استعادوا فيها إشكالات الفلسفة وشرعية التساؤلات في «أدبي الرياض» أمس الأول. (عكاظ)
استعادوا فيها إشكالات الفلسفة وشرعية التساؤلات في «أدبي الرياض» أمس الأول. (عكاظ)
-A +A
أروى المهنا (الرياض)
أجمع كتاب حلقة الرياض الفلسفية التي تُعنى بالفلسفة وعوالمها، المقامة أمس الأول بنادي الرياض الأدبي بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف 21 نوفمبر، على أن الفلسفة هي النظر إلى المألوف من زاوية أخرى تدعو للقلق والتساؤل، وأن الفلسفة عنصر مهم للمنظومة الثقافية. وطرح في البداية الكاتب شايع الوقيان ورقة بعنوان (ماهية السؤال الفلسفي)، متسائلا عن الفلسفة، ومؤكدا أنه سؤال فلسفي بحد ذاته! وقال «أجزم بأن الفلاسفة كلهم على امتداد العصور سألوا هذا السؤال وهو سؤال نابع من الدهشة»، ويملك الوقيان تعريفاً خاصاً بالفلسفة إذ يعرفها على أنها استثمار الدهشة واستجلاب السؤال منها ودفعه قدماً لأقصى حد كما أنها الوعي التام بوجود ما هو مشكل من خلال التخلي المنظم عن كل الأحكام المسبقة عند تناول المفاهيم والمعطيات والفلسفة هي النظر إلى المألوف من زاوية أخرى تجعله مشكلاً ومثيراً للقلق والحيرة والتساؤل.

ويصف المهندس حمد الراشد الأيام العالمية على أنها سياقات عامة مرتبطة مع المصالح العالمية، والأهم برأيه من الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة أن نعرف ما هي الفلسفة، إذ إنها مفهوم يتجه للعقل والتنوير وطرح الأسئلة بعيداً عن العادات الاحتفالية، ويضيف «يجب أن نفهم أن الفلسفة عنصر مهم من المنظومة الثقافية، والفلسفة تتميز في تفردها، ومفهوم الثقافة يتسع لكافة مجالات المعرفة»، لافتاً إلى أن الفلسفة تملك لغة وقضايا معرفية خاصة بها قد تكون في بعض الأحيان نخبوية بسبب اختلاف المجتمعات ودرجة تقدمها ونخبويتها، ناتجة عن حساسية وتعقيد الموضوعات التي تتناولها، إضافة إلى التراكم المعرفي.


بينما يرى عبدالله المطيري أن المشتغلين بالفلسفة في المجتمع السعودي دوماً ما يطاردهم سؤال مفاده لماذا الفلسفة؟ يقول «وكأن الفلسفة مطالبة بتبرير وجودها، شخصياً أقبل هذا السؤال، إذ كل علم مطالب بتقديم ما يبرر وجوده من خلال حضور الآخر في اشتغال الذات، أعني بذلك أن يكون للعلم بعد اجتماعي ولا يعبر عن اشتغال أناني»، مؤكداً أن الاشتغال بالأخلاق هو إحدى القيم الأساسية في قيم البحث الفلسفي، كما يحضر في جمهورية أفلاطون سؤال مفاده ما هي العدالة؟، ما هو العدل، ما هو الحق، ما هو الخير.