في مسيرة أي منا، هناك قوائم تتجاوز المئات وربما تناهز الآلاف من الكتب التي تتماس عميقا مع وجداننا وذائقتنا الثرائية، هذه الكتب هي الكتب التي نذهب إليها لكي نستزيد وعيا ونحتشد متعة ونحتدم شغفا، وإلا فهناك كتب أساسية أخرى لا بد أن نتماس معها، إما بسبب احتياجاتنا الدينية أو العلمية أو العملية، تلك الكتب ليست في هذه القائمة، فهي تختلف من إنسان إلى آخر بسبب ظروفه واحتياجاته.كما أن هذه القائمة أغفلت الكتب المتخصصة أو الكتب المختلف عليها أو الكتب المحرمة فكريا أو رقابيا، وحاولت قدر الإمكان أن تكون من الكتب العربية دون أن تغفل المحلية وتتواصل مع الآفاق الأجنبية، بشرط أن يكون الكتاب مترجما ترجمة جيدة إلى العربية.
هذه القائمة حاولت بقدر ما تستطيع أن تجعل الذائقة الذاتية على الحصيلة العامة، دون أن تنفي أن الذاتي يحضر بشكل أو بآخر فيها.
أخيرا هذه القائمة التي تطمح أن تفتح فضاء للاقتناء والقراءة ترتيبها غير مرتبط بقيمتها أو تصنيفها، ولكن جاء عفو الخاطر حسب هطولها على الذاكرة.
33 - الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل - إميل حبيبي
على الصعيد الشخصي أعتبر محاولات الغيطاني في الزيني بركات ومحمود المسعدي في حدث أبو هريرة والطاهر وطار في الحوات والقصر إضافة إلى هذه الرواية من أشد التجارب العربية في كتابة سردية عربية مختلفة عن الأنموذج السائد في كتابة القصة والرواية الآن.
34 - رسالة في اللاهوت والسياسة – اسبينوزا
تعتبر رسالة اسبيونزا هذه مواجهة صريحة مع الأوضاع الثقافية والسياسية في عصره بل وفي كل عصر لكشف حقيقة الأشياء وبالذات في مجالي الدين والسياسة، حتى لا يخلط الناس بين البدع الإنسانية والتعاليم السماوية.
وكل هذا من أجل الدفاع عن حرية الإنسان ضد من يحاول انتزاعها بأي سبب من الأسباب.
35 - الإسلام وأصول الحكم – علي عبد الرازق
يشكل هذا الكتاب حجر الأساس في هدم نظرية من يحاولون توظيف الدين سياسيا، من خلال استقصاء تاريخ الحكم الإسلامي عبر العصور. لذلك لم يسلم مؤلف الكتاب من هجمات الحركيين الذي وجهوا سهامهم للمؤلف وكتابه بكل شراسة.
36 – هذي هي الأغلال – عبدالله القصيمي
يعتبر هذا الكتاب، الأخير في مرحلة القصيمي الأولى حيث حدد بشكل واضح رؤيته للمستقبل والتحديات التي تواجه المسلمين وأنهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستفيدوا من التراث العلمي للبشرية أو أن يبقوا رهن واقعهم، وأن عليهم اكتساب المعارف الجديدة لكي يواجهوا التحديات القائمة والمستجدة.
37 – أنشودة المطر – بدر شاكر السياب
منذ جدنا المتنبي، لم يشغل العرب شاعر كالسياب، فبرغم حياته القصيرة إلا أن حضوره كان مدويا وصادما ومؤثرا، حيا وميتا، صوتا وصدى، إبداعا ومعاشا، إلى حد أنهم انشغلوا ونقبوا وكتبوا عن كل شيء في حياته وعن حياته، في حياته وبعد حياته.ومن دواوينه وكتبه الكثيرة الكثيرة يعتبر ديوان «أنشودة المطر» أيقونة زاهية واستثنائية في مسيرة الشعر العربي.
38 – مدينة الغد – عبدالله البردوني
إذا كان البردوني في تجربته الشعرية التي تجسدت في 12 ديوانا يمثل القلعة الأخيرة للشعر العمودي في مواجهة الأشكال الجديدة، فإن ديوانه الثالث «مدينة» يعتبر محطة استثنائية في مسيرته الشعرية الشاهقة.
39 – التضاريس – محمد الثبيتي
بالرغم من اختلاف مسيرتي الشاعرين، إلا أنه مثلما كان الديوان الثالث مختلفا في مسيرة الرائد البردوني، فإن ديوان التضاريس الذي يجيء ثالثا في مسيرة الشاعر السعودي محمد الثبيتي بعد «عاشقة الزمن الوردي» و«تهجيت حلما.. تهجيت وهما» مختلف ومفصلي في تجربة الثبيتي، بل يعتبر محطة تحول في الشعر السعودي نحو آفاق أكثر حداثة وتأصيلا.
40 – تاريخ القراءة – ألبيرتو مانغويل
في رحلة مثيرة عبر الزمن والأبجدية، يرصد الكاتب الأرجنتيني البرتو مانغويل تاريخ القراءة في العالم، مسجلا بذاكرة دقيقة ولغة شفافة أهم المحطات في علاقة القارئ بالكتاب، مستعيدا في سيرة نخبة من عظماء العالم الذين كانوا يكتبون ويحبون القراءة مثل أرسطو، ولوفكرافت، وابن الهيثم، وأولفر ساك، وماريا المجدلية، والقديس أوغسطينُس، وريلكه. ويحدّثنا عن قصّة الأمير الفارسي الذي كان يصطحب مكتبته المؤلّفة من 117000 كتاب على ظهر قافلة من الجمال مصنّفة بحسب الأحرف الأبجدية. كما أنه يستعيد حكاية أكبر سارق للكتب في العالم، الدوق ليبري، وكيف كان عمال التبغ في كوبا الذين كانوا يحبون الاستماع إلى قراءة الكتب مما جعلهم يطلقون أسماء أبطال الروايات الأدبية على أنواع سيجارهم.
41 – اسم الوردة – امبرتو ايكو
هي رواية الإثارة بامتياز، بل تعتبر الرواية التي استطاعت أن تجسر المسافة بين النقد والفلسفة من جهة والإبداع من أخرى. رواية «اسم الوردة» قاربت للحياة في دير من القرن الرابع عشر ورصدت الروايات الموثقة للنزاعات الفلسفية والدينية آنذاك، ولكنها لكي تجذب القارئ جسدت كل هذه الأحداث في جو بوليسي محاط بعوالم الخوف والقتامة التي رسمها إيكو ببراعة حول الدير بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية المثيرة التي استوحاها إيكو من شخصية المحقق البريطاني الشهير شرلوك هولمز.
42 – صور المثقف – إدوارد سعيد
دون شك وباتفاق شبه مطلق يعتبر كتاب «الاستشراق» هو درة أعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد إلا أن كتاب «صور المثقف» أو «تمثلات المثقف» في ترجمة أخرى يمثل رؤية حادة جادة ورصينة نحو دور ومسؤولية وواجب المثقف.ويجيء الكتاب الذي هو عبارة عن محاضرات ألقاها في البي بي سي في ستة أبواب كان الباب الأول منها حول صور المثقف، وفيه حاول إدوارد توضيح صورة المثقف بتعديد صفاته، وما خرجت منه في هذا الباب هو أن المثقف شخص يحمل رسالة ما، سواء قام بخدمتها أو لا، وقضية خدمة الرسالة هذه هي مثار الجدل دائما.
43 – نهايات الشمال الأفريقي – سعدي يوسف
في مرحلة مفصلية في تجربة الشاعر سعدي يوسف يجيء ديوان «نهايات الشمال الأفريقي» منعطفا مهما وتحولا هائلا نحو توظيف كل أشكال التعبير اللغوي والتطوير لأدواته، ومشكلا مع ديواني «بعيداً عن السماء الأولى» و«الأخضر بن يوسف ومشاغله» محطة من أكثر محطات سعدي ثراء.
44 – كانكان العوام الذي مات مرتين – جورجي أمادو
بالرغم من الأعمال العظيمة والملحمية في مسيرة الروائي البرازيلي جورجي أمادو عديدة، إلا أن هذه الرواية بالنسبة لي تعتبر استثنائية وحميمية وذات خصوصية مميزة في لغتها وعوالمها. هذه الرواية التي تعددت ترجماتها إلى العربية، وإن ظلت ترجمة محمد عيتاني عبر دار الفارابي من أكثرها قربا لي، رواية تنحاز للحياة ضد الموت.
45 – البيت الكبير - الفارو سيبيدا ساموديو
من أعذب وأقرب الروايات إلى ذائقتي كانت وما زالت رواية «البيت الكبير» للروائي الكولومبي ألفارو سيبيدا ساموديو. هذه الرواية تعتبر الرواية التأسيسية لما سمي بعد ذلك بالواقعية السحرية حيث الكتابة المقتصدة والأخف من الريح، الكتابة التي رصدت المجزرة كاملة ولا يوجد بها ميت واحد كما يقول ماركيز في تقديمه لها واعترافه بأستاذيتها «البيت الكبير رواية للتاريخ وللحياة وجدوى الكتابة ومعناها».
46 – بيدرو بارامو – خوان رولفو
مع «بيدرو بارامو» يمكن لنا أن نوقن تماما، بأن عملا واحدا كتب بيقين الإبداع يغني عن عشرات الأعمال، بل ويمكن له أن يقدم مؤلفه إلى ساحة الضوء والإبداع بحضور طاغ. فالمكسيكي خوان رولفو الذي يعتبر من أشهر روائيي أمريكا اللاتينية ومن آباء الواقعية السحرية حصد كل هذا الذيوع بسبب رواية ساطعة هي «بيدرو بارامو» ورواية مجهولة هي «ديك من ذهب» ومجموعتين قصصيتين وأصبح أحد أبرز ممثلي أدب أمريكا اللاتينية وترجمت أعمالة إلى أكثر لغات العالم.
47 – الأشياء تتداعى – تشينوا أتشيبييحتل الروائي النيجيري غينوا تشيبي «تشنيوا أتشيبي» مساحة رحبة في ذاكرتي مثلما هو يحتل مساحة عالية ومنفردة في الأدب الروائي الأفريقي المكتوب بالإنجليزية.
روايته الأولى الرائعة «الأشياء تتداعي» هي الجزء الأول من ثلاثية تضم إضافة لها رواية «مضى عهد الراحة» و«سهم الله». وقد ترجمت رواية «الأشياء تتداعى» خمس مرات إلى العربية.
48 – زوبك – عزيز نسين
لا أعتقد أن هناك من هو أغزر من عزيز نسين أو محمد نصرت نيسين حسب اسمه الأصلي في كتابة القصص، إلا أن روايته «زوبك» تمثل أقصى درجات ومستويات أدب الكوميديا السوداء. وجسد نسين في روايته «زوبك» كل تناقضات المجتمع التركي شخصية فانتازية تجلت فيها ملامح جحا من كل النواحي.
49 – ديوان الشعر العربي – أدونيس
كثيرة هي مساهمات أدونيس في المشهد الثقافي العربي، ومهما قيل عنها وحولها من تأييد أو نقد تظل محطات مهمة في تحريك الساكن، ومواجهة السائد وكشف الستر عن المسكوت عنه.ولكن مغامرته في جمع درر الشعر العربي منذ بداياته إلى العصور المتأخرة كما جسدها في «ديوان الشعر العربي» تعتبر التجربة الأثيرة بالنسبة لي.
50 - الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية – جورج طرابيشي
كثيرة هي الكتب التي تناولت تجربة نجيب محفوظ، كما مساهمات جورج طرابيشي في النقد والترجمة واستقراء النصوص لا حصر لها، ولكن كتابه هذا يجسد تجربة استثنائية في مسيرته، ويكفي أن يقول نجيب لطرابيشي عنه «بصراحة أعترف لك بصدق بصيرتك، وقوة استدلالك، ولك أن تنشر عني بأن تفسيرك للأعمال التي عرضتها هو أصدق التفاسير بالنسبة لمؤلفها».
51 – العمى – خوسية ساراماغو
من بين أعمال النوبلي خوسية ساراماغو تبدو رواية «العمى» كقمة ما وصلت إليه مخيلته، عندما استطاع برهافة مطلقة أن ينقلنا إلى عالمه الروائي، إلى عالم فقدان البصر وتفشيه في مدينة ما، حيث ينهار الناس ويفشل الجيش في معالجة الوضع ويسيطر اللصوص على كل شيء.
52 – منامات الوهراني ومقاماته ورسائله - ركن الدين محمد بن محرز بن محمد الوهراني
تعتبر المنامات من السرديات العربية بل العالمية الكبرى، وبرغم عدم نيلها ما تستحقه من ذيوع إلا أن عوالمها التي تتقاطع في المنامة الكبرى مع رسالة الغفران والكوميديا الإلهية تبقى أنموذجا عظيما لقدرة الكتابة على الاستشراف والتخيل وصناعة الواقع الموازي.
53 – موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح
«إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة» بهذه العبارة التي ترد في ثنايا الرواية، يمكن ببعض المجازفة اختزال هذه الرواية البديعة التي استطاعت أن تجعل من مصطفى سعيد رمزا عميقا لكل شرقي غامر صوب الشمال الأوروبي، حاملا فيض أحلامه فواجه الحياة في أقسى احتمالاتها، فعاد موشوما بالذكريات.
54 - ﻫكذا تكلم زرادﺷت - فريدريك نيتشه
مهما قيل عن رؤية نيتشه الفلسفية من نقد، واختصارها في نظرية الرجل المتفوق «السوبرمان» واعتسافها إلى التجذير للنازية، فإنها تظل فلسفة إنسانية بامتياز، إنها صرخة الإنسان في مواجهة هذا الواقع البشع الذي يزداد بشاعة، ويجسد هذا الكتاب ذروة أفكار نيتشة وخلاصة رؤاه وتصوراته للحياة كيف تعاش.
55 – رسالة الغفران – أبو العلاء المعري
بكل المقاييس تعتبر «رسالة الغفران» من أهم المغامرات السردية في الأدب العربي، لاقتحام تخوم لم يتماس معها كاتب من قبل، وإذا كانت اللزوميات هي ملحمته الشعرية في كشف الواقع وتحدي مظاهره المزيفة، فإن رسالة الغفران مغامرة تمضي بعيدا، حيث يقترب بمخيلته الإبداعية من عوالم العالم الآخر كما يتصوره.
56 - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – جواد علي
بعيدا عن أي مبالغات أعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي أثرت في معرفتي بالإرث والتراث العربي قبل الإسلام، والبوصلة التي وجهت قراءاتي بعد ذلك لاستكمال الرؤى حول هذا الموضوع أو ذاك، وبشكل أكثر دقة يعتبر الجهد الموسوعي الذي قدمه الباحث العراقي جواد علي في المفصل جهد مؤسسات وليس جهد واجتهاد وإبداع باحث واحد.
57 – مهزلة العقل البشري – علي الوردي
ربما يكون هذا الكتاب بالمعايير البحثية مجموعة رؤى أو مقالات تناولت موضوعا واحدا ثم جمعت في كتاب.ولكنه في أثره العميق هو صرخة وعي ساطع وصريح وإن كانت ملتزمة في مواضع كثيرة بعدم الاصطدام مع هواجس الآخرين.
ولذلك فإن قراءته تضيء مساحة من الوعي الفكري من المنظور الاجتماعي.
58 – رسائل الجاحظ - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
ربما يكون الحديث عن الرسائل لمؤلف موسوعتي الحيوان والبيان والتبيين نوعا من المبالغة، ولكن من وجهة نظر شخصية في الرسائل روحا نقدية وتماسا مع الواقع يفوق سواها من مصنفات الجاحظ العديدة.حيث تناول فيها كل شيء وبإسهاب عجيب ومفارق ومستفز من «تفضيل البطن على الظهر» وحتى «التبصرة بالتجارة».
59 – العرب والمرأة – خليل عبد الكريم
على الرغم من أن حضور الباحث خليل عبد الكريم في مجال التأريخ للإسلام وإشكالياته أكثر إثارة ودويا، وشغل المؤيدين والمعارضين كثيرا، إلا أن التفاته في قراءة واقع المرأة في المجتمع العربي يعتبر فتحا بهيا في مسيرته، حين انتصر للمرأة برؤية الماضي للحاضر وبالعكس في تأصيل بحثي بديع.
60 - قصة الحضارة – ويل ديورانت
في كل كتاب موسوعي هناك قيمة مضافة يستفيد منها القارئ، ولكن في موسوعة «قصة الحضارة» سوف نجد تاريخ العالم وقد كتب بلغة علمية وبإحاطة شبه شاملة، وبمتابعة مستمرة لمسيرة حضارات الإنسانية منذ فجر التاريخ حتى القرن التاسع عشر. بل يمكن القول إن الجهد الذي بذله المؤرخ الأمريكي «ويل ديورانت» على مدى 40 عاما وبمشاركه من زوجته «أريل» في كتابة تاريخ الحضارة الإنسانية، هو ذخيرة علمية لا غنى عنها لأي دارس أو متخصص في أي علم من فروع العلوم.
61 - أصل الأنواع - تشارلز داروين
مهما قيل عن نظرية التطور الداروينية، ومهما جوبهت أطروحاته بالرفض الديني والنقد الفلسفي، إلا أن كتاب «أصل الأنواع» ما زال يشغل الناس إلى الآن، وأصبح هو المرجع الأساس لكل نظريات النشوء والارتقاء والتطور الحديثة.وميزة هذا الكتاب أنه استطاع الوصول لشرائح كبيرة من القراء، وذلك بسبب أن داروين كتبه بلغة غير علمية جدا.
62 – بلدي المخترع – ايزابيل اليندي
في مسيرة الروائية التشيلية إيزابيل إليندي روايات تعتبر إضافة لمزاج رواية أمريكا اللاتينية بواقعيتها السحرية، ولكن هذا الكتاب يعتبر محاولة أولى وأخيرة لردم الهوة بين بلدها الحالي كاليفورنيا وموطنها الأصلي تشيلي، التي انتزعت منه مرتين، مرة بالنفي غصبا عنها، ومرة بالحياة الإرادية في أمريكا.ولذلك رصدت في هذا الكتاب كل ما خطر وسكن ذاكرتها وتاريخها عن البلد المخترع «تشيلي».
63 – هاملت – ويليام شكسبير
يعتبر شكسبير من أهم الأسماء والألغاز في مسيرة الأدب العالمي، ومسرحياته تجسد الأنموذج الأكثر حضورا للنص الأدبي، ومن بين أعماله العديدة، تبرز مسرحية «هاملت» التي وردت بها العبارة الشهيرة «أكون أو لا أكون» باعتبارها العمل الأكثر مأساوية وتمثيلاً وإنتاجاً وطباعة، وهى أطول مسرحياته، بل يعتبرها النقاد العمل الأكثر تأثيراً في الأدب المكتوب بالإنجليزية.
64 – ديوان المتنبي – أبو الطيب المتنبي
إذا كان المتنبي هو الاسم الأكثر ذيوعا في مسيرة الشعر العربي، فإن ديوانه يعتبر المنجز الشعري الأشد فرادة وخصوصية ولذلك لم يتوقف الشراح والنقاد من التماس معه واختراق عوالمه منذ ابن جني والمعري والعكبري والبرقوقي وحتى نقاد عصرنا الحاضر، الذين سودوا مئات الصفحات حول كل شيء في حياته وشعره.
65 – صورة الفنان في شبابه – جميس جويس
ربما تكون ملحمة «يوليوس» هي الأثقل في مسيرة المبدع الإيرلندي جميس جويس، وربما أيضا تحتل مجموعته القصصية «أهالي دبلن» أو «الدبلنيون» مساحة من الاهتمام القرائي، إلا أن روايته «صورة الفنان في شبابه»، تعتبر أنموذجا مذهلا لقدرة الكاتب -أي كاتب- على تقديم رؤية عميقة وثرية للمكان والذات والعائلة والعالم، إنها شهادة الفنان الأولى والأخيرة، في رحلته صوب التخوم التي يريد بكل شجاعة وإبداع.
66 - سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون
بشكل أو بآخر يعتبر هذا الكتاب البوابة الحقيقة لانتصار قيم الجماهير ودورها وحراكها وتأثيرها وتحولها من ظاهرة انفعالية إلى وعي جمعي، ولذلك لم يكن مستغربا أن يعرف هذا الكتاب بأنه يمثل درة أعمال لوبون و«المانيفست» الذي دشن ما يسمى اليوم بعلم النفس الاجتماعي أو الجماعي.
* هناك حلقة ثالثة وأخيرة.
هذه القائمة حاولت بقدر ما تستطيع أن تجعل الذائقة الذاتية على الحصيلة العامة، دون أن تنفي أن الذاتي يحضر بشكل أو بآخر فيها.
أخيرا هذه القائمة التي تطمح أن تفتح فضاء للاقتناء والقراءة ترتيبها غير مرتبط بقيمتها أو تصنيفها، ولكن جاء عفو الخاطر حسب هطولها على الذاكرة.
33 - الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل - إميل حبيبي
على الصعيد الشخصي أعتبر محاولات الغيطاني في الزيني بركات ومحمود المسعدي في حدث أبو هريرة والطاهر وطار في الحوات والقصر إضافة إلى هذه الرواية من أشد التجارب العربية في كتابة سردية عربية مختلفة عن الأنموذج السائد في كتابة القصة والرواية الآن.
34 - رسالة في اللاهوت والسياسة – اسبينوزا
تعتبر رسالة اسبيونزا هذه مواجهة صريحة مع الأوضاع الثقافية والسياسية في عصره بل وفي كل عصر لكشف حقيقة الأشياء وبالذات في مجالي الدين والسياسة، حتى لا يخلط الناس بين البدع الإنسانية والتعاليم السماوية.
وكل هذا من أجل الدفاع عن حرية الإنسان ضد من يحاول انتزاعها بأي سبب من الأسباب.
35 - الإسلام وأصول الحكم – علي عبد الرازق
يشكل هذا الكتاب حجر الأساس في هدم نظرية من يحاولون توظيف الدين سياسيا، من خلال استقصاء تاريخ الحكم الإسلامي عبر العصور. لذلك لم يسلم مؤلف الكتاب من هجمات الحركيين الذي وجهوا سهامهم للمؤلف وكتابه بكل شراسة.
36 – هذي هي الأغلال – عبدالله القصيمي
يعتبر هذا الكتاب، الأخير في مرحلة القصيمي الأولى حيث حدد بشكل واضح رؤيته للمستقبل والتحديات التي تواجه المسلمين وأنهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستفيدوا من التراث العلمي للبشرية أو أن يبقوا رهن واقعهم، وأن عليهم اكتساب المعارف الجديدة لكي يواجهوا التحديات القائمة والمستجدة.
37 – أنشودة المطر – بدر شاكر السياب
منذ جدنا المتنبي، لم يشغل العرب شاعر كالسياب، فبرغم حياته القصيرة إلا أن حضوره كان مدويا وصادما ومؤثرا، حيا وميتا، صوتا وصدى، إبداعا ومعاشا، إلى حد أنهم انشغلوا ونقبوا وكتبوا عن كل شيء في حياته وعن حياته، في حياته وبعد حياته.ومن دواوينه وكتبه الكثيرة الكثيرة يعتبر ديوان «أنشودة المطر» أيقونة زاهية واستثنائية في مسيرة الشعر العربي.
38 – مدينة الغد – عبدالله البردوني
إذا كان البردوني في تجربته الشعرية التي تجسدت في 12 ديوانا يمثل القلعة الأخيرة للشعر العمودي في مواجهة الأشكال الجديدة، فإن ديوانه الثالث «مدينة» يعتبر محطة استثنائية في مسيرته الشعرية الشاهقة.
39 – التضاريس – محمد الثبيتي
بالرغم من اختلاف مسيرتي الشاعرين، إلا أنه مثلما كان الديوان الثالث مختلفا في مسيرة الرائد البردوني، فإن ديوان التضاريس الذي يجيء ثالثا في مسيرة الشاعر السعودي محمد الثبيتي بعد «عاشقة الزمن الوردي» و«تهجيت حلما.. تهجيت وهما» مختلف ومفصلي في تجربة الثبيتي، بل يعتبر محطة تحول في الشعر السعودي نحو آفاق أكثر حداثة وتأصيلا.
40 – تاريخ القراءة – ألبيرتو مانغويل
في رحلة مثيرة عبر الزمن والأبجدية، يرصد الكاتب الأرجنتيني البرتو مانغويل تاريخ القراءة في العالم، مسجلا بذاكرة دقيقة ولغة شفافة أهم المحطات في علاقة القارئ بالكتاب، مستعيدا في سيرة نخبة من عظماء العالم الذين كانوا يكتبون ويحبون القراءة مثل أرسطو، ولوفكرافت، وابن الهيثم، وأولفر ساك، وماريا المجدلية، والقديس أوغسطينُس، وريلكه. ويحدّثنا عن قصّة الأمير الفارسي الذي كان يصطحب مكتبته المؤلّفة من 117000 كتاب على ظهر قافلة من الجمال مصنّفة بحسب الأحرف الأبجدية. كما أنه يستعيد حكاية أكبر سارق للكتب في العالم، الدوق ليبري، وكيف كان عمال التبغ في كوبا الذين كانوا يحبون الاستماع إلى قراءة الكتب مما جعلهم يطلقون أسماء أبطال الروايات الأدبية على أنواع سيجارهم.
41 – اسم الوردة – امبرتو ايكو
هي رواية الإثارة بامتياز، بل تعتبر الرواية التي استطاعت أن تجسر المسافة بين النقد والفلسفة من جهة والإبداع من أخرى. رواية «اسم الوردة» قاربت للحياة في دير من القرن الرابع عشر ورصدت الروايات الموثقة للنزاعات الفلسفية والدينية آنذاك، ولكنها لكي تجذب القارئ جسدت كل هذه الأحداث في جو بوليسي محاط بعوالم الخوف والقتامة التي رسمها إيكو ببراعة حول الدير بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية المثيرة التي استوحاها إيكو من شخصية المحقق البريطاني الشهير شرلوك هولمز.
42 – صور المثقف – إدوارد سعيد
دون شك وباتفاق شبه مطلق يعتبر كتاب «الاستشراق» هو درة أعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد إلا أن كتاب «صور المثقف» أو «تمثلات المثقف» في ترجمة أخرى يمثل رؤية حادة جادة ورصينة نحو دور ومسؤولية وواجب المثقف.ويجيء الكتاب الذي هو عبارة عن محاضرات ألقاها في البي بي سي في ستة أبواب كان الباب الأول منها حول صور المثقف، وفيه حاول إدوارد توضيح صورة المثقف بتعديد صفاته، وما خرجت منه في هذا الباب هو أن المثقف شخص يحمل رسالة ما، سواء قام بخدمتها أو لا، وقضية خدمة الرسالة هذه هي مثار الجدل دائما.
43 – نهايات الشمال الأفريقي – سعدي يوسف
في مرحلة مفصلية في تجربة الشاعر سعدي يوسف يجيء ديوان «نهايات الشمال الأفريقي» منعطفا مهما وتحولا هائلا نحو توظيف كل أشكال التعبير اللغوي والتطوير لأدواته، ومشكلا مع ديواني «بعيداً عن السماء الأولى» و«الأخضر بن يوسف ومشاغله» محطة من أكثر محطات سعدي ثراء.
44 – كانكان العوام الذي مات مرتين – جورجي أمادو
بالرغم من الأعمال العظيمة والملحمية في مسيرة الروائي البرازيلي جورجي أمادو عديدة، إلا أن هذه الرواية بالنسبة لي تعتبر استثنائية وحميمية وذات خصوصية مميزة في لغتها وعوالمها. هذه الرواية التي تعددت ترجماتها إلى العربية، وإن ظلت ترجمة محمد عيتاني عبر دار الفارابي من أكثرها قربا لي، رواية تنحاز للحياة ضد الموت.
45 – البيت الكبير - الفارو سيبيدا ساموديو
من أعذب وأقرب الروايات إلى ذائقتي كانت وما زالت رواية «البيت الكبير» للروائي الكولومبي ألفارو سيبيدا ساموديو. هذه الرواية تعتبر الرواية التأسيسية لما سمي بعد ذلك بالواقعية السحرية حيث الكتابة المقتصدة والأخف من الريح، الكتابة التي رصدت المجزرة كاملة ولا يوجد بها ميت واحد كما يقول ماركيز في تقديمه لها واعترافه بأستاذيتها «البيت الكبير رواية للتاريخ وللحياة وجدوى الكتابة ومعناها».
46 – بيدرو بارامو – خوان رولفو
مع «بيدرو بارامو» يمكن لنا أن نوقن تماما، بأن عملا واحدا كتب بيقين الإبداع يغني عن عشرات الأعمال، بل ويمكن له أن يقدم مؤلفه إلى ساحة الضوء والإبداع بحضور طاغ. فالمكسيكي خوان رولفو الذي يعتبر من أشهر روائيي أمريكا اللاتينية ومن آباء الواقعية السحرية حصد كل هذا الذيوع بسبب رواية ساطعة هي «بيدرو بارامو» ورواية مجهولة هي «ديك من ذهب» ومجموعتين قصصيتين وأصبح أحد أبرز ممثلي أدب أمريكا اللاتينية وترجمت أعمالة إلى أكثر لغات العالم.
47 – الأشياء تتداعى – تشينوا أتشيبييحتل الروائي النيجيري غينوا تشيبي «تشنيوا أتشيبي» مساحة رحبة في ذاكرتي مثلما هو يحتل مساحة عالية ومنفردة في الأدب الروائي الأفريقي المكتوب بالإنجليزية.
روايته الأولى الرائعة «الأشياء تتداعي» هي الجزء الأول من ثلاثية تضم إضافة لها رواية «مضى عهد الراحة» و«سهم الله». وقد ترجمت رواية «الأشياء تتداعى» خمس مرات إلى العربية.
48 – زوبك – عزيز نسين
لا أعتقد أن هناك من هو أغزر من عزيز نسين أو محمد نصرت نيسين حسب اسمه الأصلي في كتابة القصص، إلا أن روايته «زوبك» تمثل أقصى درجات ومستويات أدب الكوميديا السوداء. وجسد نسين في روايته «زوبك» كل تناقضات المجتمع التركي شخصية فانتازية تجلت فيها ملامح جحا من كل النواحي.
49 – ديوان الشعر العربي – أدونيس
كثيرة هي مساهمات أدونيس في المشهد الثقافي العربي، ومهما قيل عنها وحولها من تأييد أو نقد تظل محطات مهمة في تحريك الساكن، ومواجهة السائد وكشف الستر عن المسكوت عنه.ولكن مغامرته في جمع درر الشعر العربي منذ بداياته إلى العصور المتأخرة كما جسدها في «ديوان الشعر العربي» تعتبر التجربة الأثيرة بالنسبة لي.
50 - الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية – جورج طرابيشي
كثيرة هي الكتب التي تناولت تجربة نجيب محفوظ، كما مساهمات جورج طرابيشي في النقد والترجمة واستقراء النصوص لا حصر لها، ولكن كتابه هذا يجسد تجربة استثنائية في مسيرته، ويكفي أن يقول نجيب لطرابيشي عنه «بصراحة أعترف لك بصدق بصيرتك، وقوة استدلالك، ولك أن تنشر عني بأن تفسيرك للأعمال التي عرضتها هو أصدق التفاسير بالنسبة لمؤلفها».
51 – العمى – خوسية ساراماغو
من بين أعمال النوبلي خوسية ساراماغو تبدو رواية «العمى» كقمة ما وصلت إليه مخيلته، عندما استطاع برهافة مطلقة أن ينقلنا إلى عالمه الروائي، إلى عالم فقدان البصر وتفشيه في مدينة ما، حيث ينهار الناس ويفشل الجيش في معالجة الوضع ويسيطر اللصوص على كل شيء.
52 – منامات الوهراني ومقاماته ورسائله - ركن الدين محمد بن محرز بن محمد الوهراني
تعتبر المنامات من السرديات العربية بل العالمية الكبرى، وبرغم عدم نيلها ما تستحقه من ذيوع إلا أن عوالمها التي تتقاطع في المنامة الكبرى مع رسالة الغفران والكوميديا الإلهية تبقى أنموذجا عظيما لقدرة الكتابة على الاستشراف والتخيل وصناعة الواقع الموازي.
53 – موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح
«إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة» بهذه العبارة التي ترد في ثنايا الرواية، يمكن ببعض المجازفة اختزال هذه الرواية البديعة التي استطاعت أن تجعل من مصطفى سعيد رمزا عميقا لكل شرقي غامر صوب الشمال الأوروبي، حاملا فيض أحلامه فواجه الحياة في أقسى احتمالاتها، فعاد موشوما بالذكريات.
54 - ﻫكذا تكلم زرادﺷت - فريدريك نيتشه
مهما قيل عن رؤية نيتشه الفلسفية من نقد، واختصارها في نظرية الرجل المتفوق «السوبرمان» واعتسافها إلى التجذير للنازية، فإنها تظل فلسفة إنسانية بامتياز، إنها صرخة الإنسان في مواجهة هذا الواقع البشع الذي يزداد بشاعة، ويجسد هذا الكتاب ذروة أفكار نيتشة وخلاصة رؤاه وتصوراته للحياة كيف تعاش.
55 – رسالة الغفران – أبو العلاء المعري
بكل المقاييس تعتبر «رسالة الغفران» من أهم المغامرات السردية في الأدب العربي، لاقتحام تخوم لم يتماس معها كاتب من قبل، وإذا كانت اللزوميات هي ملحمته الشعرية في كشف الواقع وتحدي مظاهره المزيفة، فإن رسالة الغفران مغامرة تمضي بعيدا، حيث يقترب بمخيلته الإبداعية من عوالم العالم الآخر كما يتصوره.
56 - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – جواد علي
بعيدا عن أي مبالغات أعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي أثرت في معرفتي بالإرث والتراث العربي قبل الإسلام، والبوصلة التي وجهت قراءاتي بعد ذلك لاستكمال الرؤى حول هذا الموضوع أو ذاك، وبشكل أكثر دقة يعتبر الجهد الموسوعي الذي قدمه الباحث العراقي جواد علي في المفصل جهد مؤسسات وليس جهد واجتهاد وإبداع باحث واحد.
57 – مهزلة العقل البشري – علي الوردي
ربما يكون هذا الكتاب بالمعايير البحثية مجموعة رؤى أو مقالات تناولت موضوعا واحدا ثم جمعت في كتاب.ولكنه في أثره العميق هو صرخة وعي ساطع وصريح وإن كانت ملتزمة في مواضع كثيرة بعدم الاصطدام مع هواجس الآخرين.
ولذلك فإن قراءته تضيء مساحة من الوعي الفكري من المنظور الاجتماعي.
58 – رسائل الجاحظ - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
ربما يكون الحديث عن الرسائل لمؤلف موسوعتي الحيوان والبيان والتبيين نوعا من المبالغة، ولكن من وجهة نظر شخصية في الرسائل روحا نقدية وتماسا مع الواقع يفوق سواها من مصنفات الجاحظ العديدة.حيث تناول فيها كل شيء وبإسهاب عجيب ومفارق ومستفز من «تفضيل البطن على الظهر» وحتى «التبصرة بالتجارة».
59 – العرب والمرأة – خليل عبد الكريم
على الرغم من أن حضور الباحث خليل عبد الكريم في مجال التأريخ للإسلام وإشكالياته أكثر إثارة ودويا، وشغل المؤيدين والمعارضين كثيرا، إلا أن التفاته في قراءة واقع المرأة في المجتمع العربي يعتبر فتحا بهيا في مسيرته، حين انتصر للمرأة برؤية الماضي للحاضر وبالعكس في تأصيل بحثي بديع.
60 - قصة الحضارة – ويل ديورانت
في كل كتاب موسوعي هناك قيمة مضافة يستفيد منها القارئ، ولكن في موسوعة «قصة الحضارة» سوف نجد تاريخ العالم وقد كتب بلغة علمية وبإحاطة شبه شاملة، وبمتابعة مستمرة لمسيرة حضارات الإنسانية منذ فجر التاريخ حتى القرن التاسع عشر. بل يمكن القول إن الجهد الذي بذله المؤرخ الأمريكي «ويل ديورانت» على مدى 40 عاما وبمشاركه من زوجته «أريل» في كتابة تاريخ الحضارة الإنسانية، هو ذخيرة علمية لا غنى عنها لأي دارس أو متخصص في أي علم من فروع العلوم.
61 - أصل الأنواع - تشارلز داروين
مهما قيل عن نظرية التطور الداروينية، ومهما جوبهت أطروحاته بالرفض الديني والنقد الفلسفي، إلا أن كتاب «أصل الأنواع» ما زال يشغل الناس إلى الآن، وأصبح هو المرجع الأساس لكل نظريات النشوء والارتقاء والتطور الحديثة.وميزة هذا الكتاب أنه استطاع الوصول لشرائح كبيرة من القراء، وذلك بسبب أن داروين كتبه بلغة غير علمية جدا.
62 – بلدي المخترع – ايزابيل اليندي
في مسيرة الروائية التشيلية إيزابيل إليندي روايات تعتبر إضافة لمزاج رواية أمريكا اللاتينية بواقعيتها السحرية، ولكن هذا الكتاب يعتبر محاولة أولى وأخيرة لردم الهوة بين بلدها الحالي كاليفورنيا وموطنها الأصلي تشيلي، التي انتزعت منه مرتين، مرة بالنفي غصبا عنها، ومرة بالحياة الإرادية في أمريكا.ولذلك رصدت في هذا الكتاب كل ما خطر وسكن ذاكرتها وتاريخها عن البلد المخترع «تشيلي».
63 – هاملت – ويليام شكسبير
يعتبر شكسبير من أهم الأسماء والألغاز في مسيرة الأدب العالمي، ومسرحياته تجسد الأنموذج الأكثر حضورا للنص الأدبي، ومن بين أعماله العديدة، تبرز مسرحية «هاملت» التي وردت بها العبارة الشهيرة «أكون أو لا أكون» باعتبارها العمل الأكثر مأساوية وتمثيلاً وإنتاجاً وطباعة، وهى أطول مسرحياته، بل يعتبرها النقاد العمل الأكثر تأثيراً في الأدب المكتوب بالإنجليزية.
64 – ديوان المتنبي – أبو الطيب المتنبي
إذا كان المتنبي هو الاسم الأكثر ذيوعا في مسيرة الشعر العربي، فإن ديوانه يعتبر المنجز الشعري الأشد فرادة وخصوصية ولذلك لم يتوقف الشراح والنقاد من التماس معه واختراق عوالمه منذ ابن جني والمعري والعكبري والبرقوقي وحتى نقاد عصرنا الحاضر، الذين سودوا مئات الصفحات حول كل شيء في حياته وشعره.
65 – صورة الفنان في شبابه – جميس جويس
ربما تكون ملحمة «يوليوس» هي الأثقل في مسيرة المبدع الإيرلندي جميس جويس، وربما أيضا تحتل مجموعته القصصية «أهالي دبلن» أو «الدبلنيون» مساحة من الاهتمام القرائي، إلا أن روايته «صورة الفنان في شبابه»، تعتبر أنموذجا مذهلا لقدرة الكاتب -أي كاتب- على تقديم رؤية عميقة وثرية للمكان والذات والعائلة والعالم، إنها شهادة الفنان الأولى والأخيرة، في رحلته صوب التخوم التي يريد بكل شجاعة وإبداع.
66 - سيكولوجية الجماهير – غوستاف لوبون
بشكل أو بآخر يعتبر هذا الكتاب البوابة الحقيقة لانتصار قيم الجماهير ودورها وحراكها وتأثيرها وتحولها من ظاهرة انفعالية إلى وعي جمعي، ولذلك لم يكن مستغربا أن يعرف هذا الكتاب بأنه يمثل درة أعمال لوبون و«المانيفست» الذي دشن ما يسمى اليوم بعلم النفس الاجتماعي أو الجماعي.
* هناك حلقة ثالثة وأخيرة.