طامي السميري
طامي السميري
حجي جابر
حجي جابر
طاهر الزهراني
طاهر الزهراني
-A +A
علي فايع (أبها)
العلاقة بين الروائي وأبطال رواياته تختلف بشكل كبير من كاتب إلى كاتب، إلاّ أنها لا تخلو عادة من علاقة ما، تفرضها أحداث العمل المكتوب، هكذا يرى روائيون ونقاد متابعون ومهمومون بمتابعة هذا الارتباط.

الروائي حجي جابر يقول: لا أستطيع على وجه الدقة أن أصف علاقتي بشخصيات رواياتي، ثمة ما هو ملتبس ونصف غامض وموارب يربطني بها. ربما يعود ذلك بالأساس لعجزي عن الإحاطة بها ومعرفتها على سبيل اليقين. فأنا حين أبدأ في كتابة النصّ، تبدأ الشخصيات في التداعي، لكنه تداعٍ مخاتل. هي تأتي على مهل، تُعلن عن حضورها شيئا فشيئا، تكشف من الملامح ما تريده هي لا ما أريده أنا، تنمو مع النصّ، لكنها قد تسبقه لتكبره بعشرات الأعوام، أو تتخلّف عنه لتظلّ طفلة إلى الأبد.


ويضيف جابر: «شخصياتي الروائية هي كائنات مكتملة في مكان ما، وكل ما أقوم به هو مجرد استدعائها. لكنّ شرط تحقق هذا الاستدعاء هو تعذر الاكتمال على الورق. ثمة مساحة متبقية لا تكتمل إلا في ذهن القارئ»، فسمراويت الفتاة لدى قارئها هي أكثر اكتمالا مما كتبته أنا. هي لدى المتلقّي أقرب إلى ذلك الاكتمال الذي كانت عليه قبل استدعائها. وهو اكتمال بأوجه عدة، فلكل قارئ زاوية اكتماله الخاصة به، وهو ما يغني الشخصيات ويُثري حضورها ولا شك. الأمر نفسه ينسحب على عمر وسعيد وأحمد في رواية «سمراويت»، وسلمى وأمّ أواب وأمير وكارلا في «مرسى فاطمة»، والفتاة والطبيب والسيد الرئيس في لعبة المغزل.

فيما يرى الروائي طاهر الزهراني أنّ الشخصية الرئيسية، أو البطل، هو في الغالب أنا وشخص آخر، أحاول أن أعرفه أكثر، وأفتقده جدا عندما أنتهي من كتابة عمل ما.

ويضيف الزهراني: بالنسبة للأنثى فهي غياب دائم، حتى وإن حضرت، فهي تحضر من أجل الغياب أما الشخصيات الأخرى، في أعمالي الروائية، فهي بين شخصيات مختلقة، وبين شخصيات هي انعكاس لشخصيات في الواقع، وليس بالضرورة أن يكون هناك تقاطعات غزيرة بينها، فربما يكون في المظهر الخارجي، وربما في الاهتمامات، وربما في صفة ما. الكاتب والمحرر الثقافي طامي السميري يرى أنّ أغلب الروائيين السعوديين يأخذون أبطالهم كنماذج جاهزة من محيطهم القريب، لذا من السهل على أصدقائهم ومعارفهم عندما يقرؤون تلك الروايات التعرف على أولئك الأبطال.ويضيف السميري «لو سألنا أيّ روائي عن علاقته بأبطال روايته لكانت إجابته الإجابة الحالمة التي يتباهى فيها بتلك الحميمية الفائقة مع شخصياته الروائية، بل البعض ادعى أن شخصياته كانت تزوره في المنام، ولكن المحك الحقيقي لإثبات جدية هذه الإجابة هي الرواية التي يقرؤها القارئ ويستشعر فيها عظمة الشخصيات الروائية. ويستشهد السميري بـبلزاك الذي طلب أن يحضر الطبيب ليعالجه وهذا الطبيب ليس من الواقع بل هو أحد أبطال رواياته. ما فعله بلزاك أمر منطقي لأن شخصياته عمقت وجودها في ذاكرته وذاكرة المتلقي. وكلما كانت الرواية تحمل نضجا فنيا عميقا كلما كان أبطال الرواية حاضرين بتفاصيلهم في ذاكرة الروائي وأيضا ذاكرة المتلقي.

ويذكر السميري أنّ هناك شخصيات تطارد بعض الروائيين فلا يستطيعون التخلص منها، إذ تحضر في أغلب الأعمال الروائية وهذا ما نلاحظه عند عبده خال ومحمد حسن علوان وليلى الجهني وأمل الفاران.

إضافة إلى أنّ الروائي السعودي يقصر اهتمامه على الشخصيات الرئيسية أما الشخصيات الهامشية فيتعاطى معها باهتمام أقل وربما الروائية الوحيدة التي تبدع في كتابة الشخصية الهامشية هي أميمة الخميس، كما أن روائي كعواض شاهر نجده يفرض صرامة على شخصياته فهي تتحرك في النص بحسب الدور المقنن والمسموح لها، لكن صرامة الروائي لا تتشابه مع جدية يوسف المحيميد الذي يتعامل مع شخصياته بروح القانوني.