د. عبدالله القرني متحدثاً في ثلوثية باشراحيل أخيراً في مكة.
د. عبدالله القرني متحدثاً في ثلوثية باشراحيل أخيراً في مكة.
-A +A
فيصل السلمي (مكة المكرمة) faisalsaadsolam@
استضاف مجلس الدكتور عبدالله باشراحيل الأدبي الثلاثاء الماضي الباحث والأكاديمي الدكتور عبدالله سرحان القرني، الذي أثرى الموجودين بمحاضرة عن (العربية في تركيا بين تجاذبات الماضي واستشراف المستقبل). وبدأ باشراحيل الأمسية بكلمة أشار فيها إلى أهمية تركيا باعتبارها مركز إشعاع للعالم العربي، وأن حضارتها يمكن الأخذ بها في جانب من الجوانب، ولو اختلف الكثير في المعايير التي كانت عليه سابقاً، مشيرا إلى لوم البعض تركيا أنها السبب في انحطاط العرب في تلك الحقبة الزمنية، بعدها تحدث الضيف الدكتور عبدالله القرني عن العربية في تركيا من شقين (تاريخية من حيث تأصيل المرحلة الزمنية) و (انطباعية من خلال فترة زمنية قضاها في تركيا يدرس في جامعاتها)، وطرح القرني سؤالين عن سبب اختيار عنوان المحاضرة لماذا العربية، ولماذا تركيا، ليجيب عن الشق الأول المتعلق بالعربية بأنها لغتنا ولغة كتاب الله عز وجل، وهي لغة التواصل بين الأقطار العربية، ولأن التاريخ مليء بالشواهد الدالة على سطوة العربية وبيانها، كما أن العربية تشفي وتسعد وتضحك وتبكي. وتابع القرني في محاضرته بالإجابة عن الشق الثاني من السؤال لماذا تركيا ليجيب (عندما كانت إمبراطورية كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية)، واستطرد الباحث قائلا: تاريخ العربية في تركيا بدايته كانت في ١٢٩٩ عندما أعلن عثمان ارطغل قيام الدولة العثمانية وقرب منه المتحدثين بالعربية وحفظة القرآن الكريم، ليشكلوا سوارا حوله، ما تسبب في تطوير الدولة وانتقالها لحكم ٣٧ بلدا، وفي هذه الحقبة تحولت العربية من لغة الدين إلى لغة الثقافة ومن ثم إلى لغة الفكر، ولفت الدكتور إلى أن العربية منذ عهد عثمان وعلى امتداد ٦٠٠ سنة، عاشت أفضل مراحلها، إذ كان يرى الأتراك أنها اللغة القومية لهم، وأوصلوها إلى أوروبا بسبب ولاء الأتراك للعربية.

وأوضح أنه بعد هزيمة الأتراك مع حلفائهم في الحرب العالمية الأولى، بدأت مرحلة جديدة ومعاناة للغة العربية، تزامنت مع قدوم أتاتورك الذي أظهر العداء للغة العربية، وقضى على ملامحها في تركيا، إذ غيّر الحرف العربي في كتابة التركية إلى لاتيني، وأجبر الجميع على الالتزام بذلك.


وتابع القرني أنه في ١٩٢٣ - ١٩٣٨ جاء عصر مصطفى عصمت الذي أبكى الشعب التركي، عندما منع الأذان بالعربية، وأصبح ينادى للصلاة بغير العربية، حتى جاء عهد عدنان مندلس ١٩٥٠ وشكل عهده مرحلة جديدة لإحياء اللغة العربية، إذ سمح بتدريس القرآن والعربية، كما أنه أعاد الأذان بالعربية، وفتحت المدارس وحلقات القرآن، وكانت حقبة جميلة للغة العربية، ولكن الأوروبيين تآمروا عليه، ودُبر له انقلاب وشُنق، وعادت مرحلة انحطاط اللغة العربية حتى ظهور حزب العدالة والتنمية 2001، ونوه القرني بأن حزب العدالة والتنمية في مرحلته الأولى اتخذ قاعدة عدم المصادمة مع أوروبا، واتخذوا قرارات من صالح اللغة العربية تحت ذريعة الديموقراطية، ومن أهم هذه الإجراءات التي اتخذها الحزب إعادة دراسة اللغة العربية في جميع المراحل، إنشاء كليات إسلامية بالعربية، إقامة مسابقات في اللغة العربية.

وفي ختام المجلس كرمت مجلة نجوم أضواء العربية في الأردن الدكتور عبدالله باشراحيل عندما اختارته للقب الشخصية العلمية المثالية لعام ٢٠١٦، وذلك من خلال التصويت الذي طرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي.