سعد الصويان
سعد الصويان
سليمان الذييب
سليمان الذييب
-A +A
«عكاظ» (الرياض)
استشهد أستاذ الآثار في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب باكتشاف فريق علمي بريطاني أخيراً، بالتعاون مع علماء سعوديين، بحيرةً في الربع الخالي، وهو ما يدلّ على أن شبه الجزيرة العربية كانت مختلفةً عن الحاضر، مؤكداً أن سكّان وقبائل شبه الجزيرة العربية هم أصحاب تاريخ طويل، حقّقوا خلاله إنجازات كثيرة، وأن شبه الجزيرة العربية لم تكن قديماً مثلما هي عليه الآن.

وأضاف الدكتور الذييب في الأمسية الثقافية التي نظّمها معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية للتدريب التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مساء الأحد 17 ربيع الآخر 1438هـ/‏‏ 15 يناير 2017 بعنوان (الأنشطة الإنسانية في الجزيرة العربية عبر التاريخ والثقافة السعودية المحلية): «بدأت الدراسات المسحية في المملكة قبل 35 عاماً، وكشفت عن وجود بشري كثيف في شبه الجزيرة، لكن تغيّر المناخ ونقص المياه دفعا السكان إلى الهجرة، وكانت الهجرة الأولى إلى العراق، وكوّنوا هناك أولى الممالك، بينما كانت الهجرة الثانية إلى الآشوريين والنبطيين، وهاجر الآكاديون إلى شرق الجزيرة ووسطها، قبل أن يُعيد ظهور الإسلام مكانة وثقل شبه الجزيرة العربية».


ومن جهته، أكّد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور سعد الصويان خلال الأمسية التي شهدت حضوراً كبيراً من الجاليات الأجنبية المقيمة بالمملكة أن شبه الجزيرة العربية كانت تمثّل تقاطع الطرق بين الحضارات القديمة كمصر وبلاد الرافدين، وأنها كانت قبل مليوني سنة خضراء يانعة وماطرة ومملوءة بالغابات ومأهولة بالسكان. وأشار الصويان إلى أن الفنّ حاضر بعمق في المشهد التاريخي والثقافي للمملكة، وأن شبه الجزيرة كانت مملوءة بالفنون والموسيقى، وأن الحياة العربية كانت قديماً تزخر بالغناء والموسيقى.

ودعا الصويان إلى ضرورة الاهتمام بتوثيق تاريخ وحضارة المملكة والجزيرة العربية، مشدّداً على أن المملكة بحاجة ماسة إلى دعم هذا التوجّه من خلال تضمينه في المناهج التعليمية، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجهات المسؤولة بأداء دور كبير في رفع مستوى ثقافة المواطن والاهتمام بتوثيق تراث وآثار المملكة. وأضاف الصويان: «شبه الجزيرة هي الموطن الأصلي للساميين، وهم أساس اللغة العربية، وثقافة الصحراء مفتاح مهم لفهم الثقافة العبرية القديمة والوسط الثقافي الذي ظهر فيه العهد القديم، والكتابة بالعربية بدأت بعد ظهور الإسلام، وربما تكون بدأت من اليمن. واللغة العربية عامةً تتغيّر بفعل الزمان والمكان لتصبح لهجات ولغات يومية مختلفة عن اللغة الأم، وتظلّ الثقافة الشفهية تتغيّر بمرور الزمن، لكن اللغة المكتوبة هي الأساس وثابتة؛ فالشعر الجاهلي أقرب إلى البدو في شبه الجزيرة من مصر أو سورية مثلاً لاختلاف الصور والمصطلحات والطبيعة».