اعتاد السعوديون على الإلقاء الحماسيّ لشاعر الوطن خلف بن هذال في كل مناسبةٍ وطنية، ما خلق نوعاً من المعايير لدى الأذن الجماهيرية في الإنصات للشاعر، لكنّ الشاعر حيدر العبدالله لاقى انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة إلقائه لقصيدة «مخطوطة القرى والظلال» التي ألقاها في احتفال أهالي الأحساء بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- أخيراً. لم يدرك المتهكمون جماليات القصيدة، حتى أن ألقاها المذيع خالد مدخلي بطبقة صوتية اعتادت الأذن أن تسمعه عند الاستماع إلى قصيدة الفصيحة، ما دفع بعض المنتقدين إلى التراجع عن تهكمهم على القصيدة في محاولة للانتباه أن القصيدة والإلقاء صنوان في بساتين الشعر. استرجع شعراء قصائد أميرهم أحمد شوقي الذي لم يلقِ قصيدة واحدةً في محفل طيلة مسيرته الشعرية، إذ ينوب عنه صديقه الشاعر حافظ إبراهيم لجودة إلقائه، يقول الشاعر علي سعد «إن القصيدة التي لا تقرأ بالطريقة الصحيحة، تفقد بريقها، ويستقبلها غير المتخصصين في الشعر بطريقة لا تليق بأناقة الشعر، كما في قصيدة الشاعر حيدر العبدالله». حاول العبدالله أن يرد على منتقديه في بيان بثه عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، مشدداً على أن «تقاليد الزيارات الملكية للمنطقة الشرقية حضور القصيدة الفصحى كسمة أساسية في احتفالاتها، كون الساحل الشرقي مهدا للأدب والحضارة والمعرفة»، إذ لفت إلى أن الطبيعة والبديهة لإنسان ترعرع في واحات وطن عظيم «يكتسب صوتك نداوة الماء وخضرة الأرض، ليس فقط صوتك بل روحك وكل أحلامك».