-A +A
حوار: عبدالله عبيان
عندما تقرأ قصيدة خلف المشعان أو «الداهية»، كما يخاطبه جمهوره، تشعر بأنك أمام فضاء شعري مختلف، استطاع شاعره أن ينسج ملامحه من صهيل الخيل وحماسة الفرسان القدامى، إذ اتكأ المشعان على معاناته الخاصة واستطاع أن يحرك الساكن، فنجد قصيدته تتحول إلى عاصفة عندما يتغنى في حب الوطن، ويحيل الهجير إلى نسمة رقيقة عندما يكتب قصائده العاطفية.

المشعان المشغول في رحلة البحث عن الاستقرار، قال في حواره مع «عكاظ» إن من لا يهتم بهموم وطنه لا يستحق الاهتمام، وأشار إلى أنه يعتبر سليمان المانع مدرسته التي تعلم منها فنون الشعر، لافتا إلى أنه الذي أطلق عليه لقب «الداهية» وهذا مصدر اعتزازه.


وحاول المشعان التهرب من الحديث عن الوسط الرياضي بعد مجاهرته بحب النصر، وقال إن التجريح والتعرض لشخص الإنسان، في الوسط الرياضي، أسهل من شربة الماء، ولم يخف حبه للنصر وانحيازه لنادي الباطن الذي صعد أخيرا لدوري المحترفين، وقال «لا أرى نفسي مشجعا حقيقيا بقدر ما أنا محب للمتعة الكروية في حدود التسعين دقيقة فقط».

• كيف تنظر لساحة الشعر والشعراء في ظل الثورة التقنية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي؟

•• مع كل تقنية وبرنامج جديد من برامج التواصل تنشأ (مساحة) للشعر والشعراء، حتى إننا بدأنا نشك أو على الأرجح نشعر أنه لم يعد هناك للشعر (ساحة)، وأصبح الشعراء أشبه بهواة «السياحة» بين مواقع التواصل.

• كيف يتعامل خلف المشعان مع هذا الفضاء الإلكتروني الجديد؟

•• أتعامل بحذر شديد وحرص تام، كي لا أكون مشتتا بين مواقع التواصل، لذلك ليس لدي أي حساب في مواقع التواصل باستثناء «تويتر»، إذ أطرح من خلاله جديدي، وتم توثيقه وأرشفته في موقعي الشخصي «منتديات صدر الشمالي».

• أغلب الشعراء يفضلون «تويتر»، ما هو السبب من وجهة نظرك؟

•• لأن «تويتر» أسهل برامج التواصل ومساحة الكتابه فيه لاتحتاج وقتا ولا جهدا، وأرى أن «تويتر» أثر سلبيا على شعراء المطولات، بينما وجد فيه شعراء الفكر أنفسهم ووافق هواهم كثيرا.

• ماذا يعني لك لقب «الداهية»؟ ومن أطلقه عليك؟

•• لست بمن يهتم للألقاب أو يسعى لحصدها، لكنني أعتز بهذا اللقب فقط لأن من أطلقه علي هو أستاذي وأخي وحبيبي الرمز سليمان المانع في أول أمسية شعرية لي بجواره وكانت مداعبة لطيفة منه لتهدئة ربكتي وخوفي من مشاكسته في إحدى روائعه «دها حوا» لأتجرأ بعدها وأجاريه بقصيدة عن دهاء أخرى وما أن انتهيت منها حتى صفق قائلا أنت الداهية يا صديقي ثم أشاد بموهبتي، ولأنه سليمان المانع بقيت أعتز بهذا اللقب.

• كيف كانت تجربتك مع الصحافة الورقية «مجلات وصحف»؟ وهل شعرت بالظلم والتجاهل الإعلامي في بداياتك؟

•• جرت العادة أن يتظلم الشعراء، ويتهجمون على المطبوعات الشعبية ويتهمونها

بالشللية وإبراز أسماء وتهميش أخرى، لكنني سأقول الحقيقة، إذ لم أكن حريصا على نشر قصائدي في المطبوعات، وهناك الكثير من المعدين الذين حرصوا على إنصاف قصائدي ونشرها حينما لم يجدوا مني اهتماما في الظهور الإعلامي، وأذكر أنني واجهت العديد من الأسئلة في بداياتي عن أحقيتي بالإنصاف في إحدى المطبوعات أسوة بـ«سعد علوش»، و«حامد زيد»، فقلت إنني أنا المقصر وليس للإعلام ولا لمن برز فيه من النجوم ذنب.

• الكثير من الشعراء وأنت أحدهم، أعلنوا ميولهم الكروي بشكل واضح وبعضهم يتحفظ خوفا من التفريط في جماهيره الذين يخالفونه الميول، كيف تنظر لمجاهرتك بحبك للنصر وما سر ارتباطك به؟

•• أرجوك أن تعفيني من الحديث في الرياضة.

• أسمح لي لن أعفيك، وأسمح لي أيضا أن أسألك لماذا سجلت هذا الموقف ضد الوسط الرياضي؟

•• المتابع لي في «تويتر» يجد أنني لم أعد أغرد عن الرياضة لأني وجدت أن التعرض لشخصك أسهل من شربة الماء في الوسط الرياضي، كما أنني وجدت الكثير من الشعراء ركبوا موجة التشجيع الرياضي، وخشيت أن يكون ما شعرت به تجاه الشعراء الرياضيين سيشعر به متابعوني، فالتزمت الحياد بعد تغريدة قلت فيها:

من شفت أحبابي الشعار

زلو عن الشعر للكوره

الجمت حرفي بدون اشعار

عن لاتجي منه مكسوره

حتى صعد نادي الباطن لدوري جميل ولم أجد لصمتي عذرا، أمام أهلي في حفر الباطن التي عشت فيها سنين طفولتي، ولا مهربا من أصدقائي من الإدارة واللاعبين إلا أن أهنئ دوري جميل بقدوم أبناء الباطن عبر أبيات شعرية تستحقهم ويستحقونها.

• لعب النصر ضد نادي الباطن، هل انحاز خلف المشعان للعالمي أم إلى أبناء حفر الباطن «مسقط رأسه»؟

•• صدقني لن يكون عدم تشجيع النصر، دعما للباطن، ولن يكون دعم الباطن دليلا على عدم إخلاصي للنصر، وهذه ليست فلسفة أو دبلوماسية، إنما هي الحقيقة التي تؤكد أنني لا أرى نفسي مشجعا حقيقيا بقدر ما أنا محب للمتعة الكروية في حدود الـ90 دقيقة فقط.

• يحضر خلف مشعان بشعره في كثير من المناسبات، إذ نجدك تتغنى بأمجاد المرابطين على الحد الجنوبي تارة، وتناشد مواطنا لعتق رقبة قاتل ابنه تارة أخرى، فضلا عن الأمسيات والحفلات الخاصة.. كيف تنظر إلى كل هذه المشاركات ؟

•• الشاعر الذي لايحمل هموم وطنه وقضايا مجتمعه لايستحق أن تضيع معه وقتك الثمين يا أبا جود.

• بعد إحدى قصائدك الوطنية، دشن الجمهور هاشتاقا بعنوان «#خلف_المشعان_ابن_الوطن» شارك فيه الملايين من داخل المملكة وخارجها.. كيف كان شعورك وأنت تتابع ما يكتبه المحبون لك في هذا الوسم؟

•• قبل أن يدشن جمهوري هذا الهاشتاق وأحدثك عن مشاعري اسمح لي أن أشكر الله أن جاءتني الفرصة لتقديم الشكر الجزيل للإنسان النبيل والإعلامي النزيه والشاعر عبدالله عبيان الذي كتب في صفحة تفاصيل مقالة بعنوان: «النواب والمشعان ورحلة البحث عن الاستقرار»، تطرق فيها لمعاناتي التي بات فيها أبسط حقوقي حلما أدعو الله أن يتحقق قبل أن يرث أبنائي المعاناة ذاتها.. تلك المقالة يا عبدالله فعلت بعيني ما فعلته مشاعر الجمهور في هاشتاق «خلف المشعان ابن الوطن».

• هل ترى أن المسابقات الشعرية خدمت الشعر؟

•• قد تكون خدمت بعض الشعراء، أما الشعر فلا أعتقد.

• ماذا تعني لك الأسماء التالية:

•• سليمان المانع: مدرستي، موسى خلف المشعان: أملي، محمد بن فطيس: صديق ذائقتي، ناصر الفراعنة: عدوي الودود، حمد السعيد: شاعر احترمه.