تعرضت منطقة حائل لتأثيرات جيوب الصحوة شأن مناطق سعودية عدة. وتسببت في اختفاء مظاهر الفرح وتحجيم سعة الصدر التي عرف بها الحائليون، ولم تكن لها وسيلة ممانعة سوى استعادتها للزمن الجميل من خلال أحاديث الأنقياء وغير المؤدلجين.
يؤكد الباحث شتيوي الغيثي أن الصحوة في حائل نجحت شأن نجاحها في غيرها من المناطق، إذ تغير المجتمع الحائلي من مجتمع محب للفنون إلى مجتمع تنتشر فيه الأناشيد الدينية واختفى السامري الحائلي من حفلات الزواج واستبدل بمحاضرات دينية وغاب الشباب الذين كانوا يجلسون في (شارع عقدة) يغنون بالعود أو يرقصون السامري وتحولوا إلى شباب يجتمعون في المكتبات الدينية، لعل من أشهرها مكتبة جامع النور أو الاستراحات مثل استراحة (البداية) الشهيرة باجتماع الشباب الملتزم، ويرى أن الممانعة لم تكن قوية، إذ سرعان ما اختفت مظاهر الحياة الطبيعية في حائل واكتفى الرافضون للصحوة بالأحاديث عن الزمن الجميل دون فعل أي شيء لاستعادة حياتهم الطبيعية.
فيما حمّل الكاتب سعود البلوي الصحوة جانبا من مسؤولية الانخراط في مشروع الجماعات الإرهابية كون الصحوة وفرت عوامل تكريس هذا الاحتمال وتغذيه عبر الأجيال، ويرى أن التربية المنطلقة من الفكر الديني المتطرف المفضي إلى قيم تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل تسهم في كراهية الذات والآخر على السواء. وأضاف « في ظل شيوع مبادئ المنع والتحريم، وانحسار الخيارات الثقافية والإبداعية، تضيق مساحات الجمال وكلما تقدم جيل في العمر أصبح أكثر تشددا وجهلا بالنسبة لسابقه، مع ضعف في القيم المدنية. ويذهب البلوي إلى أن تبني الخطاب الصحوي مجددا سيهيئ الأرض الخصبة للإرهاب ما يزيد احتمال سقوط الشباب في التشدد وانخراطهم في الجماعات الإرهابية بطبيعة الحال، مشيرا إلى ضرورة تعزيز الخطاب المعتدل كون الشرق الأوسط مواطن الحروب والصراعات وتشكيل بؤر خارج نطاق سيطرة الدول، مع تنامي الصراعات الطائفية أو العرقية التي أصبحت بديلا عن الصراعات الدينية بين أتباع الأديان. مؤملا أن يسهم العقلاء في الحد من خطابات التطرف والكراهية كي لا يتحول الشباب الذين هم مكونات المجتمع إلى خطر داهم، ووصف ما مرت به المملكة على يد الصحويين بجبل الجليد الذي لا يتضح منه إلا قمته، بينما يكمن الجزء الأكبر والأعمق من تكوينه في عمق المحيط فلا يرى دون الغوص فيه، ويؤكد أن تراكم القيم الداعمة للفكر الديني في المحيط الفردي والأسري والاجتماعي، تسهم في إضعاف مؤسسات الدولة والمجتمع؛ ما ترتد معه القيم الحضارية والإنسانية إلى أسوأ من العصور السابقة وتعود قيمة الإنسان فيها صفرا.
يؤكد الباحث شتيوي الغيثي أن الصحوة في حائل نجحت شأن نجاحها في غيرها من المناطق، إذ تغير المجتمع الحائلي من مجتمع محب للفنون إلى مجتمع تنتشر فيه الأناشيد الدينية واختفى السامري الحائلي من حفلات الزواج واستبدل بمحاضرات دينية وغاب الشباب الذين كانوا يجلسون في (شارع عقدة) يغنون بالعود أو يرقصون السامري وتحولوا إلى شباب يجتمعون في المكتبات الدينية، لعل من أشهرها مكتبة جامع النور أو الاستراحات مثل استراحة (البداية) الشهيرة باجتماع الشباب الملتزم، ويرى أن الممانعة لم تكن قوية، إذ سرعان ما اختفت مظاهر الحياة الطبيعية في حائل واكتفى الرافضون للصحوة بالأحاديث عن الزمن الجميل دون فعل أي شيء لاستعادة حياتهم الطبيعية.
فيما حمّل الكاتب سعود البلوي الصحوة جانبا من مسؤولية الانخراط في مشروع الجماعات الإرهابية كون الصحوة وفرت عوامل تكريس هذا الاحتمال وتغذيه عبر الأجيال، ويرى أن التربية المنطلقة من الفكر الديني المتطرف المفضي إلى قيم تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل تسهم في كراهية الذات والآخر على السواء. وأضاف « في ظل شيوع مبادئ المنع والتحريم، وانحسار الخيارات الثقافية والإبداعية، تضيق مساحات الجمال وكلما تقدم جيل في العمر أصبح أكثر تشددا وجهلا بالنسبة لسابقه، مع ضعف في القيم المدنية. ويذهب البلوي إلى أن تبني الخطاب الصحوي مجددا سيهيئ الأرض الخصبة للإرهاب ما يزيد احتمال سقوط الشباب في التشدد وانخراطهم في الجماعات الإرهابية بطبيعة الحال، مشيرا إلى ضرورة تعزيز الخطاب المعتدل كون الشرق الأوسط مواطن الحروب والصراعات وتشكيل بؤر خارج نطاق سيطرة الدول، مع تنامي الصراعات الطائفية أو العرقية التي أصبحت بديلا عن الصراعات الدينية بين أتباع الأديان. مؤملا أن يسهم العقلاء في الحد من خطابات التطرف والكراهية كي لا يتحول الشباب الذين هم مكونات المجتمع إلى خطر داهم، ووصف ما مرت به المملكة على يد الصحويين بجبل الجليد الذي لا يتضح منه إلا قمته، بينما يكمن الجزء الأكبر والأعمق من تكوينه في عمق المحيط فلا يرى دون الغوص فيه، ويؤكد أن تراكم القيم الداعمة للفكر الديني في المحيط الفردي والأسري والاجتماعي، تسهم في إضعاف مؤسسات الدولة والمجتمع؛ ما ترتد معه القيم الحضارية والإنسانية إلى أسوأ من العصور السابقة وتعود قيمة الإنسان فيها صفرا.