توفي المفكر الجزائري المختص في الأنثروبولوجيا والأديان مالك شبل، السبت الماضي، بباريس بعد مرض عضال. المفكر الجزائري الذي كان حاضرا بفكره المعادي لصعود الجهاديين في أوروبا، ظل مستفزا للمتأسلمين الجدد. ترجم مالك شبل القرآن ترجمة تختلف جذريا عن الترجمات الفرنسية السابقة، فاهتم بالمعنى بدلا من الترجمة الحرفية للنص القرآني. وحين صدرت الترجمة في شكل كتاب جيبي، واجه مالك شبل حملة شرسة من المتأسلمين، واتهم بتأويل القرآن وفق أغراض استشراقية، وكانت ترجمته للقرآن الكريم في عام 2009 لحظة حاسمة في الحياة الفكرية لمالك شبل. فقد استطاع أن يترجم القرآن بترجمة تختلف عن ترجمة أندريه شوراكي، الأمر الذي دفع بعض المسلمين في فرنسا إلى شن حملة ضده. ورغم ذلك، لقيت تلك الترجمة رواجا كبيرا، حتى لدى المسلمين من الجالية المقيمة في أوروبا، وخصوصا الجيل الجديد الذي كان يبحث عن مراجع قرآنية تقربه من دينه، عكس الترجمات المتوافرة والتي كانت في أحيان كثيرة تحيد عن المعنى. فكانت الترجمة في عامها الأوّل قد بلغت الطّبعة الثّالثة، وصدرت بشكل كتاب جيب، ما سهل على الشباب اقتناءها. كان حضوره لافتا في فرنسا وأوروبا، من خلال المحاضرات التي ألقاها في عدد من الجامعات الكبرى عن الإسلام وأضوائه. ألف «العبودية في أرض الإسلام» و«أسماء الحب 100» و«قاموس الرموز الإسلامية». ولعقدين من الزمن، حاول مالك شبل أن يشتغل على مسألتين رئيسيتين هما: تقديم تفسيرات جديدة للقرآن الكريم والخوض في موضوع «الرق في الإسلام» .