يعمد عدد من الأدباء إلى الكتابة في مقدمات أعمالهم الأدبية تنويهاً بأن الشخصيات الواردة في العمل ليست لها علاقة بالواقع وأنها شخصيات خياليّة، فلماذا يلجأ الأدباء إلى هذا التنويه؟! الروائي أحمد الدويحي يقول «أنا فعلت هذا في روايتي الأخيرة (منابت العشق) وكتبت هذه الإشارة في نهاية الرواية وليس في بدايتها لكي لا أفسد النص مع أنني لم أكتب تلك الإشارة في سبع روايات من قبل ومجموعتين قصصيتين، إنما فعلت ذلك لعدم الالتباس بين شخوص الرواية ونماذج لها في الواقع» ويضيف الدويحي «سؤالك هذا أعادني إلى البدايات وفي مجموعتي الأولى (البديل) وكانت شخوصها من القرية ورغم أني لم أذكر الأسماء الحقيقية لأبطال النص إلا أن أحدهم قرر رفع قضية عليّ لأنّ النص تناول سيرة والده ـ كما يقول ـ وأصدقك أنني فعلت الإشارة تلك في الرواية الأخيرة متردداً؛ لأنني في الواقع لا أؤمن بها، وعلى الكاتب والفنان مواجهة الواقع مهما كان، فالكتابة الفنية في جوهرها الإبداعي مغامرة لا بد أن تكتمل دائرتها، والعالم السردي متنوع التأويل ولا بد أن يكون كذلك وإلا فقد قيمته، والكاتب يمتح من هذا الواقع عالماً موازٍياً له، وهنا الخطورة التي قد تحدث في تفسير النص وقراءته» ويبرر الدويحي إشارته بأنها لم تكن من أجل الشخصيات الواردة في النص بل أيضاً من أجل الأفعال والخطابات التي يحملها.
الشاعر زايد حاشد الكناني يؤمن بانّ المبدع يتوق بالطبع لأن يتجلّى بإنسانيته، أو يصورها من خلال الآخرين، لأنّ التجلي بالذات أسمى درجة، لكنه في تصوري يخشى العيب الاجتماعي والخوف من ردة فعل المؤسسة الدينية التي تقف وراء هذه العبارة، فالمبدع وقارئه هما ابنا ثقافة محافظة وكل تجاوز للسائد يكون مخيفا ومربكا اجتماعيا ودينيا. ويضيف الكناني «تأتي بعد ذلك مخاوف الملاحقة القانونية من مغبة الاعتراف بأن الأحداث وشخصياتها واقعية، لكنها في نظري أقل وطأة من المؤثرين الرئيسيين الاجتماعي والديني».
فيما يرى الكاتب والإعلامي «صالح القرني» أنّ العمل الروائي أو القصصي يروي في ظاهره حكاية وهذه الحكاية مرتبطة بالمكان والشخوص الصانعة للأحداث فيه، فإن إشكالية الالتباس هذه قد تقع وخصوصا إذا كان يتناول أحداثا قريبة ومعاشة، أو يستدعي أحداثا محددة بعينها، وحين يلجأ الكاتب إلى هذا التنويه في المقدمة فإنه يحاول أن يصرف تفكير القارئ بتأكيده أن الوقائع والأسماء حتى وإن بدأت متطابقة مع ما قد يكون مستقرا في ذهنه من معلومات لأحداث عاشها أو تعايش مع بعضها، فإن كل ما يمكن أن يرد هنا هو مجرد تصادف من صنع الخيال المحض. ويضيف القرني أنّ الكاتب هو أبو النص ومقارب الأحداث فيه وباعثها من سكونها، فإن نفي أي تعالق لها مع شواهد قد تصادف ما يشابه لها في المسرح الحي ليس أكثر من حيلة للتنصل من أي تبرير يفرضه التطابق في الأسماء والأحداث. ويختم القرني رأيه بقوله: «تظل حرفية الكاتب وموهبته في التحاور الإبداعي الخلاق مع أحداثه وشخوصه وبراعته في خلق عالم لا يكذب، لكنه لا يقول الحقيقة الفجّة، التي هي ركيزة العمل».
الشاعر زايد حاشد الكناني يؤمن بانّ المبدع يتوق بالطبع لأن يتجلّى بإنسانيته، أو يصورها من خلال الآخرين، لأنّ التجلي بالذات أسمى درجة، لكنه في تصوري يخشى العيب الاجتماعي والخوف من ردة فعل المؤسسة الدينية التي تقف وراء هذه العبارة، فالمبدع وقارئه هما ابنا ثقافة محافظة وكل تجاوز للسائد يكون مخيفا ومربكا اجتماعيا ودينيا. ويضيف الكناني «تأتي بعد ذلك مخاوف الملاحقة القانونية من مغبة الاعتراف بأن الأحداث وشخصياتها واقعية، لكنها في نظري أقل وطأة من المؤثرين الرئيسيين الاجتماعي والديني».
فيما يرى الكاتب والإعلامي «صالح القرني» أنّ العمل الروائي أو القصصي يروي في ظاهره حكاية وهذه الحكاية مرتبطة بالمكان والشخوص الصانعة للأحداث فيه، فإن إشكالية الالتباس هذه قد تقع وخصوصا إذا كان يتناول أحداثا قريبة ومعاشة، أو يستدعي أحداثا محددة بعينها، وحين يلجأ الكاتب إلى هذا التنويه في المقدمة فإنه يحاول أن يصرف تفكير القارئ بتأكيده أن الوقائع والأسماء حتى وإن بدأت متطابقة مع ما قد يكون مستقرا في ذهنه من معلومات لأحداث عاشها أو تعايش مع بعضها، فإن كل ما يمكن أن يرد هنا هو مجرد تصادف من صنع الخيال المحض. ويضيف القرني أنّ الكاتب هو أبو النص ومقارب الأحداث فيه وباعثها من سكونها، فإن نفي أي تعالق لها مع شواهد قد تصادف ما يشابه لها في المسرح الحي ليس أكثر من حيلة للتنصل من أي تبرير يفرضه التطابق في الأسماء والأحداث. ويختم القرني رأيه بقوله: «تظل حرفية الكاتب وموهبته في التحاور الإبداعي الخلاق مع أحداثه وشخوصه وبراعته في خلق عالم لا يكذب، لكنه لا يقول الحقيقة الفجّة، التي هي ركيزة العمل».