يلحظ المتابعون للحراك الثقافي في السعودية الذي تقوده بشكل رسمي الأندية الأدبية أن هناك توجهاً ما نحو الدورات التدريبية التي تُعلّم الكتابة السردية والشعرية، إذ أقيمت العديد من الدورات التدريبية في الكتابة السردية وكتابة الشّعر، وتعلّم العروض، ما دعا مثقفين إلى التساؤل «هل كتابة الأدب تصنعها دورات وبرامج تدريبية؟». من جهته، يرى الشاعر أحمد صالح الشهري أنّ الكتابة الأدبية موهبة تولد مع روح الكاتب وتصقل بالقراءة في الآداب المختلفة العالمية منها والمحلية، أي أن الصقل بالدورات التدريبية لا تصنع أديبا لكنها توجه الأديب المبتدئ، ويستبعد الشهري أن يوجد أديب من نتاج دورة أدبية، لأنّ الكاتب هنا سيكون كاتبا مصنوعا عديم الأدوات وبارد النتاج. فيما يؤكد الكاتب صالح الديواني على أهمية إقامة هذه الدورات، لأنّه يتوقع موهوبا ضل الطريق وقد تسعفه مثل هذه الدورات على كيفية استثمار موهبته، وهو ما سيختصر عليه جزءا مهما من الطريق، إذ ربما كان شاعرا أكثر منه قاصا والعكس، وقس ذلك على بقية الأجناس، ويضيف الديواني «من وجهة نظري أرى أنها ليست مسؤولة عن إنتاج مبدعين بالضرورة، لكنها بالتأكيد مرحلة مهمة قد تحدد شكل الأديب القادم وتوجهه، وهو ما يمكن استثماره كعملية فلترة للعثور على الموهبة من بين الكتبة». الكاتب والباحث أنور آل خليل يرى أن المقاهي التي نجتمع فيها كانت عبارة عن ورشة عمل ثقافية، نتبادل فيها الآراء حول نص جديد أو مشروع ثقافي وهذا التجمع يجمع الكبار والصغار من الأدباء على حد سواء، فلا الكبير يتعالى ولا الصغير يتردد من الإفادة. ويرى الشاعر زايد حاشد الكناني أن إقامة صالونات ثقافية حرة لا تتبع وزارة الثقافة والإعلام وما شابهها فائدتها أكبر، وستكون معاهد لبناء ورعاية المواهب الحقيقية. أما الشاعر عبدالمحسن يوسف فيقر بأن مثل هذه الدورات لا تصنع مبدعا موهوبا، بل ستكرس أدعياء كل مبررهم في ظهورهم في المشهد أنهم أخذوا دورة على يد أديب ما. الدكتور حسن النعمي، أحد الذين كانت لهم تجربة في تقديم هذه الدورات، يرى أن النمط التقليدي للمحاضرات جرب لسنوات طويلة، وهو نوع من الاستقبال السلبي إلا فيما ندر، أما تجربة الدورات ففيها تفاعل، وتلبية لحاجة خاصة لدى المتلقي، مضيفاً أنّه ينصح بها لما لمسه من فائدة المشاركين في الدورات والورش التي أقامها شخصياً في أكثر من ناد أدبي، واشترط النعمي أهمية التدقيق في محتوى الدورات ومن يقدمها.