محمد سرور
محمد سرور
-A +A
عبدالرحمن باوزير (جدة)
توفي السوري المثير للجدل محمد سرور زين عابدين أمس عن عمر يناهز الـ80 عاماً، بعد حياة مليئة بالجدل والتأثير على الجماعات الإسلامية، فرجل الدين الحركي الذي ترك بلاده عقب «أزمة الإخوان» لجأ إلى السعودية، وشكلت فترة مكوثه في المملكة التي امتدت لسبعة أعوام انتشاراً واسعاً له.

اصطدم محمد سرور منذ وقت مبكر مع «الإخوان المسلمين» في جوانب تكتيكية رغم أنه ابن الجماعة، وأكثر من انتقادهم، واستطاع أن يؤسس بعد ذلك تيارا حركيا عريضا ينسب إليه في التسمية والمنهج «التيار السروري»، واستطاع أن يجمع بين مدرسة «الإخوان» الحركية الطامحة للوصول إلى السلطة والعباءة السلفية، ويبدو أن الحركة باتت مزيجاً معقداً في تيارات الإسلام السياسي.


خلال فترة مكوثه في المملكة باتت نبرته مزعجة خصوصاً أن الطريقة «القطبية» تشكلت عند بعض طلبته، وبدا منظماً وله أهداف حركية، حتى أنه اعترف في مراجعاته التلفزيونية بـ«السرورية»، وأنه تيار منظم وله أهداف.

ويقول عن «السرورية» بفخر مفرط إن «بداية التنظيم كانت بعد خروجه من الأخوان، وأن المنتسبين إليه كانوا من مختلف الجنسيات، مشيراً إلى أن «السرورية حقيقة، وهو تنظيم له أهداف وانتشار».

درّس محمد سرور في القصيم لخمسة أعوام، ويتهم مناع قطان بالتسبب في خروجه من السعودية، ويرى أن قطان «الإخواني» ادعى أن الأخوان لا يمارسون نشاطا في السعودية، في إشارة إلى أن خروجه من السعودية جاء لفعله عكس ادعاء قطان. ويعزو سبب تركه لـ«الإخوان المسلمين» تحفظهم في العمل التنظيمي في الداخل كما يزعم.

وتحول عدد من تلاميذه إلى رأس حربة في تياره، وبدأ تلاميذه يترجمون رؤيته في موقفهم من تحرير الكويت، ما شكل صدمة لعلماء السلفية، خصوصاً أن فكرة المصادمة بدت واضحة على ملامح تلاميذه والمتأثرين به، وحتى في أعوام محمد سرور الأخيرة لا يزال الداعية السوري يشكل إلهاماً لتلاميذه، وهذا واضح في ثنائهم عليه والاحتفاء بإنتاجه.

خرج سرور من السعودية عام 1973، وقصد الكويت، ثم لندن ليؤسس مركزاً إسلامياً ومجلة «السنة» التي انتهجت خطاً مناوئاً للسعوديين، وعاد إلى الأردن في 2004، لينتقل بعدها إلى عدة بلدان عربية، كالكويت وقطر.

ويرجع السلفيون المحافظون نشأة تنظيمات السلفية الجهادية إلى «الإخوان المسلمون» وتيار محمد سرور، كون الأخير ساهم في تنمية البعد السياسي عند السلفيين التقليديين المناوئين لها في أدبياتهم.

ويسوق محمد سرور فكرة مسيئة عن العلماء الكبار، ويتهمهم بمصطلح «الشيخ الموظف»، وهو مصطلح تستخدمه التنظيمات الأصولية المتطرفة، كـ«القاعدة» و«داعش»، ويعترف بأن للإخوان المسلمين تنظيما في السعودية.

رحل سرور المثير للجدل، ويبدو أن موته سيصاحبه جدل كما صاحب حياته، وبوفاة محمد سرور «ابن حوران» يبقى لمدرسته دعاة مؤثرون يسيرون على خطاه، ويحفظون لشيخهم المتشدد «حركيته» وتمرده!.