أكد عدد من المثقفين المصريين عمق العلاقات المصرية السعودية، ومتانة الروابط بين الشعبين، واصفين من تطاول بألفاظ نابية بالمتخلف والبعيد عن الحس الأخوي والتكاملي بين البلدين. ويؤكد رئيس اتحاد آسيا وأفريقيا محمد سلماوي أن استضافة الجنادرية لمصر -وسط الزوبعة الزائفة بسبب اختلاف وجهات النظر- مؤشر على أصالة العلاقات المصرية السعودية ومتانة الفروع ورسوخ الجذور. وعزا سلماوي المبالغة الزائفة في الطرح الإعلامي حول قضية الجزر إلى تضخيمها بصورة غير طبيعية من بعض المحسوبين على النخب. موضحاً لـ«عكاظ» أن النخب الثقافية تعرف أن الثقافة عماد الهوية المشتركة بين مصر والمملكة كون الوجدان واحدا والهوية واحدة والمصير واحد،ا مشيراً إلى أن الواجب أن تكون النخب الثقافية مؤهلة للتبصير بهذه الحقيقة ما يوجب أن ننظر لخلافاتنا من خلال هذا المنظار، إذ إن الخلاف والاختلاف بين الأشقاء يمكن فهمه في إطار معطيات قومية وإسلامية وتاريخية إنسانية، كما أن التطاول من سمات التخلف التي نسعى جاهدين للتخلص منها باعتبار أنها سلاح من لا يملك حجة، فالحجة لها قوة وفعل، والعاجز يلجأ للتطاول والسباب ويحيل الخلاف إلى شخصي. وضرب مثلا بما وقع خلال حكم الرئيس السادات وتحديداً بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عندما انعدمت المناقشة الموضوعية وحل محلها الخلاف الشخصي وبمجرد موت السادات عادت العلاقات الدافئة، ما يعني أن الخلاف لم يكن على الاتفاقية برغم أنها قابلة للنقاش والجدل والاختلاف والخلاف حولها وفيها ومعها. ودعا سلماوي إلى توظيف العواطف بطرق سليمة وحضارية دون أن تطغى وتصبح هي المعول عليها في علاقات الدول، مؤملا أن يتحلى المتطاولون برصانة العقل وسلامة الطرح من الغلط والتجاوز والتخلي عن اللياقة اللفظية، والتخلي عن الملاسنة والتطاول كونها من الظواهر العربية غير الصحية ودليلا على التخلف. فيما قال الخبير الإستراتيجي عبدالمنعم سعيد: المملكة أرض الكعبة المشرفة المسجد الحرام ومدينة الرسول بكل ما لذلك من مساحة في الوجدان الشعبي المصري. ويرى أن جزءا من الإشكالات قام بها وعليها من لديهم خلافات مع النظام القائم. واستعاد مساندة المملكة الدائمة لمصر، إلا أن من لديهم مواقف من دولهم يحاولون ضرب علاقات الدول والتشويش على هدوئها وانسيابيتها. فيما قال الإعلامي أحمد المسلماني: بعض الناس يستهدف السلطة القائمة فيصفي الحسابات دون مراعاة لأدبيات الإعلام، واعتبار لسقف الحرية المتاح والذي لا يقبل تجاوزه. ويرى أن الخلافات في السياسات وفي الرؤية في سورية واليمن وارد بين الحلفاء ما يلزم التفريق بين الملفات الآنية.