الغدر للغدر
ألا إنّ بغداد العروبة جاءها
من الأهل والأعداء قاصمة الظهر
إليها يفرّ الجاهلون بجهلهم
ويخرج منها صاحب العلم والفكر
ألست ترى أمسى الحكيم زعيمها
وأمسى ومفتيه بها مقتدى الصدر
عصائب كفر قادها الجهل والهوى
وحشدٌ تنادى لا يطيع أولي الأمر
غدت منه أرض الرافدين كطفلة
تقاد ولمّا تبلغ الحلم للعهر
وكم من فتى هز اليراع فَكُبّلت
يداه وقادوه إلى الذل والأسر
وكم من غنيّ بيته بيت حاتم
يؤمّن فيه من يُلاحَق بالفقر
عليه أتوا من قبل يأتون ماله
فما عاد في بغداد من ماجدٍ يقري
تغير وجه الرافدين فلا ترى
به غير ما يدمي الفؤاد وما يزري
ألا إنّ خيل الظالمين وحشدهم
تسير ولكن لا تسير إلى نصر
وفي موصل الإسلام آخر معقل
لأهل النهى جاءت إليها مع الفجر
كتائبهم من كلّ حدب تناسلوا
وتلك وأيم الله خاتمة الأمر
ينادون خامنْئي وينسون أحمداً
يرون به فخرا وما فيه من فخر
وما دينهم دين النبيّ وآله
ولم يقتدوا في حربهم بأبي بكر
فبشر جنود المعتدين وزحفهم
ببيض بأيدي الضاربين من النحر
قلائدها فعل الألى قد تقدموا
(بذي قار) من آبائهم من بني بكر
* شاعر سعودي