هاني الغفيلي
هاني الغفيلي
-A +A
أروى المهنا (الرياض)
توالت انتقادات مثقفين سعوديين وعرب لمؤتمر الأدباء السعوديين الخامس الذي أختتم يوم أمس في العاصمة الرياض، إذ قال الناقد الدكتور حسين المناصرة لـ «عكاظ»: «إنّ هذه الممارسة غير ثقافية، وهي نظرة استعلائية من جهة، وانعزالية من جهة أخرى، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن تخدم الثقافة المحلية، خصوصا في أيامنا هذه التي تضطلع المملكة العربية السعودية فيها بدور ريادي فكريًا وسياسيًا في مواجهة أعداء الأمة العربية، الذين غدوا يتكالبون عليها من كل جانب».

وأضاف «العرب الذين بحثوا في الأدب السعودي وكتبوا عنه، نجدهم درسوا آدابا عربية أخرى، فلا أدري تحت أي سقف يمنع ستة باحثين وباحثات (من غير السعوديين) من المشاركة في مؤتمر الأدباء السعوديين، إذ كانت المشاركة العربية في المؤتمرات الأربعة السابقة فاعلة ورئيسة؟! بل إن اللجنة العلمية لم تردّ على هؤلاء الستة، بالاعتذار عن عدم مشاركتهم –وهذا ما حدث معي– إلا في يوم افتتاح المؤتمر». وزاد «بكل تأكيد هذه الممارسة التي استبعدت المثقفين العرب من المشاركة هي تصرف يحال على اللجنة العلمية التي افتخرت بذلك، عندما ألقى رئيسها كلمتها في افتتاح المؤتمر، إذ إنه حرص على أن يذكر أن عدد المشاركين 76 باحثًا –ربما أخطأ في العدد وهم 67- كلهم سعوديون، ولن يخسر المؤتمر بل سيكون رابحاً، لو أشرك المثقفين العرب الستة، وخصص لهم جلسة خاصة مثلًا، تحت عنوان: «الأدب السعودي في عيون عربية». وعبر المناصرة في حديثه لـ«عكاظ»عن تقديره لهذا المؤتمر المهم ولكل المشاركين والمشاركات فيه وسعادته الحقيقية بالمشهد الثقافي والإبداعي بالمملكة العربية السعودية الذي عايشه ثلاثين عاما.


فيما انتقد الدكتور سعيد السريحي المؤتمر على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً «المشاركون في المؤتمر الأول قبل أكثر من ٤٠ عاما انفتحوا على الآداب العربية ولم ينغلقوا على «الأدب السعودي»، ولو اتسع وعي من خططوا لمؤتمر الأدباء لأدركوا أن كون الأدباء المشاركين سعوديين لا يعني تكريس «سعودة» الأدب، وبات هاجس ما يعقد تحت مسمى «مؤتمر الأدباء» تكريس العزلة وفصل أدبنا المحلي عن أفقه العربي». من جهته قال المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي لـ«عكاظ» إنه «نظرا لكثرة الأوراق التي تقدمت للجنة العلمية في مؤتمر الأدباء السعودي، والتي وصلت إلى 90 ورقة عمل، لذا رأت اللجنة تخصيصها للأدباء السعوديين كأولوية لهم ولا يعتبر ذلك إقصاء للأدباء غير السعوديين»، مشدداً على «أن الأدباء العرب مرحب بهم في كل الفعاليات والمناسبات، وهناك العديد من الفعاليات والأنشطة للأدباء العرب مثل ملتقيات الأندية الأدبية والفعاليات التي تقام على هامش معارض الكتاب في المملكة، معرضي الرياض وجدة الدوليين للكتاب، إضافة إلى العديد من المؤتمرات والفعاليات التي ينظمها عدد من الجهات مثل سوق عكاظ والكرسي الأدبي السعودي وغيرها». وأكد الغفيلي أن «اللجنة المنظمة للمؤتمر تستقبل كافة الملاحظات بل تسعد بكافة الانتقادات الإيجابية التي تساهم في تقويم العمل وتصحيح الأخطاء إن وجدت».