-A +A
عبدالكريم الذيابي (الطائف)
فتحت أمسية الشاعر حيدر العبدالله باب النقد على أدبي الطائف بعدما ازدحم الحضور بين ردهاته، والتي تأتي على شكل سرداب ممتد، وبعرض لا يتجاوز خمسة أمتار، ولا توجد نوافذ للتهوية سوى إحدى المراوح الأمامية حين تم تشغيلها لترطيب الأجواء.

ووصف عدد من الحضور لـ«عكاظ» مبنى النادي بـ«المثير للشفقة»، خصوصا أنه (أي النادي) الجهة التي يعوّل عليها مثقفون وأدباء، لاسيما أن رؤية ٢٠٣٠ تحث على ضرورة تطوير أداء هذه الجهات واحتواء الشباب وفتح نوافذ الثقافة والأدب. وأكدوا استغراب وجود مقر النادي وسط حي سكني، إذ ضاق ذرعا من شدة الازدحام الذي شهدته أمسية الشاعر حيدر العبدالله، في ظل ما شهدته القاعة من ازدحام بمن فيهم صغار السن الذين أعمارهم بين 10 أعوام و15 عاما وصولا إلى الشباب والمثقفين والأدباء الذين اضطر عدد منهم لمشاهدة الأمسية عبر شاشات العرض في بيت الشعر حين تم توفير شاشات عرض هناك.


ورصدت «عكاظ» كل التفاصيل بما فيها صغار السن الذين حضروا بالدراجات الهوائية، متسمرين أمام الشاشات لمشاهدة الشاعر الذي لم يقاوم دهشته ليقوم بتصويرهم عبر تطبيق السناب معتبرا إياها من البركات الجميلة لقصيدة مخطوطة القرى والظلال.

«عكاظ» بدورها تواصلت مع رئيس النادي عطا الله الجعيد الذي أكد أنه يتفهّم هذا التذمّر من ضيق المكان، ملقياً اللوم على عدم توفر الأرض التي قطع أمين الطائف المهندس محمد المخرج وعدا في دورة المجلس السابقة بتسليمهم إياها مساهمةً من الأمانة، ولم يتحقق ذلك على حد تعبيره. ومع دورة المجلس الحالية جددت الأمانة وعدها بتسليم أرض للنادي قبل ثلاث سنوات و«للأسف تبخّرت كل هذه الوعود»، وعن مبلغ الـ10 ملايين لفت الجعيد إلى أنها «موجودة عداً ونقدا في حسابات النادي وما يعيقنا هي الأرض»، ووعد الجعيد في حال لم يعالج ملف أرض نادي الطائف الأدبي عبر الأمين الجديد بعد إحالة السابق للتقاعد بأنهم سيضطرون بكل أسف لهدم المبنى الحالي وإعادة بنائه رغم مساحته الصغيرة ووجوده داخل حي سكني. وقد تم الاتفاق لهذا الحل في اجتماع أعضاء الجمعية العمومية الأخير. من جهتها، علمت «عكاظ» أنه لضيق مساحة النادي ستتم إقامة حفلة تكريم الفائزين بجائزة شاعر البيد محمد الثبيتي للإبداع في دورتها الثالثة على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالطائف ليستوعب كافة المدعوين وأعضاء اللجان المحكّمة والحضور. ويأتي هذا الهروب من إقامة الحفلة في النادي لضيق المكان ولعدم المقدرة على تحمّل تكاليف استضافة المناسبة في أحد الفنادق كما في الدورة السابقة، وستقام الحفلة بعد شهر تقريبا. وقد كشف في سياق متصل تعطّش المجتمع الطائفي للشعر الفصيح لما حققته أمسية الشاعر حيدر العبدالله من حضور كثيف، أنصتوا لكل تفاصيل القصائد، ولعزف القانون الذي كان لأول مرة يدشنه النادي، ولامس ذائقة الكثيرين.