عدد من أصدقاء الراحل مساعد الرشيدي في بيته لتقديم واجب العزاء أمس في العاصمة الرياض. (تصوير: ماجد الدوسري)
عدد من أصدقاء الراحل مساعد الرشيدي في بيته لتقديم واجب العزاء أمس في العاصمة الرياض. (تصوير: ماجد الدوسري)
-A +A
محمد سعود (الرياض)
امتلأ مجلس عائلة الشاعر السعودي مساعد الرشيدي في حي الصحافة شمالي الرياض أمس (الجمعة) بالمعزين في وفاته، الذين تكبد عدد منهم عناء السفر من خارج الرياض حباً في الراحل، الذي توفي أمس الأول (الخميس)، ودفن في مقبرة النسيم.

وحضر في مقر العزاء أمس زملاء الرشيدي الذين طغى الحزن على محياهم، وتقبلوا العزاء في رفيق دربهم، وهم نايف صقر ومسفر الدوسري وتركي المريخي وعبدالمحسن المسعودي وآخرون، والفنان فايز المالكي، ومسؤولون، وعدد كبير من زملائه وزملاء ابنه، مشددين على أن رحيل مساعد خسارة كبيرة على الشعر والوطن، لما له من حضور قوي في الساحة الشعبية، وحب الوطن.


وقال ابن الراحل فيصل لـ«عكاظ»: «رحم الله والدي، وهذا يومه المكتوب له، لله ما أخذ وله ما أعطى، ومحبة الناس الكبيرة لوالدي خففت من الحزن الذي أصابنا على فراقه».

وشكر فيصل كل من أطلق مبادرات وفاء لوالده كفهد عافت وغازي العكشان، مضيفاً أن عافت والعكشان أخوان لوالده ولم يقصرا معه من خلال مبادرتهما، مطالباً الجميع بالدعاء للراحل.

وعن حياة والده، أوضح أن الفقيد كان يوازن بين عمله وبين منزله وموهبته الشعرية، ولم يقصر يوماً على عائلته وعمله.

وتحدث رفيق درب الراحل مساعد الرشيدي الشاعر غازي العكشان عن العلاقة الوطيدة التي جمعته بالفقيد طوال 36 عاماً، مسترجعاً شريط الذكريات، لكن الحزن يغلب على حديثه.

وقال العكشان لـ«عكاظ» أمس: «امتدت قصة علاقتنا الأخوية لأكثر من 36 عاماً، وكانت مليئة بالقصص والمواقف، ومن الصعب أن أتحدث عن تجربة مساعد الرشيدي، والشعراء الذين نافسوه هم الذين يقيمون تجربته، واتفقوا جميعاً على زعامة مساعد للشعر، وأنه الأول وهم بعده، وأنه الرقم الصعب في الشعر الشعبي، وله طريقته الخاصة السهلة السلسة في كتابة القصيدة والممتنعة على غيره».

وأضاف أن مساعد شاعر عظيم رغم بساطة مفردته القريبة من الطفل والشاب والمسن، وجميع الناس تفهمه وتحبه وتصفق لشعره، كونه يكتب قصيدته لكل فئات المجتمع، ما جعله مميزاً شعراً وحضوراً.

وعن طقوس مساعد في كتابة القصيدة، قال العكشان: «حينما يريد الراحل يكتب قصيدته تجد حوله 1500 ورقة متناثرة حوله، ولا تعرف كيف يجمعها، وأحياناً تجد ورقة ملقاة مكتوبة بها كلمة واحدة، ولا تعرف معنى هذه الكلمة، لكنها موظفة في القصيدة بشكل غير طبيعي، ومساعد ترك نصاً هادئاً جداً».

وذكر أن المبادرة أطلقها بعد زميله فهد عافت في زاويته في صحيفة «الرياضية»، مضيفاً: «فهد سبقني بها، وأنا لا أريدها نفاقاً أو رياءً أو سمعةً، وعلى يقين أن ليس هناك من يريد شيئا، وإذا كان هناك أحد يطلب مساعد سيسامحه»، مشيراً إلى أن كل الناس فقدت قامة شعرية كمساعد، كونه محبوبا من الجميع، ولكن المشكلة أن تكريم الإنسان لا تتم إلا عندما يموت.

وكانت جموع غفيرة يتقدمها وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله أدت أمس الأول (الخميس) صلاة الميت على الرشيدي في جامع الراجحي بالرياض الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 55 عاماً، بعد معاناة مع المرض.

وعرف الشاعر الرشيدي بجماهيريته الكبيرة طوال مسيرته الشعرية، التي امتدت لنحو 30 عاماً، وجمع من خلالها الناس حوله، سواء محبي الشعر أو الذين لا علاقة لهم بالشعر.